قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ. 2- قول الله تعالى حكاية عن شعيب -عليه السلام-: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ.
يأمرون الناس بالمعروف وينسون انفسهم؟ ياعيب الشوم - المعرفة سؤال و جواب | دليل المعرفة
لا تعني الآية الكريمة أن من لا يصنع معروفاً لا يجب أن يأمر الناس به، أو أن من يرتكب منكراً لا يصح أن ينهى الناس عنه، فهو بذلك لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر وليس ارتكابه لمنكر أو عدم صناعته للمعروف مبرراً لترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الأولى بالمسلم أن يصنع المعروف ويترك المنكر لوجه الله سبحانه وتعالى وابتغاء رضاه، إذ أن ذلك من صلاح حال المؤمن ومما فيه الخير والثواب له عند الله. يأمرون الناس بالمعروف وينسون انفسهم؟ ياعيب الشوم - المعرفة سؤال و جواب | دليل المعرفة. ويجب على المسلم أيضاً أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حتى وإن كان لا يمتثل لما ينصح به، إذ أن ذلك مما أمرنا الله سبحانه وتعالى به، وقد تكون النصيحة الصادقة بترك منكر أو صنع معروف سبباً في هداية أحدهم لما أحسه من صدق في النصيحة. في كل الأحوال الأوجب على المسلم أن يصنع المعروف ويترك المنكر كما يحث الناس على ذلك، ففي ذلك ثواب عظيم له عند الله سبحانه وتعالى، كما يجعل الناس أكثر تقبلاً للنصح ويجنبه فتنة النفاق والرياء. أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتنسون أنفسكم سبب النزول
يقول الله تعالى:"أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ" (البقرة:44) صدف الله العظيم.
وكانوا يحمّلون الناس مسؤولية السير على خط الاستقامة في الحياة, ومسؤولية أن يعيشوا القلق والخوف على مصيرهم في الدنيا والآخرة, بينما هم يستثنون أنفسهم فلا يتحملون مسؤولية شيء من ذلك كله. لقد كان هذا العمل هو ديدن اليهود في الماضي ولا يزال هذا العمل ديدنهم في الحاضر, فهم اليوم يمارسون نفس هذه الظاهرة وعلى أكثر من مستوى، وعلى أكثر من صعيد, فنجدهم عندما يحتل بلدٌ أرض بلد آخر يبادرون إلى إدانة الاحتلال بينما ينسون أنفسهم أنهم يحتلون جزءاً كبيراً وعزيزاً من العالم العربي والإسلامي في فلسطين والجولان ولبنان. ونراهم كيف أنهم يُطلقون المبادرة تلو الأخرى لمكافحة ما يسمونه إرهاباً، ويوجِّهون الأوامر إلى هنا وهناك، لتخليص العالم من الإرهابيين عندما تتعرض مصالحُهم للخطر، بينما ينسون أنفسهم بأن دولتهم هي أم الإرهاب في العالم, وأنه إذا كان هناك من يمارس الإرهاب في هذا العالم فهو هم وأعوانهم ومن يقف من وراءهم. عندما يتعرض جنودُهم وأعوانهم ومن يساندهم ويقف إلى جانبهم لأي خطر تراهم يظهرون بمظهر الدعاة إلى تجنيب الأبرياء القتل والإرهاب، بينما هم يمارسون الجرائم ويرتكبون المجازر ويعتدون بشكل يومي على الأبرياء والمدنيين في فلسطين وفي لبنان.