وبدأ اسماعيل عليه السلام يشعر بالعطش، فتركته هاجر وانطلقت لكي تبحث عن ماء حتى وصلت الى جبل الصفا فصعدت الجبل وكانت تبحث عن بئر او قافلة او اى انسان ، لكن لم تجد شيئا ، ونزلت من جبل الصفا ووصلت الى الوادي وكانت تسعي وهى مجهدة وعندما جاوزت الوادي وصلت الى جبل المروة فصعدت الجبل ولكنها لم تجد احد ايضا. قصة اسماعيل عليه ام. وعندما عادت هاجر الى اسماعيل عليه السلام وجدته يبكى من شدة العطش ، فاسرعت الى الصفا فوقفت عليه وعادت مسرعة الى المروة ونظرت من فوقه ، وظلت تذهب وتجيء سبع مرات بين هاتين الجبليين ، ولذلك يذهب الحجاج سبع مرات ويجيئون بين الصفا والمروة احياء لسنة السيدة هاجر، وعادت الام بعد المرة السابعة وكانت مجهدة وجلست بجوار اسماعيل عليه السلام الذى بح صوته من العطش والبكاء. فى هذه اللحظة التى كانت قد يأست فيها ادركتها رحمة الله وعندما ضرب اسماعيل عليه السلام بقدمه الارض وهو يبكي فانفجرت تحت قدمه الارض كاشفة عن بئر زمزم وفار الماء من هذا البئر وانقذ حياة الطفل وامه ، وراحت هاجر تغرف بيدها وتشكر الله وشربت هى وطفلها، فقد صدق ظن هاجر عندما قالت لن نضيع ما دام الله معنا. وجذب ماء زمزم الكثر من الناس وبدأت القوافل تستقر فى المنطقة وبدأ العمران يدب فى المنطقة.
- قصة اسماعيل عليه ام
- قصه سيدنا اسماعيل عليه السلام
- قصه نبي الله إسماعيل عليه السلام
قصة اسماعيل عليه ام
البُشرى بإسماعيل عليه السلام
قال الله تبارك وتعالى: { وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}سورة الصافات. لقد بشر الله تبارك وتعالى خليله إبراهيم عليه السلام بغلام حليم وهو إسماعيل عليه السلام، وقد رزق به وله من العمر سبع وثمانون سنة، ولما شبّ إسماعيل وصار يسعى في مصالحه كأبيه رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ولده إسماعيل، ورؤيا الأنبياء وحي ومن خصائص الأنبياء أن قلوبهم لا تنام إنما تنام أعينهم، فأخبر إبراهيم ولده إسماعيل بهذه الرؤيا فكان موقف إسماعيل الصبر والثبات، وأظهر لأبيه التسليم لأمر الله وأنه سيكون عَوْنًا له على طاعة الله، فكان له الدرجات العلى عند الله. نشأةُ إسماعيل وما كان عليه من قصته مع أبيه إبراهيم
لما شب إسماعيل عليه السلام في تلك البقعة المباركة من مكة المكرمة وترعرع في قبيلة جرهم وتعلم منهم اللغة العربية وأساليبها، ولما رأوا عظيم سيرته وخلقه زوّجوه من فتاة عربية من قبيلتهم قيل: هي عمارة بنت سعد.
قصه سيدنا اسماعيل عليه السلام
الاختبار الثاني: عندما كبر اسماعيل عليه السلام وتعلق به قلب ابراهيم عليه السلام ، ابتلى الله عز وجل ابراهيم ببلاء عظيم بسبب هذا الحب ، فقد رأى فى المنام انه يذبح ابنه الوحيد اسماعيل عليه السلام ، وكان ابراهيم عليه السلام يعلم ان رؤيا الانبياء وحي، وبالتأكيد قد نشب صراع فى نفس ابراهيم عليه السلام ، صراع اثار عاطفته فهذا ابنه الوحيد الذى انجبه على كبر ، لكن ابراهيم عليه السلام لم يسأل عن سبب ذبح ابنه ، فليس ابراهيم عليه السلام من يسأل ربه عن اوامره. فكر ابراهيم فى الامر وقال ان الافضل ان يقول لابنه وان ذلك اهون عليه من ان يأخذه ويذبحه قهرا، فلما ذهب اليه وقال له "قَالَ يَا بُنَيَّ اِنِّي اَرَى فِي الْمَنَامِ اَنِّي اَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى " ، فى نظر ابراهيم الامر مقضي لانه وحي من ربه ، وكانت اجابة اسماعيل عليه السلام هذا امر يا ابي فافعله "يَا اَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي اِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ"، الان يعرف ابراهيم ان ابنه ينافسه فى حب الله ، ولا نعلم ما هى المشاعر التى جاشت فى نفس ابراهيم عندما سمع رد ابنه الصابر. واذا باسماعيل عليه السلام راقد على الارض ووجه فى الارض كيلا يرى ابيه وجهه فيتردد في تنفيذ امر الله، واذا بابراهيم عليه السلام يرفع يده بالسكين وقد استخدم القران تعبير "فَلَمَّا اَسْلَمَا " اى اطاعا امر الله ، فى هذه اللحظة تهيأ السكين لامضاء امره ، ونادى الله سبحانه وتعالى ابراهيم بان الاختبار انتهي ، وفدى الله اسماعيل عليه السلام بذبح عظيم ، واصبح هذا اليوم عيد لقوم لم يولدوا بعد ، الا وهم المسلمون ، فعيد الاضحى يذكر المسلمين بمعنى الاسلام الحقيقي الذى كان عليه ابراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل.
قصه نبي الله إسماعيل عليه السلام
وبعد أن انتهى إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- من بناء الكعبة وقفا
يدعوان ربهما: {ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. ربنا واجعلنا
مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب
الرحيم} [البقرة:127-128] وقد أثنى الله على نبيه إسماعيل -عليه السلام-
ووصفه بالحلم والصبر وصدق الوعد، والمحافظة على الصلاة، وأنه كان يأمر
أهله بأدائها، قال تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد
وكان رسولاً نبيًّا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيًّا}
[مريم:54-55]. وكان إسماعيل رسولاً إلى القبائل التي سكنت واستقرت حول بئر زمزم، وأوحى
الله إليه، قال تعالى: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى
إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من
ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون} [البقرة:163] وقال تعالى:
{إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم
وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط} [النساء:163] وكان إسماعيل -عليه
السلام- أول من رمى بسهم، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يشجع الشباب على الرمي بقوله: (ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا) [البخاري].
والذي رحجه المحققون من أهل العلم كابن كثير وغيره أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام. قصه سيدنا اسماعيل عليه السلام. يقول الله تعالى: فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ {الصّافات:101} إلى قوله: سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ {الصَّافات:109}
وبإمكانك أن ترجع إلى تفاصيل هذه القصة في كتاب قصص الأنبياء لابن كثير، وفي كتب التفسير عند تفسير الآية المذكورة. وبعد قصة الذبح عاش إسماعيل عليه السلام حياته العادية، وكان نبيا ورسولا كما هو مبين في الفتوى رقم: 77472. والله أعلم.