ولم استنتج ذلك إلا بعد ظهور نظريات الطاقة والجسد في العلم الحديث. إنهم يرون أن هناك فرقا بين ماهو محقق وماهو اصطلاحي ولذا جعلوا نفعية الشعر أبعد مما وصل إليه أرسطو. فيقول كتاب تاريخ النقد عند العرب عن النقد:
" إن نفعه – فى رأى أولئك القوم على أهله " أى هم ينكرون أن تنتقل المنفعة من المنشئ الى المتلقي " ولذلك فإنه أدب مقصور في منفعته وفي تعبيره عن حقائق الحياة بطرق الصور وليس هو مبسوطا "كما تبسط العلوم وتتحمل البرهان والتجربة. التعامل مع الأم القاسية - إسلام ويب - مركز الفتوى. وما دام الشعر لا يتحمل التجربة والبرهان، فإنه إذا حول "عن سياقه الإيقاعي أو الصوري الى سياق عملي "وهذا هو أول الطرق والمسالك للنقد العلمي قبل سانت بوف وبرونتير وغيرهم ،ولقد أثر الأدب العربي في الأدب الأوروبي وفي واقعيته فاستلهموا منه واستقوا من منابعه وصبغوا به مبادئهم وشخصياتهم وخصوصا في اخصاب العناصر الخيالية التي ترتبط بالواقع فيقول صلاح فضل آخذا على أويرباش وكتابه " محاكاة الواقع" حين استعرض الأخير الأدب الأوروبي بأكمله. "على أن المؤلف يغفل جانبا هاما في تأثر الأدب الأسباني في صياغة الواقعية ، وهو تأثير قصص الشطار أو الصعاليك التي كانت بدورها محاكاة للمقامات العربية في الأندلس والتي كانت حاسمة في توجيه الأدب الأوروبي خاصة وجهة واقعية من خلال نموذج الصعلوك الذي قدم رؤية للحياة ملتصقة بالحاجات المادية المباشرة للطبقات الدنيا والوسطى في حياتهم اليومية"هذا التجاهل لدور الثقافة العربية في الآداب الغربية هو ما جعل الناقد العربي يلهث خلف التنظير الغربي دون النظر فيما بين يديه ولذا تدنت الطاقة الروحية لدى العربي لأنه يسعى خلف نبت ليس من طينته وبالتالي الإبداع.
- كي نتذوق حلاوة الطاعة | موقع المسلم
- جريدة الرياض | الأسلاف.. والطاقة.. والإبداع!
- التعامل مع الأم القاسية - إسلام ويب - مركز الفتوى
كي نتذوق حلاوة الطاعة | موقع المسلم
الجمعة 20 ربيع الأول 1439هـ - 8 ديسمبر 2017م - 17 برج القوس
قبل نظريات البنيويين نجد أن الفلاسفة المسلمين قد تحدثوا عن مبدأ «إزالة الغواشي» للوصول إلى الجوهر، كما أن الجاحظ قد جعل المعرفة مكتسبة ولم تكن فطرية لديه، فقد أرجع مهارة الكاتب أو الشاعر إلى مكتسباته الثقافية..
إن العلوم الحديثة ونظريات النانو وغيرها مما ينتجه العالم يتجه إلى علم الطاقة وخاصة الطاقة النفسية، والتي برع فيها الصينيون في فلسفة التأمل والزن وغير ذلك من الطاقات الروحانية، فالتلقي ماهو إلا سبيل التعلم عن طريق المتعة ً نتاج تلك الطاقة المتولدة من اللذة. هذه المتعة تنتج عن طريق التوتر الدائم أثناء التلقي وهذا التوتر يعقبه لذة السرور أو الكدر واللذين فيهما يمثل السرور العام حتى وإن غلبت عاطفة الكدر. ان الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر. هذا الاحساس بالسرور هو نتاج تخلص الجسد من الطاقة الزائدة عن طريق التوتر وبالتالي المتعة. إن نقاد القرن الثالث الهجري لم يكتفوا بنظرية أرسطو في التطهير " داوني بالتي هي الداء" أي إعطاء جرعة أكبر من المأساة لكي يشعر المتلقي " بما يسمى التطهير عن طريق "الاحلالية" وهو أن يحل المتلقي محل البطل ثم يشعر بالسعادة لأنه تفوق عليه، وإنما كان لديهم ذلك السرداب السري لنظرية التخلص من الطاقة الزائدة- كما أوردتها أو كما فسرتها – ولذلك ذهبوا إلى أبعد من أرسطو في نظرية التطهير.
جريدة الرياض | الأسلاف.. والطاقة.. والإبداع!
شرح النووي على مسلم 2/13
هي إذن ثلاث خطوات فقط للوصول إلى الشعور بلذة العبادة وتذوق حلاوة الطاعة كما أكد الحديث النبوي, وهي لمن يدقق خطوات تتعلق بأصل الإيمان لا بفروع الإسلام, كما أنها أمور قلبية داخلية لا جسدية خارجية, الأمر الذي يؤكد أهمية أعمال القلوب في دين الله الخاتم, واعتبارها الأساس الذي يبنى ويعول عليها. ولا بد من التأكيد هنا على أن القلب لا يمكن أن يشعر بلذة العبادة والطاعة ما دام غارقا في بحار الأهواء والشهوات, فكما أن الإنسان لا يجد حلاوة الطعام والشراب إلا عند صحته, فإذا سقم لم يجد حلاوة ما ينفعه من ذلك ، بل قد يستحلي ما يضره وما ليس فيه حلاوة لغلبة السقم عليه ، فكذلك القلب إنما يجد حلاوة الطاعة إذا سلم من مرض الأهواء المضلة والشهوات المحرمة ، ومتى مرض وسقم لم يجد حلاوة لتلك العبادات ، بل يستحلي ما فيه هلاكه من الأهواء والمعاصي.
التعامل مع الأم القاسية - إسلام ويب - مركز الفتوى
أي أنهم يرون أن الشعر العربي أكثر منفعة من رأي أرسطو في المأساة. وبهذا نجد أنه يرى أن المعرفة نسبية حسب نوع المتلقي وحسب ثقافته فهي متغيرة وهو ما أكده كل من بوردو وأرابيل في استبيان عن علاقة الثقافة بالتلقي في معرض للفنون التشكيلية حيث أثبتا نسبية التلقي حسب الثقافة، هذه النسبية هي ما لم يحسب الخطاب النخبوي العربي حسابها مما نتج عنه ثقافة الاغتراب والتي تؤدي بدورها إلى ثقافة النزوح إما على مستوى الجسد أو على مستوى التلقي. وكما أن البنيويين التكوينيين فى تحليلهم للنص يفضون غلالة النص بالرجوع الى خارجه – كما في نظرية" المكوك" للناقد " لوسيان جولدمان" ولتكن على سبيل المثال البنية الاجتماعية أو التاريخية أو السياسية.
«الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّه أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» الآية 28 من سورة الرعد تقول الدكتورة عايدة أحمد مخلص الأستاذ المساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية بالمنصور.