هل يجوز التوسل بجاه النبي ﷺ ؟! - الشيخ صالح المغامسي - YouTube
حكم التوسل بجاه النبي - موضوع
[التوسل بجاه الصالحين] التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم مما انتشر بين العامة، فتجد أحدهم يقول: اللهم بحق جاه نبيك افعل كذا وكذا. وهذا التوسل عند أهل التحقيق من أهل السنة والجماعة بدعة من البدع المنكرات، يحرم على الإنسان أن يفعله، فإن فعله جاهلاً فعلم فأصر على ما هو فيه، فهو آثم عند ربه، وهذه ذريعة للشرك والعياذ بالله. وهذا التوسل توسل بدعي لأمرين اثنين: الأمر الأول: أنه لم يأت عليه دليل من الكتاب، ولا من السنة، ولا من فعل الصحابة، والله قد أمرنا باتباع كتابه وسنة نبيه، ثم اتباع أصحاب نبيه من بعده. وإنما عطفت السنة على الكتاب بالواو لأنه لا بد من اقتران كتاب الله مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فهما صنوان. أما الكتاب: فلم يرد في كتاب الله دليل يثبت التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم. وأما السنة: فلم يرد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، لا من قوله ولا من فعله ولا من تقريره. وأما ما ورد عن أبي بكر وعمر أنهما استسقيا بجاه النبي صلى الله عليه وسلم فإنه من الكذب المفترى على الصحابة رضوان الله عليهم. وبما أنها لم ترد في كتاب ولا سنة ولا فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فهي بدعة وإن قال بها بعض الفضلاء من أهل السنة والجماعة، وإن كانوا من العلم بمكان مثل: العز بن عبد السلام وغيره، فإن قولهم ليس بصحيح بحال من الأحوال، بل هو بدعة مميتة لأمرين اثنين: الأمر الأول: أنه لم يرد دليل.
حكم التوسل بجاه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم - عبد العزيز بن باز - طريق الإسلام
هذا بأسباب إيمانهم بالله وتوسلهم إليه بأعمالهم الصالحة، فالوسيلة الشرعية هي: التوسل بأسماء الله وصفاته، أو بتوحيده والإخلاص له، أو بالأعمال الصالحات، هذه الوسيلة الشرعية التي جاءت بها النصوص. أما التوسل بجاه فلان، أو بحق فلان، فهذا لم يرد به الشرع؛ ولهذا ذهب جمهور العلماء إلى أنه غير مشروع، فالأولى تركه، وأن يتوسل الإنسان بالوسائل الشرعية التي هي أسماء الله وصفاته، أو بتوحيده، أو بالأعمال الصالحات، هذه الوسائل الشرعية التي جاءت بها النصوص. وأما ما فعله عمر فهو لم يتوسل بجاه العباس ، وإنما توسل بدعائه، قال رضي الله عنه لما خطب الناس في يوم الاستسقاء لما أصابتهم المجاعة والجدب الشديد والقحط، صلى بالناس صلاة الاستسقاء وخطب الناس، وقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا فتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا ، فيسقون ، كانوا يتوسلون بالنبي ﷺ في حياته، يقولون: ادع لنا، فيقوم ويدعو لهم، يخطب الناس يوم الجمعة ويدعو، ويقول: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا ، وهكذا في صلاة الاستسقاء، يتوسلون بدعائه، دعاء النبي ﷺ لربه جل وعلا، وسؤاله الغوث، وهكذا قال للعباس: يا عباس! قم فادع ربنا، فقام العباس ودعا، ورفع يديه ودعا الناس وأمنوا ، فسقاهم الله عز وجل، فهو توسل بعم النبي ﷺ بدعائه واستغاثته ربه ، وسؤاله إياه ، لفضل العباس ، وقربه من رسول الله ﷺ، فهو عم رسول الله ﷺ، وهو من أفضل الصحابة، ومن خير الصحابة رضي الله عن الجميع.
شرح حديث الأعمى في التوسل بجاه النبي ﷺ في صحيح البخاري – شبكة زاد المتقين الإسلامية
أولا: القوم في حال يرثى لها وليس المقام مقام تعليم والإنسان في هذه الحال التي هم فيها يتمسك بأي شيء يراه أمامه للنجاة فكيف يتركون التوسل بجاه بالنبي صلى الله عليه وسلم – لو كان جائزا – ويتوسلون بمن دونه؟! ثانيًا: لو قلنا أن في هذا دليل على جواز التوسل بالمفضول فإن معنى التوسل بهذا الحديث واضح وهو طلب الدعاء وليس ما ذهبتم إليه من التوسل بجاهه. إذ التوسل بالجاه لا يستلزم وجود العباس أصلا ولا سؤاله ولا الكلام معه بل موته وحياته سواء. الأمر الآخر: ي تكلم العلماء عن الإستخارة فيقولون أن الإستخارة يجب أن يقوم بها المستخير ولا يجب أن يطلب من أحد آخر أن يفعلها عنه، لماذا؟
لأن طالب الإستخارة هو المحتاج إليها فيكون قلبه متعلق بالله أكثر من يطلبها منه عادة. وفي مقام الدعاء لله تعالى يجب غلى الداعي أن يدعو بما هو مالكه وليس بما يملكه غيره. يعني تخيل أنا طالب بالمدرسة وأقول للمدير، يا سعادة المدير بما أن فلان الفلاني طالب نجيب وعلاماته عالية جدا أرجو منك أن تعطيني يوم الإثنين عطلة لأن عندي عمل مهم! بل تقول له: أنا طالب مهذب ونجيب وعلاماتي عالية وأنت تعلم أنني محب للعلم وراغب فيه، أرجو منك أن تعطيني يوم الإثنين عطلة لأن عندي عمل مهم.
أو يتوسل إلى الله تعالى بصفاته، أي بصفة من صفاته، مثل: «اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم» إلى آخر دعاء الاستخارة المشروع. أو يتوسل إلى الله تعالى بفعل من أفعاله، مثل قوله: «اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد»، أو يقول: اللهم كما مننت على فلان بالعلم والعمل أنعم علي بمثل ذلك. أو يتوسل إلى الله تعالى بالإيمان به واتباع رسوله، مثل قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ ومثل قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا﴾ ، ومن ذلك توسل أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت عليهم صخرة عجزوا عن إزالتها عن باب الغار، فتوسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالهم، والحديث في ذلك مشهور معلوم. أو يتوسل إلى الله عز وجل بحاله، أي: بحال الداعي، مثل أن يقول: اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، أو يقول: اللهم إني فقير فأغنني، وكقول موسى عليه الصلاة والسلام: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾.
وهذا الدعاء هو: اللهم إني أسألك ، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني توجهتُ بك إلى ربي في حاجتي هذه ، فتقضى لي ، اللهم فشفّعه فيَّ وشفّعني فيه. وفي الإجابة يقول العلماء أن هذا الحديث نعم هو في التوسل، ولكن ما معنى التوسل المراد بهذا الحديث؟
مصطلح التوسل أيها الأحبة هو من الكلمات المجملة التي تحمل أكثر من معنى، وعليه لا يجوز أن نحمل لفظة شرعية وردت في الكتاب والسنة على غير المعنى المراد شرعًا أو على ما لم يرد شرعًا أنه من معانيها المباحة. فالتوسل في الكتاب والسنة وفي عرف الصحابة يدور حول ثلاثة أمور:
الأمر الأول: سؤال الله بأسمائه وصفاته، قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف: 180]. الأمر الثاني: دعاء الله تعالى بالأعمال الصالحة للشخص الداعي، قال تعالى: رَ بَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْـزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران: 53]. فتوسلوا بإيمانهم وعملهم الصالح، وهو من أعظم ما يتوسل به المؤمن من الإيمان بالله ورسوله. الأمر الثالث: وهو التوسل بدعاء الرجل الصالح. وهذا الحديث هو من هذا الباب، ففي الحديث أن الرجل طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو له ولم يطلب منه أن يعلمه دعاءً يدعو به.