نص حديث من أصبح آمنا في سربه
عن عبيدالله بن محصن أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (مَن أصبحَ آمنًا في سِرْبِهِ، مُعَافًى في بدنِهِ، عندَهُ قوتُ يَومِهِ، فكأنَّما حِيزتْ لهُ الدُّنيا بحذافيرِها) [١] ، وفي رواية أخرى: (من أصبح معافًى في بدنِهِ آمِنًا في سِربهِ عنده قوتُ يومِهِ فكأنَّما حِيزَتْ له الدُّنيا بحذافيرِها) [٢]. شرح حديث من أصبح آمنا في سربه
أنعم الله سبحانه وتعالى على عبادِه بالنعم التي لا تعدُّ و لا تحصَى و الرِّزق المتعدد و المتنوِّع، فالرِّزق ليس محصورًا في المالِ فقط، فقد يكون الأمان رزقًا، والصحة، و المَؤونة كذلك كما وضح الحديث الشريف، وفيما يلي بيان للنعم التي ذكرت في الحديث الشريف [٣] [٤]:
(من أصبح): تعني أن المؤمن عليه أن يحسن الظن بخالقه، فأمره بيده سبحانه وتعالى، فهو يدبِّر أمور عباده،ويقدِّر أقدارهم، لذا على المسلم أن يتفاءل بالخير دائمًا، وأن يحمل همَّ المستقبل. (آمنًا في سربه): يقصد بالسرب هنا النفس أو الجماعة، والمقصود بذلك الشعور بالأمان للنفس والأسرة، وهذا دلالة على أن يعيش الإنسان حياةً آمنةً ومريحةً له ولأولاده وأسرته دون أن ينغِّص عليه الخوف أو القلق حياته، فالأمن من أعظم نعم الله على عباده بعد نعمة الإسلام، ولا يشعر بهذه النعمة العظيمة إلا من فقدها، كمن يعيشون في البلاد التي تعاصر حروبًا فيختلُّ فيها النظام و الأمن.
- من أصبح آمنا في سربه
- من بات امنا في سربه معافى
- من أصبح منكم آمنا في سربه
من أصبح آمنا في سربه
علامة على كمال إيمانك. القناعة والرضا بما قسم الله تعالى هي طريق للراحة النفسيّة، والبُعد عن الهموم. القناعة تُكسبك قوة الإيمان، والثقة بالله تعالى، والرضا بما قسمه الله لك. القناعة والرضا من أهم أسباب الابتعاد عن الغيبة والنميمة والحسد وهذه من الصفات المكروهة والمذمومة. القناعة تُكسبك غِنى النفس، وراحة البال، وهي من أهم الأسباب التي توصلك إلى دخول الجنّة والبُعد عن النار. القناعة والرضا هما نوع من أنواع شكر لله سبحانه وتعالى على ما كل ما فضّله عليك من النعم وعطايا. القناعة والرضا هما من أهم أسباب عزة النفس، وزيادة البركة في المال والأهل والبنون. المراجع
↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبيدالله بن محصن ، الصفحة أو الرقم:3357، حسن. ^ أ ب ت "حديث من أصبح منكم آمنا في سربه" ، الاسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2020. بتصرّف. ↑ "شروح الأحاديث" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2020. بتصرّف. ↑ الألباني، السلسلة الصحيحة ، صفحة 2318. ↑ "القناعة - فوائد القناعة، مراتب القناعة، الأسباب المعينة على اكتساب القناعة " ، طريق الاسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2020. بتصرّف.
من بات امنا في سربه معافى
وحكم عليه الألباني في السلسلة الضعيفة، الحديث رقم: 6978، بأنه: منكر جدا وفي ضعيف الجامع: بأنه موضوع. وانظر الفتوى رقم: 119652. وبعد هذا: فلم يتبين لنا ما وجه الإشكال الذي تعنيه بقولك: النبي عربي مبين، فكيف يقول معافى في جسده؟!!. والله أعلم.
من أصبح منكم آمنا في سربه
قال ابن جرير وغيره: هذا حديث جامع لأنواع من الخير؛ لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى، وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه، هذا هو الموجود في غالب الناس، وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة الله تعالى عليه فشكرها وتواضع وفعل فيه الخير. اهـ[12]. وأختم بهذا الحديث الذي يبين أن كثيرًا من الناس يعيشون عيشة الملوك: روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: أن رجلًا سأله فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين؟ فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم. قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم. قال: فأنت من الأغنياء. قال: فإن لي خادمًا. قال: فأنت من الملوك[13]. قال الشاعر: إذا اجتمع الإسلام والفوت للفتى وأضحى صحيحًا جسمه وهو في أمنِ فقد ملك الدنيا جميعًا وحازها وحق عليه الشكر لله ذي المنِّ والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] وحيزت: جمعت. [2] برقم (2346)، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2/274) برقم (1913). [3] (20/309) برقم ( ١٣٠٠٤) وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.
20/510- وعن أَبي أُمامة قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: يَا ابْنَ آدمَ، إِنَّكَ أَنْ تَبْذُل الفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ، وَأَن تُمْسِكَهُ شرٌّ لَكَ، ولا تُلامُ عَلى كفَافٍ، وَابدأ بِمَنْ تَعُولُ رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. 21/511- وعن عُبَيداللَّه بِن مِحْصَنٍ الأَنْصارِيِّ الخَطْمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: مَنْ أَصبح مِنكُمْ آمِنًا في سِرْبِهِ، مُعَافًى في جَسدِه، عِندهُ قُوتُ يَومِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحذافِيرِها رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ. 22/512- وعن عبدِاللَّه بن عمرو بنِ العاصِ رضي اللَّه عنهما: أَن رَسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ، وكَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ رواه مسلم. 23/513- وعن أَبي مُحَمَّد فَضَالَةَ بنِ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ : أَنَّهُ سَمِعَ رسول اللَّه ﷺ يَقُولُ: طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلى الإِسلام، وَكَانَ عَيْشهُ كفَافًا، وَقَنِعَ رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه. أما بعد:
فهذه الأحاديث الأربعة كالتي قبلها في الحثِّ على عدم التَّكلف في الدنيا، وعدم التطلع إلى زينتها وشهواتها؛ لأنَّ هذا قد يصدّه عن الآخرة، ولكن ينبغي للمؤمن أن تكون همته عاليةً في طلب الآخرة والاستعداد لها، والاكتفاء بما يسَّر الله من أمر الدنيا.
(معافىً في بدنه): تعني الصحَّة والخلو من العلل والأمراض، فالصحَّة من أهم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، وبها يجنِّبه المرض والضعف، لأنَّ المرض فيه ألم وخوف واستكانة، وعجز عن ممارسة واجبات الحياة بالشكل الصحيح. (عنده قوت يومه): ويقصد بقوت اليوم المأكل والمشرب وكل ما يسدُّ الحاجة، ويغني الإنسان عن طلب العون والسؤال من الناس لتأمين حاجاته الأساسية التي تضمن له الحياة الكريمة، ومن ذلك يتّضح أن من اجتمعت له هذه النعم الثلاث في يومه، فكأنما ملك الدنيا كلَّها، وفي هذا تنويه ونصح للمؤمن أن يكون قنوعًا ويرضى بما يكفيه ليعيش حياةً كريمةً، إذ ليس من الضروري أن يبالغ في البذخ أو الإسراف في طلب متاع الحياة فيضيع حياته حسرات، وهذا بالتأكيد لا يتعارض أبدًا مع الطموح أو السعي نحو الأفضل في الحياة. كيفية تحقيق الرضى لتحقيق السعادة
يعاني الكثير من الناس من مسألة عدم الرضا عن أحوالهم وأنفسهم وحتى عن شؤونهم و أرزاقهم، فهؤلاء الأشخاص دائمو الشعور بالحقد والحسد والكآبة مهما تعددت لديهم الخيرات, إلا إنّهم يطمعون بالمزيد, فلا يتقلَّبون إلا بين مشاعر السخط ولا يعرفون معنى الرضا، الأمر الذي يحرمهم طمأنينة النفس وهدوء البال، وفيما يلي عرض لبعض الأمور التي تساعد في تحقيق الرضا والسعادة في حياتنا [٥]:
عدم الندم على ما فات.