الشرط الثاني لرخصة إفطار المسافر في رمضان أن يشرع في السفر قبل أن يطلع الفجر، واتفق على ذلك الشافعية والمالكية والحنفية واختلف معهم الحنابلة. من الشروط المهمة أن يكون المسافر يتضرر من السفر ويصاب بالتعب والمشقة، أما إذا كان دائما ما يسافر فلا يباح له الإفطار وهذا ما اشترطه جمهور الشافعية. وهذه هي شروط إفطار المسافر في رمضان سواء اختلف عليها العلماء أم اتفقوا. اقرأ أيضا: حكم إزالة شعر الإبط والعانة في نهار رمضان
أيهما أفضل صيام المسافر أم إفطاره في رمضان؟
أيضاً اختلف العلماء في ذلك فهناك من فضل إفطار المسافر وهناك من فضل إفطاره وانقسموا في ذلك إلى قولين:
الرأي الأول
القول الأول، اتفق جمهور الشافعية، والمالكية، والحنفية على أنه إذا لم يشق السفر على المسافر ولا يصاب بالتعب فالأفضل له الصيام واستدلوا على ذلك. واستدلوا برواية أبي الدرداء:
(خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حر شديد، حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة)
واستدلوا أيضا برواية أبي السعيد الخدري رضي الله تعالى عنه:
(لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في السفر).
افطار المسافر في رمضان
الرأي الثاني
أما القول الثاني فهو رأي جمهور الحنابلة الذين خالفوا الرأي الأول وذهب إلى أفضلية إفطار المسافر في شهر رمضان وأيضا استدلوا على ذلك. قاموا بالاستدلال برواية جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه:
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم، فصام الناس ثم دعا بقدح من ماء فرفعه، حتى نظر الناس إليه ثم شرب، فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام فقال أولئك العصاة، أولئك العصاة). أيضاً قد استدلوا برواية جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إنه ليس من البر أن تصوموا في السفر، وعليكم برخصة الله التي رخص لكم فاقبلوها). متى تنتهي رخصة الإفطار للمسافر؟
تنتهي رخصة الإفطار للمسافر إذا لم يعد يتصف بصفة السفر، أي أنه نوى الإقامة في مكان ما فمتى وصل مكان إقامته فقد انتهت هذه الرخصة بالنسبة له. ولكن يشترط أن يصل المسافر إلى مكان إقامته قبل طلوع الفجر وأن يعقد نية الصيام فقد قال الله سبحانه وتعالى:
(فمن شهد منكم الشهر فليصمه). ما هي المسافة التي إذا قطعها المسافر جاز له الإفطار؟
من المتفق عليه أن للمسافر رخصة الإفطار عند سفره والدليل على ذلك قول الله تعالى:
(فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر).
افطار المسافر في رمضان لـ«محصن» بتطبيق
ورغم إقراره بالفرق بين السفر على البعير، والسفر على السيارة وغيرها من وسائل النقل الحديثة، يرى فضيلته أن السفر مبيح للفطر ولو لم توجد المشقة؛ مصداقا لحديث عمرو بن حمزة الأسلمي الذي قال للنبي الكريم: "أجد بي قوةً على الصيام في السفرِ، فهل عليَّ جُناحٌ؟" فرد عليه النبي: (هي رخصة من الله، فمن أخذ بها، فحَسنٌ ومن أَحبَّ أن يصوم فلا جناح عليه). كما يرى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية في مجموع الفتاوى (ج 25/ ص 209 ـ 213) أن الفطر للمسافر جائز باتفاق المسلمين سواء كان سفر حج أو جهاد أو تجارة أو نحو ذلك من الأسفار التي لا يكرهها الله ورسوله. ويستشهد على ذلك بما جاء في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: "كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم، ومنا المفطر، فلا يعيب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم. " وفي الصحيح أيضا أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "إني رجل أكثر الصوم أفأصوم في السفر؟ فقال النبي الكريم: (إن أفطرت فحسن، وإن صمت فلا بأس). وقد سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن هذه المسألة أيضا فأجاب بما مفاده أن صيام المسافر في رمضان مسألة اختيارية، واستشهد على هذا الكلام بما ورد عن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أنهم كانوا يسافرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فمنهم الصائم ومنهم المفطر.
افطار المسافر في رمضان المقبل
تاريخ النشر: الإثنين 3 شعبان 1432 هـ - 4-7-2011 م
التقييم:
رقم الفتوى: 160181
215419
0
427
السؤال
كنت مسافرا في رمضان، وبعد الانتهاء من السفر والوصول إلى البيت قمت بالإفطار مع العلم أن لي بيتين في المنطقه المسافر لها والمنطقه المسافر منها. الرجاء بيان الحكم الشرعي في هذه المسأله ((إفطار المسافر بعد انتهاء السفر وليس أثناء السفر)) وإذا كان لا يجوز ما هي الكفاره عن هذا الإفطار؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإذا كنت تعني أنك كنت مسافرا مفطرا ثم انتهى سفرك وقدمت بلدك نهارا مفطرا ولم تمسك بل واصلت فطرك.
الحمد لله. ذَهَبَ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ, وَجَمَاهِيرُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ إلَى أَنَّ الصَّوْمَ فِي السَّفَرِ جَائِزٌ صَحِيحٌ مُنْعَقِدٌ, وَإِذَا صَامَ وَقَعَ صِيَامُهُ وَأَجْزَأَهُ. أنظر الموسوعة الفقهية ج28 ص73
وأما الأفضلية فعلى التفصيل التالي:
" الحال الأولى: إذا كان الصوم والفطر سواء ، بمعنى أن الصوم لا يؤثر عليه ، ففي هذه الحالة يكون الصوم أفضل للأدلة التالية:
أ / عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ وَمَا فِينَا صَائِمٌ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ " رواه البخاري ( 1945) ومسلم رقم (1122). ب/ أنه أسرع في إبراء الذمة ؛ لأن القضاء يتأخر ، والأداء وهو صيام رمضان يقدم. ج / أنه أسهل على المكلف غالباً ؛ لأن الصوم والفطر مع الناس أسهل من أن يستأنف الصوم. د / أنه يدرك الزمن الفاضل ، وهو رمضان ، فإن رمضان أفضل من غيره ؛ لأنه محل الوجوب ، فلهذه الأدلة يترجح ما ذهب إليه الشافعي رحمه الله من أن الصوم أفضل في حق من يكون الصوم والفطر عنده سواء.