قوله تعالى: (وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)
قال تعالى: (وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا* أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا* وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا* مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)، [٧] دحاها: بمعنى بسطها ومدها، والمقصود أن الله تعالى خلق الأرض وجعلها منبسطة، وأخرج منها العيون المتفجرة بالماء، وأخرج النبات، وجعل الجبال أتواداً تثبت الأرض؛ وهذا كله ميسر لكي يستمتع له الإنسان والحيوان. [٨]
وفي قوله تعالى: ( مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)، [٩] إشارة إلى عظيم رعاية الخالق سبحانه وتعالى في مخلوقاته من الإنسان والحيوان، وفي ذلك بيان لأهمية الحيوانات ووجوب رعايتها والاهتمام بها؛ حيث إن الله تبارك وتعالى جعل كل هذه الأمور من بسط الأرض، وإحياء النبات، وإخراج الماء مسخرة لخدمة الحيوان كما هي مسخرة للإنسان، لذا وجب على الإنسان الرفق بالحيوانات ورعايتها.
- كيف يكون الرفق بالحيوان في الإسلام | المرسال
كيف يكون الرفق بالحيوان في الإسلام | المرسال
الحيوانات هي كائنات حية تشعر بكل شيء حولها، تفرح وتحزن وتتألم لكن الشيء الذي يجعلها تختلف عنا هي أنها لا تستطيع التعبير عما تشعر به، منذ قديم الأزل والإنسان و الحيوان جنسان مترافقان، فالإنسان يعتمد على الحيوانات بشكل كبير جدا، فالحيوان يستطيع مساعدة الإنسان في الزراعة وفي النقل كما أنها توفر للإنسان نوع جيد من البروتينات يمكنه أن يتغذى عليه. كيف يكون الرفق بالحيوان في الإسلام | المرسال. ماذا نعني بالرفق بالحيوان
هناك عدة جهات عرفت موضوع الرفق بالحيوان فنجد أن تعريف الرفق بالحيوان في القاموس البيطري الشامل سوندرز هو الابتعاد عن استخدام واستغلال الحيوانات بواسطة البشر، ووضع ضوابط مناسبة لتغذية الحيوانات ورعايتها الصحية والابتعاد عن إيذائها أو التسبب لهاب الألم دون سبب، وعرف دونلد برود رعاية الحيوانات بأنها هي حالة الحيوان ومحاولته للتأقلم مع البيئة المحيطة به. أما الرفق بالحيوان طبقا لتعريف الدين الإسلامي فهو معاملة الحيوان بطريقة حسنة وتوفير الطعام والشراب والمأوى ورعايته الصحية وعلاجه إذا احتاج الأمر لذلك في حياته، وعدم تعذيبه في حالة ذبحه لتناوله كغذاء. الحيوان في الإسلام
الدين الإسلامي دين شامل ولم يترك أي مجال إلا وأرشد أتباعه لطريقة التعامل الصحيحة في هذا المجال، ولقد حث الدين الإسلامي إتباعه على رعاية الحيوانات بل ووصفها بأنها نعمة من نعم الله علينا ويجب أن نحفظها وأن نشكر الله عليها كي لا تزول، بل إن هناك سور في القرآن الكريم بأسماء الحيوانات مثل سورة الأنعام و سورة البقرة وسورة النحل وسورة الفيل وسورة العنكبوت.
[٤]
وبيّن لهم أن الله تعالى لا يغفل أيضاً عن عمل أي طائر طار بجناحيه في الهواء، وأن عالم الحيوان فيه أجناس وأصناف كما للإنسان جنس وصنف، وأن هذه الحيوانات تعرف كما تعرفون، وتتصرف فيما سخرت له كما تتصرفون، ومحفوظ عليها ما عملت من عمل لها وعليها، ثم إنه تعالى سوف يُميتها ثم يُنشرها ويجازيها يوم القيامة جزاء أعمالها. [٤]
وفي قوله سبحانه وتعالى: (إلا أمم أمثالكم) ، [٣] يعني أنها الحيوانات لها أصناف وأمم كما أن الإنسان أمم، ولذا فإن لها حقوقاً وعلينا الإحسان إليها، والرفق بها، كما أننا محاسبون على كل فعل يمس بهذه المخلوقات من دواب، أو طيور أوغيرها من أصناف الحيوانات المختلفة، وفي هذا إشارة إلى حقوق الحيوان ووجوب الرفق به. [٤]
قوله تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
قال -تبارك وتعالى-: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، [٥] أمرنا الله سبحانه وتعالى في هذه الآية أن نحسن فيما رزقنا، والإحسان يعني أن يعبد الإنسان المؤمن ربّه في الدنيا على وجه الحضور والمُراقبة له وكأنّه يرى الله بقلبه، وينظر إليه في حال عبادته وخلوته، مراعين حق الله تعالى في أنفسنا أولاً وفي التعامل مع جميع مخلوقاته سبحانه وتعالى ثانياً، [٦] والأمر بالإحسان في الآية الكريمة جاء مطلقاً بمعنى مراعاة حق الله تعالى واستشعار مراقبته في الأمور كلها، وهذا يشمل الإحسان إلى الحيوان والرفق به.