ثم قمنا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذي أوضح بأن الصدق يهدي الجنة والكذب يضل صاحبه إلى النار والعذاب، ثم معرفة معنى الصدق، نتمنى أن نكون قمنا بتوضيح الصدق بطرق سلسة.
شرح حديث ان الصدق يهدي الى البر
وقد يكذب الطفل الذي يشعر بالنقص لكي يستدرَّ عطف المحيطين به، فقد يدِّعي أنّه مريض، لأنّه لا يريد الذهاب إلى المدرسة، وهنا لابدَّ من التأكد من أنّه قد يكون مريضاً حقّاً، فينبغي إستشارة الطبيب. 3- كيف نخلِّص الأبناء من عادة الكذب؟ ينبغي التعرُّف أوّلاً على الدوافع التي تكمن خلف الكذب، فيؤخذ الطفل بالرفق واللين إذا كذب وهو دون الرابعة من العمر، ونعلِّمه الفرق بين الخيال والواقع. وإن كان فوق الرابعة من العمر، فنحدثه عن الصدق وأهميته دون إكراه أو ضغط، نشعره بالعطف والمحبة، ونشجع فيه الثقة بالنفس، ونبصِّره بأهمية الأمانة والصدق فيما يقوله ويفعله. نعلِّمه أنّ الكذب والإيمان لا يلتقيان، وأنّ الكذب صغيراً أم كبيراً هو كذب واحد. وهل هناك أجمل من حديث رسول الله (ص) الذي يقول فيه:
" عليكم بالصدق فإنّ الصدق يهدي إلى البرِّ، وإنّ البرُّ يهدي إلى الجنّة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرّق ويتحرّى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقاً، وإيّاكم والكذب، فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور، وإنّ الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرَّى الكذب حتى يكتب عند الله كذّاباً". الحديث الشريف ان الصدق يهدي الى البر. ومن أخطر الأمور أن يعترف الطفل بخطئه ثمّ نعاقبه بعد إعترافه، فكأننا نعاقبه على الصدق، وندفع الطفل دفعاً إلى الكذب.
ان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى
وصدق الشاعر الواسطي حين قال:
الصدق يعقد فوق رأ *** س حليفه بالصدق تاجا
والصدق يقدح زنده *** في كل ناحية سراجا
ويكون صدق الحديث بين العبد وبين ربه ومولاه؛ بالصدق في شهادة التوحيد وذكر الكريم المجيد، ويكون بصدق المسلم مع نفسه؛ فلا يقول إلا صدقا؛ فذلك يبعث الثقة والطمأنينة، وصدقه مع الناس كافة؛ فيصدق في وعوده وعهوده وحديثه وجميع أخباره وإشاعة الكلام الطيب من النصيحة والشهادة بالحق والدعاء في سائر الأحوال والمواطن. الصدق ؟ في الاسلام - السيدات. إخوة الإيمان: وبالصدق يقطف العبد الثمار الكريمة والمكاسب الرابحة في الدنيا والآخرة؛ فمن ذلك:
أنه من خِلال المكارم التي تكون في الرجل؛ جاء عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "خلال المكارم عشرة، تكون في الرجل يجعلها إليه حيث شاء، وذكرت في مقدمتها: " صدق الحديث ". ومن ثمار الصدق: أن صاحبه يرزق بثلاث خصال؛ يقول يوسف بن أسباط -رحمه الله-: " يرزق الصدوق ثلاث خصال: الحلاوة، والملاحة، والمهابة ". الصدق رفعة الدنيا والآخرة: عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: " علَيْكُم بالصِّدْقِ، فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرّى الصِّدْقَ حتّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا "(أخرجه البخاري ومسلم).
الحديث الشريف ان الصدق يهدي الى البر
وأثنى الله على إسماعيل، فقال: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا مريم: 54. وَوُصِفَ يوسف عليه السلام بالصدق حينما جاءه الرجل يستفتيه فقال: يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ [يوسف: 46]. وأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يسأله أن يجعل مدخله ومخرجه على الصدق: وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا [الإسراء: 80]، وقال تعالى: وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ.
وعن عبدالله بن عامر أنه قال: دعتْني أُمي يومًا ورسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قاعدٌ في بيتِنا فقالتْ: ها تعالَ أُعطيكَ، فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: " وما أردتِ أنْ تعطيهِ؟ "، قالتْ: أُعطيهِ تمرًا، فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: " أما إنك لو لمْ تُعطيهِ شيئًا كُتبتْ عليكِ كَذِبةٌ "؛ رواه أبوداود وحسنه الألباني. فكُن - يا عبدَ اللهِ - صادِقًا في أحوالِكَ كُلِّها، مُقتديًا بحبيبكَ وقدوتِكَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم الذي عُرف بصدقِهِ قبلَ مبعثِهِ، فكانوا يُلقِّبونه بـ"الصادق الأمين". ثم صلُّوا وسلِّموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه..
نسألُ اللهَ أن يجعلنا مِنَ المتقينَ الصادقين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فيا أيها المؤمنون، اعلموا رحِمكم الله أنَّ الصِّدق ليس في الأقوالِ فحسب، بل في القول والعمل والنية، والصِّدقُ ليسَ مع الناسِ فحسب، بل الصدقُ مع اللهِ تعالى، ومع النفسِ ومعَ الناس، ويكونُ المسلمُ صادقًا معَ ربِّهِ تعالى إذا حقَّقَ الصدقَ في جوانبَ ثلاثة: الإيمانِ والاعتقادِ الحسَن، والطاعاتِ، والأخلاقِ، فيُحَقِّقَ هذهِ الجوانبَ على الوجهِ الذي يريدُهُ اللهُ تعالى. وليسَ كلُّ مَن عَمِلَ طاعةً يكونُ صادقًا، إلا إذا كانَ ظاهرُهُ وباطنُهُ على الوجهِ الذي يحبُّهُ اللهُ تعالى، والصادقُ معَ ربهِ تعالى يبلغُ بِصدقِ نِيَّتِهِ ما يَبلُغُ العاملُ إنْ تَعَذَّرَ عليهِ القيامُ بالعَمَل، فعن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ "؛ رواه مسلم.