[11] البداية والنهاية 9/ 561. [12] المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى 597هـ) 4/ 123، تحقيق محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية - بيروت، ط الأولى 1412هـ - 1992م.
حب لأخيك ما تحب لنفسك
ومثل هذا يحتاج للتذكير بنهي الشرع عن الحسد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا... " ويقول الله تبارك وتعالى:
(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (النساء:54) ولو علم هذا الحاقد أن حقده وحسده لا يغير من أقدار الله شيئا لأراح نفسه ولشغلها بما يصلحها بدلا من شغلها بالناس وما آتاهم الله من فضله. الثالث: رجل أذهلته شهوة طبعه عن سعة فضل الله تعالى فيخشى إذا زاحمه الناس على الخير ألا يبقى له حظ معهم، وهذا من الجهل، فخزائن ربنا ملأى: "يد الله ملأى لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه". (رواه البخاري). والله عز وجل يقول في الحديث القدسي:
"يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر... حب لأخيك ما تحب لنفسك. " (الحديث رواه مسلم).
حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه - طريق الإسلام
فمع أنهم هم الذين آووا المهاجرين ووواسوهم بل وقاسموهم الأموال وأعانوهم نصروا الرسول وبذلوا أموالهم وأرواحهم لنصرة هذا الدين لم يجدوا في صدورهم شيئا حين فضل الله المهاجرين ، وفوق ذلك لما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن المهاجرين تركوا ديارهم وأموالهم، قالوا:هذه أموالنا، اقسمها بيننا وبين إخواننا المهاجرين اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل، فرفض النبي عليه والصلاة والسلام إلا بأن يعمل المهاجرون ويشتركوا مع الأنصار في الثمر. حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه - طريق الإسلام. كما أنهم لما عرض عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخصص لهم أموال البحرين قالوا:لا حتى تشرك إخواننا المهاجرين. فأي نفوس هذه التي جادت وسمت حتى أبت أن تأخذ مما أحل الله لها حتى يشترك بقية المسلمين فيها؟!. ومن هذا الباب وجدنا أسلافنا يحبون الخير للمسلمين وإن نأت ديارهم وتباعدت أوطانهم ، يقول عبد الله بن عباس إني لأسمع بالغيث أصاب بلدا من بلدان المسلمين فأفرح وما لي بها سائمة). ومن محبتهم الخير للآخرين لم يبخلوا عليهم بنصح وأن ظن أنه يمنعهم شيئاً من مكاسب الدنيا ، فهذا محمد بن واسع رحمه الله يذهب إلى السوق بحمار ليبيعه فيقف أمامه رجل يريد شراء الحمار فيسأل محمد بن واسع:أترضاه لنفسك؟ فيقول محمد بن واسع:لو رضيته لنفسي ما بعته.
[6] يراجع: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي 3/ 170، تحقيق د. عمر عبد السلام تجمري، دار الكتاب العربي - بيروت، ط الأولى 1407هـ - 1987م، البداية والنهاية 10/ 44، 68، 76 - 77، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد الحنبلي، (المتوفى 1089هـ) 1/ 166، حققه محمود الأرناؤوط، خرج أحاديثه: عبد القادر الأرناؤوط، دار ابن كثير - دمشق، ط الأولى 1406هـ - 1986م. [7] تاريخ الإسلام للحافظ الذهبي 3/ 172. [8] يعني: لا لوم عليكم في أن تبتعدوا. [9] تاريخ الرسل والملوك، محد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى 310هـ) 4/ 60 - 61، دار التراث - بيروت، ط الثانية 1387هـ. وأورده ابن كثير (البداية والنهاية 10/ 41 - 42)، وعزاه إلى الطبري. [10] كانت بين المسلمين والروم في سنة خمس عشرة، وقيل سنة ثلاث عشرة من الهجرة. يُراجع: البداية والنهاية 7/ 4. واليرموك: وادٍ بناحية الشام في طرف الغور يصب في نهر الأردن، وكانت من أعظم فتوح المسلمين وباب ما جاء بعدها من الفتوح لأن الروم كانوا قد بالغوا في الاحتشاد فلما كسروا ضعفوا ودخلتهم هيبة. معجم البلدان (5/ 434)، ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (المتوفى 626هـ) 5/ 434 باختصار، دار صادر - بيروت، ط الثانية 1995م.