وختم الدكتور عمرو عمران كلمته بالتأكيد على أن المكتب الثقافي المصري بيتا ثقافيا ليس للمصريين فقط، بل لكل الأشقاء من المبدعين السعوديين والعرب الذين يقيمون على أرض المملكة، وأن هذه الأمسية العربية التي تقام في ظروف استثنائية، وبعد فترة انقطاع فرضتها الإجراءات الوقائية والاحترازية بسبب أزمة كورونا، هي البداية التي سينطلق بعدها المكتب لتنظيم المزيد من الأمسيات والأنشطة الثقافية المتميزة لمواكبة مساعي القيادة المصرية والسعودية لتعميق الروابط والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين. وقد عبَّر الشعراء المشاركون في الأمسية التي قدمها الشاعر والإعلامي المصري السيد الجزايرلي عن سعادتهم بعودة النشاط الثقافي للمكتب، وبحسن التنظيم والإجراءات الدقيقة التي حرص الملحق الثقافي على تطبيقها للوقاية من فيروس كورونا، حيث أشار الشاعر محمد عابس مدير عام الإعلام بوزارة الإعلام السعودية إلى أن مشاركته في أمسيات المكتب الثقافي المصري بالرياض لها وقعها المتميز، وأنه كتب أكثر من قصيدة عن مصر وقد ألقى من بين قصائده في الأمسية قصيدة تتناول عمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين مصر والمملكة. كما أهدى الشاعر السعودي أحمد الغامدي خبير العلاقات الإعلامية إحدى قصائده لمصر وشعبها، موضحاً أنه يسعد دائما بمشاركته في الأمسيات التي يقيمها المكتب الثقافي المصري بالرياض، وأن أول مشاركة له كانت قبل أكثر من عشرين عاما، ومن جهته أشار الشاعر السوداني نصَّار الحاج إلى أن الأمسية كانت أنيقة ومبهجة معبِّرا عن سعادته بالمشاركة الشعرية في لقاء الأشقاء.
المكتب الثقافى
د. عمرو عمران: العاشر من رمضان كان عبوراً من مشاعر الانكسار إلى مشاعر الانتصار د. أبو المعاطي الرمادي: أطالب بمشروع لإنتاج ملاحم أدبية عن نصر العاشر من رمضان نظم المكتب الثقافي المصري بالرياض أمسية ثقافية احتفالاً بذكرى «انتصارات العاشر من رمضان»، تحت رعاية السفير أحمد فاروق سفير جمهورية مصر العربية بالمملكة العربية السعودية، وإشراف الدكتور عمرو عمران الملحق الثقافي ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالسعودية، وحضور سعادة العميد أركان حرب محمد ناجي ملحق الدفاع المصري بالمملكة العربية السعودية، وعدد كبير من الدبلوماسيين والأكاديميين والأدباء والإعلاميين وأبناء الجالية المصرية بالمملكة. شارك في هذه الندوة التي أدارها الشاعر والكاتب الصحفي السيد الجزايرلي، الأكاديمي المصري الدكتور أبو المعاطي الرمادي أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك سعود، وقد بدأت الأمسية بكلمة للدكتور عمرو عمران أشار فيها إلى أن احتفال المكتب الثقافي المصري بهذه المناسبة هو احتفال بذكرى استعادة الكرامة الوطنية، واستعادة بناء الشخصية المصرية. وقال الدكتور عمرو عمران: عندما أتحدث عن دور انتصار العاشر من رمضان في بناء الشخصية المصرية، فأنا لا أبالغ وأعني تماماً ما أقول، لأن هذا الانتصار التاريخي العظيم والذي جاء بفضل الله عز وجل، أعاد بالفعل للشخصية المصرية اعتبارها وإرادتها وعزيمتها وثقتها في نفسها، كما أعاد للشعب المصري ثقته في قيادته وفي جيشه ليومن بقدرته الفائقة على تجاوز المحن والانكسارات.
المكتب الثقافي بالرياض المصري
كما تضمنت الأمسية فقرة شعرية شارك فيها الشاعر الدكتور أيمن عبد الحميد، والشاعر حفني خليفة، وقدم الشاعر السيد الجزايرلي رصداً مهماً لأقوال بعض الزعماء والقادة العسكريين من مختلف دول العالم ممن تحدثوا عن مصر والمصريين بعد انتصارهم في حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 73م، وألقى بعض المختارات الشعرية الوطنية لعدد من شعراء العامية المصرية.
المكتب الثقافى ياض
وأكد أن العبور الذي تحقق في العاشر من رمضان، لم يكن عبوراً لقناة السويس فقط، فالمواطن المصري والعربي حقق عبوراً من نوع آخر، وهو العبور من ضفة الهزيمة التي حدثت عام 67م إلى ضفة النصر الذي تحقق في عام 73م، وهو عبور من المشاعر السلبية التي كانت في أسوأ حالاتها قبل الحرب، إلى المشاعر الوطنية الإيجابية التي كانت في أفضل حالاتها بعد الحرب، ومن خلال هذا العبور النفسي أسهم انتصار العاشر من رمضان - السادس من أكتوبر في بناء الشخصية المصرية من جديد. فقد بدأ الجيش بنفسه ليستعيد هيبته، وقوته، وعنفوانه، ويحقق هذا النصر العظيم، ويفتح المجال لكل المصريين والعرب لكي يعيدوا بناء أنفسهم من جديد، وأن يعبروا من مشاعر الانكسار إلى مشاعر الانتصار، لأنها كانت معركةً للإرادة والكرامة، وقد خاضتها مصر بالتعاون مع أشقائها العرب والمسلمين، وقدمت للعالم دروساً جديدة في الفكر العسكري المتطور. ومن جانبه تحدث الدكتور أبو المعاطي الرمادي في المحور الأول من الندوة عن انتصارات المسلمين في شهر رمضان، متناولاً أبرز معارك التاريخ الإسلامي التي خاضها المسلمون في هذا الشهر المبارك، وانطلق منها للحديث عن نصر العزة والكرامة في العاشر من رمضان، حيث سلَّط الدكتور الرمادي الضوء على العبقرية الحربية المصرية، وعلى دور القوات المسلحة المصرية في الاستعداد للمعركة، ووضع خطتها، وتجهيز الجنود ليوم العبور العظيم، الذي رفع هامات المصريين والعرب عالية بعد هزيمة 67، وأشار الدكتور الرمادي إلى بطولات المقاتلين المصريين الذين أبهروا العالم أجمع بقدراتهم القتالية.
وحول سلبيات أدوات الإعلام الجديد في المحتوى المقدم للطفل العربي، أشار الدكتور معيدي إلى أن أبرز هذه السلبيات يتمثل في غياب فلترة ما يقدم من أعمال أدبية للأطفال، وقد أثر ذلك على المستوى السلوكي الناجم عن التقليد دون التقيد بالقيم والأخلاقيات الاجتماعية، وتراجع مستوى اللغة العربية كتابة ونطقا، وتكريس العامية تحت مسمى اللغة البيضاء، وانتشار الكتابات التي تخاطب الغرائز لا العقول، والعزوف عن القراءة والكتابة والاكتفاء بالمشاهدة أو الحديث الشفهي، بالإضافة إلى تشبع محتوى الأدب العربي بمفردات لغة العولمة القادمة من الثقافة الغربية. وفي ختام كلمته طالب الدكتور أحمد معيدي بتطوير البنية الإعلامية في مجالات الإنتاج المتعلق بالطفل العربي، وتعزيز واقع الثقافة العربية والكتابات الأدبية في البرامج والإصدارات، ودعم وتطوير المهارات البشرية في مجال الكتابة الأدبية للأطفال، والاستفادة الواقعية من التقدم التقني الغربي لإبراز الموروث العربي، وإلزام وسائل الإعلام العربية بتقديم منتجات متخصصة لبناء شخصية الطفل العربي وحمايته من الأفكار والتيارات المتطرفة.