وتفويض أمورك إلى الله والرضا بقضاء الله وحسن اختيار الله لنا ولكن التوكل لا ينافي الأخذ بالأسباب. فعلينا أن نأخذ بالأسباب ونجتهد حتى نحصل على نتائج مرضية. فقد كان الرسول-صلى الله عليه وسلم- أعظم الأشخاص توكلا على الله فكان متوكلا في السبب لا على السبب. أما العجز فهو أن تقوم بتعطيل السبب ويزعم بذلك أن هذا هو توكل على الله. ولكن هذا ليس يتوكل ولكن عجز وتفريط منه متغافلا عن الأسباب. والعجز انقسم فيه الناس إلى طرفين ووسط، فأحد الطريقين قام بتعطيل الأسباب محافظة على التوكل. والطرف الآخر قام بتعطيل التوكل محافظة على السبب. والوسط فهم حقيقة التوكل فتوكل على الله في السبب. كما يمكنكم الاطلاع على: تفسير: ولسوف يعطيك ربك فترضى
وفي النهاية فإن تفسير: وتوكل على الحي الذي لا يموت، أصبح واضحا فإذا فهمت ما هو التوكل وكيف تتوكل على الله أصبح التفسير واضحاً، وهناك العديد من التفسيرات كما ذكرنا في مقالنا.
﴿ وتوكل على الحي الذي لا يموت ﴾ | لفضيلة الشيخ. سعد بن عتيق العتيق | 11-3-1439هـ - Youtube
25-سورة الفرقان 58 ﴿58﴾ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا وتوكل على الله الذي له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله الذي لا يموت، ونزِّهه عن صفات النقصان. وكفى بالله خبيرًا بذنوب خلقه، لا يخفى عليه شيء منها، وسيحاسبهم عليها ويجازيهم بها. تفسير ابن كثير
ثم قال: ( وتوكل على الحي الذي لا يموت) أي: في أمورك كلها كن متوكلا على الله الحي الذي لا يموت أبدا ، الذي هو ( الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) [ الحديد: 3] الدائم الباقي السرمدي الأبدي ، الحي القيوم رب كل شيء ومليكه ، اجعله ذخرك وملجأك ، وهو الذي يتوكل عليه ويفزع إليه ، فإنه كافيك وناصرك ومؤيدك ومظفرك ، كما قال تعالى: ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) [ المائدة: 67]. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة ، حدثنا عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل قال: قرأت على معقل - يعني ابن عبيد الله - عن عبد الله بن أبي حسين ، عن شهر بن حوشب قال: لقي سلمان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة ، فسجد له ، فقال: " لا تسجد لي يا سلمان ، واسجد للحي الذي لا يموت " وهذا مرسل حسن.
التوكل واليقين - الكلم الطيب
تنفس الصباح بصوت الشيخ كامل يوسف البهتيمي رحمه الله، وهو يملأ مسامع الوجود سكينةً بقوله تعالى: "وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا". وكان لي كلام قديم على هذه الآية قلت فيه: الذي تتكلم به هذه الآية في صدري والعلم عند الله: التوكل على رب العالمين والثقة به والطمع في كرمه، وتحلي القلب حِلية السكينة فلا تضطرب به المخاوف ثقةً واكتفاءً بالله تعالى..
ثم إن التسبيح بحمده هنا يلوح لي فيه أمور:
أن استقامة القلب على صراط التوكل لا تكون إلا بزادٍ من الذكر؛ فالذاكر ظافرٌ بالمعية، سالمٌ من جلبة الوساوس، نقيٌّ من قَتَرةِ اليأس. وما شحب في قلبٍ يقينٌ إلا بغيبته عن نور الذكر؛ لأن الغفلة وحشةٌ تدع الإنسان مفردًا في دروب الحياة، بعيدًا عن ربه، عاريًا هشًّا بين يدي رياح الإرجاف والخوف بوسواسها الذي ينهش القلب نهشًا. بينما يجلس الذاكر ويغدو ويروح في كنف المعية، وظلال الحفظ والكفاية " ألا بذكر الله تطمئن القلوب"..
ومَن ذكر الله تعالى= ذكرَه الله تعالى؛ فيكون أوفر حظًّا من رزقه وبركته وحفظه ومعيته وتسديده وكلاءته..
ثم إن الخلق يُرزقون بـ "سبحان الله وبحمده" كما في وصاة سيدنا نوح عليه السلام التي أخبرنا عنها نبينا صلى الله عليه وسلم: "إن نبي الله نوحًا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاصٌّ عليك الوصية: آمرك باثنتين، وأنهاك عن اثنتين.
وتوكل على الحي الذي لا يموت | سواح هوست
فعليك أن تكون متوكل على الحي الذي لا يموت فهو الدائم السرمدي. كما يمكنكم التعرف على: تفسير: ونزعنا ما في صدورهم من غل
تفسير: وتوكل على الحي الذي لا يموت لابن عاشور
﴿وتَوَكَّلْ عَلى الحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيرًا﴾. عطفت هذه الآية على جملة (قُلْ ما أسْألُكم عَلَيْهِ مِن أجْرٍ) أي توكل على الله في دعوتك إلى الدين. والتوكل هو إسلام الأمور إلى المتوكل وهو الله عز وجل المتولي لغيره. والمقصود بالحي الذي لا يموت هو الله تعالى، وقد تم ذكر هذين الوصفين بدلا من اسم الجلالة لتعليل أمر التوكل إلى الله بدلا من غيره. ولهذا فإن التوكل يكون محصور على الله. فالتعرض لأي حد غير الله هو ومعرض الاختلال فمن غير الله حياته باقية. ومستمرة وغير معرضة للزوال أبدا وغير معرضة أيضا لأي اختلال مثل النوم. والآية فيها تعريض للمشركين لأنهم يتوكلون على أصنامهم. وفي الآية دليل على التوكل على الله فقط لأن البشر حتى وإن كانوا مفيدين أحياناً ولكنهم غير دائمون. والآية هنا أمر للنبي ويشمل الأمة كذلك لعدم وجود دليل على الخصوصية. تفسير: وتوكل على الحي الذي لا يموت لابن القيم
هناك فرق كبير بين التوكل والعجز، أن التوكل هو اعتماد القلب وثقته بالله.
والعاقل لا يتوكل إلا عل مَنْ يثق به ويضمن معانوته، وأنه سيوافقك في كل ما تريد، لكن ما جدوى أنْ تتوكل على أحد ليقضي لك مصلحة، وفي الصباح تسمع خبر موته؟ وكأن الحق ـ تبارك وتعالى ـ يريد أن ينصِّح خَلْقه: إنْ أردتَ أنْ تتوكل فتوكل على مَنْ ينفعك ولا يتركك، على مَنْ يظل على العهد معك لا يتخلى عنك، على مَنْ لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. هذه هي الفِطْنة. لكن ما جدوى أن تتوكل على مَنْ ليس فيه حياة؟ وعلى فرض أن فيه حياةً دائمة فلا تضمن ألا يتغير قلبه عليك؟ { وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ} [الفرقان: 58] سبِّح يعني: نزِّه، والتنزيه تضعه في إطار { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] فلله وجود، ولك وجود، لكن وجوده تعالى ليس كوجودك، ولله صفة ولك نفس الصفة، لكن صفته تعالى ليست كصفتك، ولله تعالى فعل، ولك فعل، لكن فعله تعالى ليس كفعلك. إذن: نزَّه الله في ذاته، وفي صفاته، وفي أفعاله عن مشابهة الخَلْق، وما دام الحق سبحانه مُنزَّهاً في ذاته، وفي صفاته، وفي أفعاله، فأنت تتوكّل على إله لا تطرأ عليه عوامل التغيير أبداً. وهذا التنزيه لله تعالى، وهذه العظمة والكبرياء له سبحانه في صالحك أنت أيها الإنسان، من صالحك ألاَّ يوجد لله شبيه، لا في وجوده، ولا في بقائه، ولا في تصرُّفه، من صالحك أن يعرف كل إنسان أن هناك مَنْ هو أعلى منه، وأن الخَلْق جميعاً محكومون بقانون الله، فهذا يضمن لك أن تعيش معهم آمناً، إذن: من الخير لنا أن يكون الإله ليس كمثله شيء، وأن يكون سبحانه عالياً فوق كل شيء.
[ ص: 449] فإن قيل: أراد بقوله: تغدو في الطاعة ، بدليل قوله: { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى}. قلنا: إنما أراد بالغدو الاغتداء في طلب الرزق ، فأما الإقبال على العبادة وهي الحالة الثالثة ، وهو أن يقبل على العبادة ويترك طلب العادة فإن الله يفتح له. وعلى هذا كان أهل الصفة ، وهذا حالة لا يقدر عليها أكثر الخلق ، وبعد هذا مقامات في التفويض والاستسلام ، وقد بيناها في كتاب أنوار الفجر ، والله الموفق.