You currently have 0 posts. 17-05-2012, 09:11 AM
# 6
رقم العضوية: 5
تاريخ التسجيل: Jul 2010
أخر زيارة: 23-05-2012 (08:32 AM)
468 [
التقييم: 395
لوني المفضل: Navy
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
رد: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
وأما عن جرثومتي الحصبة والجدري التي ظهرت في زمن أبرهة الأشرم عام الفيل (570م). لقد أراد أبرهة وجيشه أن يكيدوا لأهل مكة بالقتل ويكيدوا بتخريب البيت الحرام وهدم الكعبة. وهنا تدخلت العناية الربانية وسلط الله -سبحانه وتعالى- جنوده طيراً من السماء تحمل حجارة يابسة أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة وفي منقار كل طير فيروس الجدري والحصبة وهو أول ما رئيت الحصبة والجدري في بلاد العرب... وظهر في طريق مكة وتفشى في جيش أبرهة فكان الطير يلقي الحجر فيقع على رأس كل واحد منهم ويخرج من دبره وتساقط قائدهم أبرهة عضواً عضواً وشقّ صدره عن قلبه وكذلك نائبه واسمه أنيساً وكذلك وزيرين لأبرهة. تقول عائشة -رضي الله عنها- في آخر حياتهما -الوزيرين المصابين-... ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. لقد قالت بعد سنين رأتهما في مكة -أي هذين الوزيرين -كانا أعميين بفعل جرثومة الحصبة ومقعدين بفعل جرثومة الجدري يستطعمان -أي يتسولان-. وبعد: فإن للجراثيم والحشرات خطر كبير على الإنسانية... وها هي كورونا تغزو عالمنا البشري، وذلك لأن جيوش الإنس لم تعد قادرة على أن تقود هذا العالم نحو مساره الصحيح، وها هي كورونا الحشرة الصغيرة الدقيقة قد أرسلها الله العالم بشؤون خلقه عقابه لهذا الإنسان الهلوع الجزوع النادم على ما فعله هذا الإنسان من أخطاء ومسببات لعله ينطق بتوبته النصوح الناصحة كي لا يستبدل الله ناساً آخرين تائبين عابدين لله الواحد القهار.
كمثل قوله مرّات كثيرات (ما بين أيديهم وما خلفهم) إذ المقصود هنا وهناك الشّمول وليس الجهة. إذ ليس هناك في المكان عدا البرّ أو البحر. وما يظنّ أنّه جوّ هو في الحقيقة برّ. لأنّه دائر في فلك القشرة المحيطة بالأرض. الباء هنا سببية ليكون أصل الكلام: بسبب ما كسبت أيدي النّاس. وهي جزائية كذلك ليكون المعنى: جزاء بما كسبت أيدي النّاس. ولم يتردّد القرآن الكريم في النّصّ على المقصد الأسنى من ظهور هذا الفساد الذي هو بسبب كسب النّاس أنفسهم وهو قوله سبحانه (ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلّهم يرجعون). إذ عندما يذوق النّاس عاقبة فسادهم ومرارة الفساد الذي أصابهم يكون ذلك رادعا لهم وزاجرا فتتحرّك فيهم إرادة الرّجوع إلى طريق الصّلاح. وقوله (ليذيقهم) مجاز يغلب أن يكون نكاية. هو قانون صارم مطّرد يشكّل دورة حضارية متعاقبة قوامها أنّ الله سبحانه يرسل الرّسل لهداية النّاس. فإذا فاؤوا أغدق عليهم بالطّيبات. وإذا فسقوا أمدّ لهم في فسقهم واستدرجهم في فسادهم حتّى يكون ظاهرا مستعليا مستعلنا متوسّعا ليصيب مساحات واسعة منهم ويفرض عليهم حالات شديدة من الاختناق ممّا يدفع المصلحين منهم إلى مباشرة دورة إصلاحية جديدة في إثر النّبوّة.