( الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين)
قوله تعالى:( الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين).
تفسير: (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين)
قوله تعالى: (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا). لم يرد به ضعف القوى والأبدان وإنما المراد ضعف النية لمحاربة المشركين، فجعل فرض الجميع فرض ضعفائهم. وقال عبد الله بن مسعود: ما ظننت أن أحدا من المسلمين يريد بقتاله غير الله حتى أنزل الله تعالى: (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) [آل عمران:
152]، فكان الأولون على مثل هذه النيات، فلما خالطهم من يريد الدنيا بقتاله سوى بين الجميع في الفرض. شبهة حول قوله تعالى : ( الان خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا) - YouTube. وفي هذه الآية دلالة على بطلان من أبى وجود النسخ في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يكن قائله معتدا بقوله، لأنه قال تعالى: (الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين)، والتخفيف لا يكون إلا بزوال بعض الفرض الأول أو النقل عنه إلى ما هو أخف منه، فثبت بذلك أن الآية الثانية ناسخة للفرض الأول. وزعم القائل بما ذكرنا من إنكار النسخ لأنه ليس في الآية أمر وإنما فيه الوعد بشريطة، فمتى وفى بالشرط أنجز الوعد. وإنما كلف كل قوم من الصبر على قدر استطاعتهم فكان على الأولين ما ذكر من مقاومة العشرين للمائتين والآخرون لم يكن لهم من نفاذ البصيرة مثل ما للأولين فكلفوا مقاومة الواحد للاثنين والمائة للمائتين، قال: ومقاومة العشرين للمائتين غير مفروضة وكذلك المائة للمائتين، وإنما الصبر مفروض على قدر الإمكان والناس مختلفون في ذلك على مقادير استطاعاتهم، فليس في الآية نسخ، زعم.
شبهة حول قوله تعالى : ( الان خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا) - Youtube
الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن تكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين
هذه الآية نزلت بعد نزول الآية التي قبلها بمدة. قال في الكشاف: وذلك بعد مدة طويلة. ولعله بعد نزول جميع سورة الأنفال ، ولعلها وضعت في هذا الموضع لأنها نزلت مفردة غير متصلة بآيات سورة أخرى ، فجعل لها هذا الموضع لأنه أنسب بها لتكون متصلة بالآية التي نسخت هي حكمها ، ولم أر من عين زمن نزولها. ولا شك أنه كان قبل فتح مكة فهي مستأنفة استئنافا ابتدائيا محضا لأنها آية مستقلة. و " الآن " اسم ظرف للزمان الحاضر. تفسير قوله تعالى : ( وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ) - الإسلام سؤال وجواب. قيل: أصله أوان بمعنى زمان ، ولما أريد تعيينه للزمان الحاضر لازمته لام التعريف بمعنى العهد الحضوري ، فصار مع اللام كلمة واحدة ولزمه النصب على الظرفية. وروى الطبري عن ابن عباس: كان لكل رجل من المسلمين عشرة لا ينبغي أن يفر منهم ، وكانوا كذلك حتى أنزل الله الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا الآية ، فعبأ لكل رجل من المسلمين رجلين من المشركين فهذا حكم وجوب نسخ بالتخفيف الآتي. قال ابن عطية: وذهب بعض الناس إلى أن ثبوت الواحد للعشرة إنما كان على جهة ندب المؤمنين إليه ثم حط ذلك حين ثقل عليهم إلى ثبوت الواحد للاثنين.
أحكام القرآن - الجصاص - ج ٣ - الصفحة ٩٢
Skip to content
الرئيسية
كتاب التفسير الجامع
سورة الأنفال (41-75)
الآية رقم (66) - الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ
التّرخيص بالحكم بيّنه الله سبحانه وتعالى بأنّ هناك طاقة قوّةٍ للمؤمنين في معركة بدر؛ لأنّها المعركة الأولى والفاصلة، لذلك واحدٌ يُقابل عشرة، بينما في المعارك الأخرى وفي الحالات العاديّة بعد مرور الزّمن سيكون واحدٌ مقابل اثنين، وهذا هو التّخفيف. ( وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ): علّة الغلبة هي الصّبر، والصّبر نصف الإيمان، وقال سبحانه وتعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ) [البقرة: من الآية 45]، وهو أساسٌ في الانتصار، والإنسان إذا أدخل نفسه في معيّة الله سبحانه وتعالى فلن يُغلب؛ لأنّ القوّة الّتي لا تُقهر تكون إلى جانبه، فالله سبحانه وتعالى يكون ناصره ومعينه ومتولّيه ووكيله. أحكام القرآن - الجصاص - ج ٣ - الصفحة ٩٢. الْآنَ: ظرف زمان مبني على الفتح، متعلق بالفعل خفف بعده. خَفَّفَ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور عنكم
اللَّهُ: لفظ الجلالة فاعله والجملة مستأنفة.
الان خفف الله عنكم وعلم - Blog
المَسْألَةُ الخامِسَةُ: قَوْلُهُ: ﴿بِإذْنِ اللَّهِ﴾ فِيهِ بَيانُ أنَّهُ لا تَقَعُ الغَلَبَةُ إلّا بِإذْنِ اللَّهِ، والإذْنُ هَهُنا هو الإرادَةُ، وذَلِكَ يَدُلُّ عَلى قَوْلِنا في مَسْألَةِ خَلْقِ الأفْعالِ وإرادَةِ الكائِناتِ.
تفسير قوله تعالى : ( وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ) - الإسلام سؤال وجواب
& فإن قيل: ما هي الكيفية التي يحرض النبي (ص) المؤمنين من خلالها على القتال؟ أقول: التحريض: هو الحث أي إن الله تعالى أمره أن يحث المؤمنين على القتال وذلك بواسطة إلقاء الخطب التي تثير في نفوسهم الحماس والمتضمنة للترغيب والترهيب وكذلك يبين لهم المبادئ الأولية لكسب المعركة، وهذا ما يجب على القائد فعله في كل زمان ومكان من أجل أن يجعل الجند على يقين من النصر وأصل الباب مأخوذ من الحرض، وهذا المصطلح يعني القرب من الهلاك، كما في قوله تعالى على لسان إخوة يوسف: (قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين) يوسف 85. فإن قيل: بناءً على هذا المعنى يصبح التحريض فيه نوع من الهلاك؟ أقول: هذا ما يظهر من اللفظ ولكن عند الرجوع إلى أصل الوضع يتضح أن التحريض هو إزالة الهلاك، لأن هذا من المصطلحات التي تأخذ المعنى المضاد لوضعها، كما هو الحال في إطلاق لفظ البصير على الأعمى أو السليم على اللديغ، أو بالأحرى هي من المشتركات التي تؤدي إلى نفس المعنى بين المتقابلين. &فإن قيل: إذا أخذنا بهذا الوجه تكون المعاني مبهمة على المتلقي وبالتالي يحق له أن يجعل أي من المتقابلين يقوم مقام الآخر فكيف الجمع؟ أقول: لا يذهب إلى هذا الظن إلا الذي يريد أن يفتري على اللغة، وذلك لأن السياق يبين المعنى دون لبس أو إبهام، كما هو الحال في البشرى التي تستعمل للخير وللشر باعتبار تأثيرها في بشرة الوجه، ومن الطبيعي أن يظهر على الوجه إما السرور وإما الحزن، وعند تأمل الآيات التي تشير إلى كلا المعنيين نجد أن الأمر في غاية الوضوح، ولهذا أشار تعالى للأول بقوله: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) البقرة 25.
فإن قالوا: العبرة في الناسخ والمنسوخ بالنزول دون التلاوة فإنها قد تتقدم وقد تتأخر ، ألا ترى أن في عدة الوفاة الناسخ مقدم على المنسوخ. قلنا: لما كان كون الناسخ مقارنا للمنسوخ غير جائز في الوجود ، وجب أن لا يكون جائزا في الذكر ، اللهم إلا لدليل قاهر وأنتم ما ذكرتم ذلك ، وأما قوله في عدة الوفاة: الناسخ مقدم على المنسوخ فنقول: إن أبا مسلم ينكر كل أنواع النسخ في القرآن فكيف يمكن إلزام هذا الكلام عليه ؟ فهذا تقرير قول أبي مسلم ، وأقول: إن ثبت إجماع الأمة على الإطلاق قبل أبي مسلم على حصول هذا النسخ فلا كلام عليه ، فإن لم يحصل هذا الإجماع القاطع فنقول: قول أبي مسلم صحيح حسن.