البحث في:
١
السؤال: يفتي الفقهاء بحرمة لبس الحرير الطبيعي الخالص، فهل يمكن للرجل لبس الحرير الممزوج بغيره إذا كان ذلك الملبوس ربطة عنق؟ هل يحرم على الرجل لبس ربطة العنق إذا كانت مصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص؟
الجواب: لا يحرم لبس الربطة وإن كانت من الحرير الخالص لأنها مما لايمكن ستر العورة بها. وأما الممزوج بغيره بحيث خرج عن اسم الحرير الخالص ، فيجوز لبسه وإن أمكن ستر العورة به. لبس الحرير بين الممنوع والمسموح. ٢
السؤال: رغم أن بعض الشركات تكتب على منتوجاتها أنها مصنوعة من الحرير الطبيعي، غير أنا نشك في ذلك لرخص أثمانها، فهل يحق لنا لبسها والصلاة بها؟
الجواب: مع الشك يجوز لبسها والصلاة فيها. ٣
السؤال: هل يجوز للرجل لبس لباس يشك بأنه من الحرير؟
الجواب: يجوز للرجل لبس المنسوجات الحريرية المشكوكة التي لم يجزم بكونها من الحرير الطبيعي أو الصناعي، وتجوز لهم الصلاة بها حينئذ. ٤
السؤال: هل يجوز لبس ربطة العنق (الكرفة) اذا كانت مصنوعة من الحرير علما ان معظم هذه الربطات من الحرير؟
الجواب: نعم يجوز. ٥
السؤال: هل يجوز للرجل لبس الحرير في غير الصلاة؟ وما هو حكم النساء؟
الجواب: لا يجوز للرجل لبس الحرير الطبيعي الخالص، لا فيِ الصلاة ولا في غيرها ، إلاّ في موارد خاصة نصت عليها كتب الفقه ويجوز للنساء لبس الحرير دائما حتى في الصلاة.
- حكم لبس الرجال للشراب من الحرير
- ص97 - كتاب الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي - الحكمة من تحريم الحرير على الرجال - المكتبة الشاملة الحديثة
- لبس الحرير بين الممنوع والمسموح
- لبس الحرير للرجال - الاستفتاءات - موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)
حكم لبس الرجال للشراب من الحرير
والرَّجل مُطالب بزينةٍ معتدلة لا مبالغة فيها؛ حتَّى يكون أهلاً لتحمُّل المشاقِّ، إضافةً أنَّ لبس الحرير فيه تشبُّه بالكفَّار، فهو من لباسهم في الدُّنيا، علاوة على ذلك، فإنَّ الأحاديث صرَّحت بنهي الرَّجل عن لبسه. لذا ذهب الأئمَّة الأربعة إلى تحريم الحرير الخالص على الرَّجل، بل حكى النَّووي وابنُ قدامة الإجماعَ على ذلك [3]. لبس الحرير للرجال - الاستفتاءات - موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله). واستدلَّ أهل العلم على تحريم لبس الحرير للرَّجل، بأدلَّة كثيرة من السُّنَّة، منها:
1- ما جاء عن أبي موسى رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: « إنَّ اللهَ عزّ وجل أحَلَّ لإِنَاثِ أُمَّتِي الحَرِيرَ وَالذَّهَبَ، وَحَرَّمَهُ عَلَى ذُكُورِهَا » [4]. 2- وما جاء عن عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه قال: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم حريراً بشماله، وذهباً بيمينه، ثمَّ رَفَعَ بهما يديه، فقال: « إنَّ هَذَينِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي، حِلٌّ لإِنَاثِهِمْ » [5]. 3- وما جاء عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: « الذَّهَبُ وَالفِضَّةُ، وَالحَرِيرُ والدِّيبَاجُ، هِي لَهُمْ [الكفار] فِي الدُّنْيَا، وَلَكُمْ [المؤمنون] فِي الآخِرَةِ » [6].
ص97 - كتاب الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي - الحكمة من تحريم الحرير على الرجال - المكتبة الشاملة الحديثة
الحمد لله...
قال الله تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ﴾ [الأعراف: 26]، والرِّيش: هو الجمال؛ أي: ما تتجمَّلون به من الثِّياب [1]. وإذا كانت الشَّريعة الغرَّاء قد أباحت لكلٍّ من الرَّجل والمرأة التَّزُّين ولا سيَّما في اللِّباس، فإنَّها قد راعت في ذلك ألاَّ تكون الإباحة على إطلاقها، وإنَّما قيَّدتها بقيود، منها: تحريم بعض أنواع اللِّباس على كلٍّ من الرَّجل والمرأة تعبُّداً لله تعالى؛ لذا أوجد الإسلام فرقاً بين لباس الرَّجل ولباس المرأة، سواء كان فيما يتَّصل بالمادَّة المنسوجة التي يجوز لبسها، أو لا يجوز، أو كان الفرق متَّصلاً بمواصفات الملبوس تبعاً لجنس اللاَّبس، وسيكون الحديث عن المادَّة المنسوجة التي يصحُّ لبسها، أو لا يصحُّ، لكلا الجنسين، وأعني به لبس الحرير. فما هو الحرير؟
الحرير: ثياب تُصنع من نسيج دودة القزِّ، وسُمِّي حريراً؛ لخلوصه. حكم لبس الرجال للشراب من الحرير. يُقال لكلِّ خالصٍ: مُحرَّر، وحرَّرت الشَّيء: خلَّصته من الاختلاط بغيره [2]. أيها الإخوة الكرام.. ينتظم هذا الموضوع في سبع مسائل:
المسألة الأولى: ما حكم لبس الحرير للرَّجل؟
الحرير من أهمِّ ما يلبس للزِّينة، وهو شعار النُّعومة واللِّين، والمبالغةُ في الزِّينة والتَّنعُّم ليس من صفات الرَّجل، إنَّما هو من صفات المرأة، وقد نهى الشَّرع عن تشبُّه الرَّجل بالمرأة.
لبس الحرير بين الممنوع والمسموح
فتجنب ذلك والابتعاد عنه، والاحتياط للدين والأخذ بالحيطة يكون أحسن في حق الرجل وأولى وأبعد عن الشبهة. نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا.
لبس الحرير للرجال - الاستفتاءات - موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)
وهذه الإباحة إباحة مطلقة غير مقيدة بحاجة كالمرض ، أو مصلحة كالحرب ، ولكن يشترط في كمية الحرير في الثوب الواحد ألا تزيد على ما نسج معه ، بل إن غلب الحرير في الثوب حرم كالخالص ، وإن استويا في المقدار فقولان في مذهب أحمد: أحوطهما المنع تغليباً لجانب الحظر على الإباحة. والله أعلم.
ولا يعني ما سبق الحطّ من تلمّس حكمة التشريع وماذا وراء الأحكام
من السباب أو تحريم النظر في ذلك ولكن المراد عدم التعليق والربط بين العمل بالحكم
الشرعي وبين ظهور الحكمة منه. ثانيا:
ليس هناك تلازم بين المحرمات في الدنيا وإباحتها في الآخرة فلا
يصح أن تقاس الآخرة على الدنيا فلكلّ من الدّارين أحكام مختلفة ، ولا يصحّ أن يقال
بإباحة الشيء في الدنيا قياسا على إباحته في الجنة أو في الآخرة وإلا وقعنا في
إباحة ما هو معلوم من الدين بالضرورة أنه حرام كشرب الخمر والإمساك بأكثر من أربع
زوجات في العصمة والغناء وغير ذلك من المحرمات وبناء على ذلك فالإستشكال الوارد في
السّؤال على حرمة الحرير في الدنيا مع إباحته في الجنة هو استشكال مدفوع. ثالثا:
لقد تكلم العلماء حكمة تحريم الحرير في الدنيا على الرجال ومن
ذلك ما ذكره العلامة ابن القيم في زاد المعاد في كلام رائع ، قال رحمه الله تعالى:
( ومثبتو التعليل والحِكَم وهم الأكثرون منهم من يجيب عن هذا بأن الشريعة حرّمته
لتصبر النفوس عنه ، وتتركه لله ، فتُثاب على ذلك. ومنهم من يجيب عنه بأنه خُلق في الأصل للنساء ، كالحلية بالذهب ،
فحرّم على الرجال لما فيه من مفسدة تشبه الرجال للنساء ، ومنهم من قال: حُرّم لما
يورثه من الفخر والخيلاء والعجب.