أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ
الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ
أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ( 12)
الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه اجتنبوا كثيرًا من ظن السوء بالمؤمنين; إن
بعض ذلك الظن إثم, ولا تُفَتِّشوا عن عورات المسلمين, ولا يقل بعضكم في بعضٍ بظهر
الغيب ما يكره. أيحب أحدكم أكل لحم أخيه وهو ميت؟ فأنتم تكرهون ذلك, فاكرهوا
اغتيابه. وخافوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه. إن الله تواب على عباده المؤمنين,
رحيم بهم. سورة الحجرات تفسير ابن عثيمين. أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ
شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( 13)
الناس إنَّا خلقناكم من أب واحد هو آدم, وأُم واحدة هي حواء، فلا تفاضل بينكم في
النسب, وجعلناكم بالتناسل شعوبًا وقبائل متعددة؛ ليعرف بعضكم بعضًا, إن أكرمكم عند
الله أشدكم اتقاءً له. إن الله عليم بالمتقين, خبير بهم.
- تفسير سورة الحجرات من 10 إلى 13
- تفسير سورة الحجرات الشيخ العجلان
- تفسير سورة الحجرات ابن كثير
- سورة الحجرات تفسير ابن عثيمين
تفسير سورة الحجرات من 10 إلى 13
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (1) إلى (4) من سورة "الحجرات":
1- احترام كل ما جاء من عند الله - سبحانه وتعالى - وما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - والعمل به، وعدم التسرُّع في الحكم قبل الرجوع إلى ما في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. 2- احترام الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتعظيمه وذلك باحترام سنته وما جاء به من عند الله، والاقتداء به والصلاة والسلام عليه عند سماع اسمه، بل وفي كل وقت. 3- أن نذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والعلماء الأجلاَّء بألقابهم الشريفة، ولا نتجرَّأ عليهم بذكر أسمائهم، ولا نذكرهم في مجالس اللهو أو المزاح؛ احترامًا لهم وتقديرًا لمكانتهم. معاني مفردات الآيات الكريمة من (5) إلى (11) من سورة "الحجرات":
﴿ فاسق ﴾: غير موثوق بصدقه وعدالته. ﴿ بنبأ ﴾: بخبر من الأخبار. ﴿ فتبينوا ﴾: فتثبتوا من صحة الخبر. ﴿ أن تصيبوا قومًا بجهالة ﴾: لئلا تصيبوا قومًا وأنتم جاهلون حقيقة الأمر. ﴿ لعنتم ﴾: لوقعتم في الحرج والإثم. ﴿ وزينة في قلوبكم ﴾: وحسنه في قلوبكم. تفسير سورة الحجرات ابن كثير. ﴿ الفسوق ﴾: الخروج عن طاعة الله. ﴿ العصيان ﴾: جميع المعاصي. ﴿ الراشدون ﴾: الثابتون على دينهم والمهتدون.
تفسير سورة الحجرات الشيخ العجلان
مسار الصفحة الحالية: أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: نا آدَمُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} [الحجرات: ٣] يَقُولُ: «أَخْلَصَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ»
تفسير سورة الحجرات ابن كثير
الإصلاح بين المؤمنين وذلك في قوله -تعالى-: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّـهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) ، [٥] بالحكم بكتاب الله والرضا بما فيه، فإن لم تستجب إحدى الطائفتين وتعدت على الأخرى، فقاتلوها حتى ترجع إلى أمر الله وكتابه، فإن رجعت إلى أمر الله، أنصفوا بينهم واعدلوا. النهي عن السخرية وذلك في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ) ، [٦] والسخرية تكون بالاستهزاء من الشخص وتحقيره، وقيل أن الآية الكريمة نزلت في وفد بني تميم، الذين كانوا يستهزؤون بفقراء أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل: عمار وخباب وبلال وصهيب وسلمان وسالم، لما رأوا من رثاثة حالهم. النهي عن الألقاب المذمومة وذلك في قوله -تعالى-: (وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ) ، [٧] المقصود بتلمزوا: أي لا يعب بعضكم بعضاً، والمقصود بقوله تنابزوا: هو أن يدعو الإنسان بغير ما سمي به مما يكره سماعه.
سورة الحجرات تفسير ابن عثيمين
﴿ الأعراب ﴾: جماعة ممن يسكنون البوادي والصحراء. ﴿ آمنا ﴾: استسلمنا؛ خوفًا وطمعًا، وخضعنا لأوامر الإسلام ظاهرًا فقط. ﴿ ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ﴾: وحتى الآن لم يصل الإيمان إلى قلوبكم. ﴿ لا يلتكم ﴾: لا ينقصكم. ﴿ لم يرتابوا ﴾: لم يشكوا في إيمانهم بل ثبتوا على التصديق واليقين. تفسير سورة الحجرات للشعراوي الحلقة 3 - شبكة الكعبة الاسلامية. ﴿ أتُعلِّمون الله بدينكم ﴾: أتخبرونه - سبحانه وتعالى - بقولكم: (آمنا)؟! (والاستفهام للتوبيخ والإنكار والتأنيب لهم). ﴿ يمنون عليك أن أسلموا ﴾: يتفضلون عليك بإسلامهم ويَعُدُّون إسلامهم فضلاً منهم عليك يا محمد. ﴿ قل لا تمنُّوا عليَّ إسلامكم ﴾: قل لهم يا محمد: لا تظهروا الفضل عليَّ بإسلامكم؛ فإن نفعه لكم وحدكم. ﴿ بل الله يمنُّ عليكم ﴾: الحقيقة أن الله هو صاحب الفضل الأعظم والمنَّة الكبرى عليكم. ﴿ غيب السموات والأرض ﴾: ما غاب فيهما وما لم تدركه الأبصار ولا تصل إليه الأفهام. مضمون الآيات الكريمة من (12) إلى (18) من سورة "الحجرات":
1- كما تأمر الآيات باجتناب الظن السيئ بالآخرين؛ حتى يبقى المجتمع طاهرًا من الشكوك، وتنهى عن التجسس لكشف العورات وتتبع الهفوات؛ حفاظًا على حريَّات الناس وحرماتهم وكرامتهم، وتحذِّر من الغيبة. 2- ثم تهتف الآيات بالإنسانية جميعها على اختلاف أجناسها وألوانها؛ لتردها إلى أصل واحد، حيث خلق الله الناس جميعًا من ذكر وأنثى، وإلى ميزان واحد يكون التفاضل بين الناس على أساس التقوى.
3- ثم تأمر الآيات الكريمة المؤمنين بالإصلاح بين الفئات أو الجماعات المتخاصمة المتقاتلة. 4- ثم تنتقل الآيات لتقيم دعائم المجتمع الفاضل على أسس متينة من الحب والخير والوفاق، فتأمر بصيانة كرامة الفرد، وتنهى عن السخرية واللمز بأن يعيب بعضهم بعضًا. دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (5) إلى (11) من سورة "الحجرات":
1- يجب التثبت في الأخبار؛ حتى لا يؤدي عدم التثبت إلى نتائج سيئة وآثار ضارة بالأفراد والمجتمعات. صفحة الشيخ عطية محمد سالم - تفسير سورة الحجرات. 2- يجب أن نصدق المؤمنين الموثوق بهم فيما ينقلون إلينا من أخبار وأقوال ما دُمنا لم نجرِّب عليهم كذبًا قبل ذلك. 3- على المؤمنين أن يقوموا بواجبهم نحو إخوانهم الذين يتخاصمون أو يتقاتلون سواء كان ذلك على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول وذلك بالصلح بين هؤلاء المتخاصمين، فإذا طغى بعضهم على بعض فعلى المؤمنين (الذين هم خارج هذا النزاع) أن يأخذوا على أيديهم بكل الوسائل، ومنها قتالهم حتى يرجعوا إلى الحق. معاني مفردات الآيات الكريمة من (12) إلى (18) من سورة "الحجرات":
﴿ إن بعض الظن إثم ﴾: إنَّ بعض الظن ذنب يستحق صاحبه العقوبة عليه. ﴿ ولا تجسسوا ﴾: ولا تتبعوا عورات المسلمين ولا تبحثوا عن عيوبهم. ﴿ ولا يغتب بعضكم بعضًا ﴾: ولا يذكر أحدكم أخاه بما يكرهه، وإن كان فيه ما يذكره به.
فَضْلا
مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( 8)
وهذا الخير
الذي حصل لهم فضل من الله عليهم ونعمة. والله عليم بمن يشكر نعمه, حكيم في تدبير
أمور خلقه.