ومن فوائد هذا الحديث: فضيلة أولياء الله، وأنَّ الله سبحانه وتعالى يعادي من عاداهم، بل يكون حربًا عليهم عزَّ وجلَّ. ومن فوائد هذا الحديث: أن الأعمال الواجبة من صلاة، وصدقة، وصوم، وحج، وجهاد، وعلم، وغير ذلك؛ أفضل من الأعمال المستحبة؛ لأن الله تعالى قال: «ما تقرَّب إلىَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إلىَّ مما افترضتُ عليه». ومن فوائده: إثبات المحبة لله - عزَّ وجلَّ - وأن الله تعالى يحبُّ الأعمال بعضها أكثر من بعض، كما أنه يحب الأشخاص بعضهم أكثر من بعض، فالله عزَّ وجلَّ يحب العاملين بطاعته ويحب الطاعة، وتتفاوت محبته - سبحانه وتعالى - على حسب ما تقتضيه حكمتُه. درجة حديث من عادى لي وليا.. - إسلام ويب - مركز الفتوى. ومن فوائد هذا الحديث: أنَّ الإنسان إذا تقرَّب إلى الله بالنوافل مع القيام بالواجبات فإنَّه يكون بذلك معانًا في جميع أموره؛ لقوله تعالى في الحديث القدسي: «وما يزالُ عبدي يتقرَّب إلىَّ بالنوافل حتَّى أحبَّه.. » الخ. وفيه: دليل أيضًا على أن من أرادَ أن يحبَّه الله فأمرٌ سهلٌ عليه - إذا سهلَّه عليه - يقوم بالواجبات ويكثر من التطوع بالعبادات، فبذلك ينال محبَّةَ الله، وينال ولاية الله. ومن فوائد هذا الحديث: إثبات عطاء الله عزَّ وجلَّ، وإجابة دعوته لوليه، لقوله: «إن سألني أعطيتُه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه».
درجة حديث من عادى لي وليا.. - إسلام ويب - مركز الفتوى
وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحبَّ إليّ مما افترضت عليه إذًا نحرص على الفرائض الصلوات المكتوبة، صيام رمضان، الحج الواجب، العمرة الواجبة، وما شابه ذلك ابدأ بالواجبات ثم بعد ذلك تأتي المستحبات والنوافل. ثم قال: وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبَّه بمعنى أنه طريق إلى محبة الله ، هذا هو الشاهد في الباب: هو التقرب إلى الله بالنوافل بعد تحقيق الفرائض، فمن أراد أن ينال محبة الله فعليه أن يكثر من النوافل، "يتقرب إليّ بالنوافل"، النوافل من ماذا؟
النوافل من الصلوات، والنوافل من الصيام، والنوافل من العمرة، والنوافل من الحج، والنوافل من الصدقات إلى غير ذلك مما يحبه الله من غير الفرائض، فيحقق الفرائض أولاً ثم بعد ذلك يتزود ويكثر ويستمر؛ لأنه قال: وما يزال ، وليس ذلك بالذي يعمل الأعمال الطيبة مدة من الزمن يسيرة ثم بعد ذلك ينقطع ويدير ظهره، فإن مثل هذا لا ينطبق عليه هذا الحديث.
شرح حديث من عادى لي وليا فقد اذنتهُ بالحرب : الشيخ أ.د عبدالعزيز الفوزان - Youtube
نسأل الله أن يرزقنا جميعًا حبه وحب من يحبه، وحب كل عمل يقربنا إلى حبه، وأن يجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا وذهاب همومنا وجلاء أحزاننا، وأن يذكرنا منه ما نسينا، ويعلمنا منه ما جهلنا، ويرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه. رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب التواضع، برقم (6502).
حديث من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب - موقع مقالات إسلام ويب
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله قال ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه) رواه البخاري. غريب الحديث
عادى: آذى وأبغض وأغضب بالقول أو الفعل. ولياً: أصل الموالاة القرب وأصل المعاداة البعد ، والمراد بولي الله كما قال الحافظ ابن حجر: " العالم بالله ، المواظب على طاعته ، المخلص في عبادته ". شرح حديث من عادي لي وليا فقد اذنته بالحرب. آذنته بالحرب: آذن بمعنى أعلم وأخبر ، والمعنى أي أعلمته بأني محارب له حيث كان محاربا لي بمعاداته لأوليائي. النوافل: ما زاد على الفرائض من العبادات. استعاذني: أي طلب العوذ والالتجاء والاعتصام بي من كل ما يخاف منه. منزلة الحديث
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الحديث: " هو أشرف حديث روي في صفة الأولياء " ، وقال الشوكاني: " هذا الحديث قد اشتمل على فوائد كثيرة النفع ، جليلة القدر لمن فهمها حق فهمها وتدبرها كما ينبغي ". من هم أولياء الله ؟
وصف الله أوليائه في كتابه فقال: { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون}(يونس: 62-63) ، فوصفهم سبحانه بهذين الوصفين الإيمان والتقوى ، وهما ركنا الولاية الشرعية ، فكل مؤمن تقي فهو لله ولي ، وهذا يعني أن الباب مفتوح أمام من يريد أن يبلغ هذه المنزلة العلية والرتبة السنية ، وذلك بالمواظبة على طاعة الله في كل حال ، وإخلاص العمل له ، ومتابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - في الدقيق والجليل.
شرح حديث (من عادى لي وليًا) - موضوع
ولقد بلغ من علو شأنهم ، وسمو قدرهم ، أن أعلن ربّ العزّة الحرب على كل من أراد بهم سوءاً ، أو ألحق بهم أذى ، كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب). فانظر أيها القاريء الكريم كيف يدافع الله عن أوليائه وأحبائه ، وكيف يمدّهم بالنصرة والتأييد، ثم انظر كيف يتوعّد من عاداهم بالحرب.. حينها تعلم أن الله تعالى لا يتخلى عن أوليائه أو يتركهم فريسة لأعدائهم - ولو تأخّر هذا النصر وطالت مدّته - ؛ فهذه النصرة وهذا التأييد إنما هو مرتبط بسنن الله التي لا تتغيّر ولا تتبدّل ، وسنّة الله اقتضتْ أن يمهل الظالمين دون إهمالٍ لهم ، فإن تابوا وأنابوا وزالت عداوتهم للصالحين ، تاب الله عليهم ، وإن أصرّوا على باطلهم ، وتمادوا في غيّهم ، فإنّ الله يملي لهم استدراجاً ، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ، وبذلك ينتصر الله لأوليائه ويجعل العاقبة لهم ، والغلبة على من عاداهم. شرح حديث (من عادى لي وليًا) - موضوع. وإن بلوغ هذه المكانة شرف عظيم ، ونعمة كبرى يختصّ الله بها من يشاء من عباده ، وحق لنا أن نتسائل: ما الطريق الذي يعيننا على نيل هذه المرتبة العظيمة ؟
لقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أول طريق الولاية حين قال: ( وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه) ، فهذه المنزلة لا تُنال حتى يرفع العبد شعار العبودية لله ، فيتقرب إليه أولا بما فرضه عليه من الأوامر ، ومايلزمه ذلك من مجانبة المعاصي والمحرمات.
ثم قال الحَقُّ سُبحانَه: «وما تَقرَّبَ إليَّ عَبْدي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افترَضْتُه عليه»، أي: أوجَبْتُه عليه؛ فالصَّلَواتُ الخَمسُ أحَبُّ إلى اللهِ مِن قيامِ اللَّيلِ، وأحبُّ إلى اللهِ مِنَ النَّوافِلِ، وصِيامُ رَمَضانَ أحَبُّ إلى الله من صيامِ الاثنينِ والخميسِ، والأيَّامِ السِّتَّةِ مِن شَوَّالٍ، وما أشبَهَها؛ فالفَرائِضُ أحَبُّ إلى اللهِ وأوكَدُ.