وهذه السورة مكية. - وحادثة نزول هذه السورة كما يرويها أني بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغفى إغفاءة ، فرفع رأسه مبتسما ، إما قال لهم وإما قالوا له: لم ضحكت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنه أنزلت علي آنفا سورة ". فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم ( إنا أعطيناك الكوثر) حتى ختمها ، قال: " هل تدرون ما الكوثر ؟ " ، قالوا: الله ورسوله أعلم. تفسير آية إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ. قال: " هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة ، عليه خير كثير ، ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد الكواكب ، يختلج العبد منهم فأقول: يا رب ، إنه من أمتي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك). رواه أحمد - فالكوثر نهر من أنهار الجنة هذا خاص للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولأمته وهذا النهر حصاه من اللؤلؤ وترابه المسك ، ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل ، وقيل من معاني الكوثر: الخير الكثير ، وقيل هو حوض في الجنة. - أما قوله ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) ي عني فكما أن الله تعالى سيكرمك في الآخرة وسيعطيك الكوثر فعليك بإخلاص العبادة له والتي تتمثل في الصلاة ، ولذلك جعلت قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم هي الصلاة. - وأنحر: أي ليكن نحرك ونسكك لله تعالى والمقصود هنا الذبح لله سواء كان هدي أم أضحيه.
تفسير سورة الكوثر
وحاصله ذكر الشيء ومقابله. تفسير سورة الكوثر سعود وسارة. وأما ذكر الشيء ونظيره فذاك التشابه ، كما سنوضحه إن شاء الله ؛ فلهذا قال تعالى: ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار) فوصفها بأنها تجري من تحتها الأنهار ، كما وصف النار بأن وقودها الناس والحجارة ، ومعنى ( تجري من تحتها الأنهار) أي: من تحت أشجارها وغرفها ، وقد جاء في الحديث: أن أنهارها تجري من غير أخدود ، وجاء في الكوثر أن حافتيه قباب اللؤلؤ المجوف ، ولا منافاة بينهما ، وطينها المسك الأذفر ، وحصباؤها اللؤلؤ والجوهر ، نسأل الله من فضله [ وكرمه] إنه هو البر الرحيم. وقال ابن أبي حاتم: قرئ على الربيع بن سليمان: حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا ابن ثوبان ، عن عطاء بن قرة ، عن عبد الله بن ضمرة ، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنهار الجنة تفجر من تحت تلال - أو من تحت جبال - المسك. وقال أيضا: حدثنا أبو سعيد ، حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، قال: قال عبد الله: أنهار الجنة تفجر من جبل مسك. وقوله تعالى: ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) قال السدي في تفسيره ، عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود ، وعن ناس من الصحابة: ( قالوا هذا الذي رزقنا من قبل) قال: إنهم أتوا بالثمرة في الجنة ، فلما نظروا إليها قالوا: هذا الذي رزقنا من قبل في [ دار] الدنيا.
تفسير سورة الكوثر سعود وسارة
ولأن الصلاة تتضمن الخضوع [في] القلب والجوارح لله، وتنقلها في أنواع العبودية، وفي النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر، وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به. {إِنَّ شَانِئَكَ} أي: مبغضك وذامك ومنتقصك
{هُوَ الْأَبْتَرُ} أي: المقطوع من كل خير، مقطوع العمل، مقطوع الذكر. فقد عيروه بعدم بقاء نسل له من الذكور
وأما محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو الكامل حقًا، الذي له الكمال الممكن في حق المخلوق، من رفع الذكر، وكثرة الأنصار، والأتباع ـ صلى الله عليه وسلم.
تفسير سورة الكوثر الطبري
وقال قتادة: مطهرة من الأذى والمأثم. وفي رواية عنه: لا حيض ولا كلف. وروي عن عطاء والحسن والضحاك وأبي صالح وعطية والسدي نحو ذلك. وقال ابن جرير: حدثني يونس بن عبد الأعلى ، أنبأنا ابن وهب ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال: المطهرة التي لا تحيض. قال: وكذلك خلقت حواء - عليها السلام - حتى عصت ، فلما عصت قال الله تعالى: إني خلقتك مطهرة وسأدميك كما أدميت هذه الشجرة. وهذا غريب. وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه: حدثنا إبراهيم بن محمد ، حدثني جعفر بن محمد بن حرب ، وأحمد بن محمد الجوري قالا حدثنا محمد بن عبيد الكندي ، حدثنا عبد الرزاق بن عمر البزيعي ، حدثنا عبد الله بن المبارك عن شعبة ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: ( ولهم فيها أزواج مطهرة) قال: من الحيض والغائط والنخاعة والبزاق. هذا حديث غريب. وقد رواه الحاكم في مستدركه ، عن محمد بن يعقوب ، عن الحسن بن علي بن عفان ، عن محمد بن عبيد ، به ، وقال: صحيح على شرط الشيخين. Books تفسير سورة كوثر - Noor Library. وهذا الذي ادعاه فيه نظر ؛ فإن عبد الرزاق بن عمر البزيعي هذا قال فيه أبو حاتم بن حبان البستي: لا يجوز الاحتجاج به. قلت: والأظهر أن هذا من كلام قتادة ، كما تقدم ، والله أعلم.
تُسمّى سورة النصر بسورة التوديع؛ وقد اختُلف في أيّ وجهٍ عُلم هذا الاسم لسورة النصر، وليس في ظاهرها ما يدلّ على نعي النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقيل: تقدير قول الله سبحانه وتعالى: (فسبح بحمد ربك) هو: فسبّح بحمد ربك فإنّك حينئذ لاحق بالله سبحانه وذائق طعم الموت، كما ذاقه جميع الرسل من قبلك، وقيل عُلم هذا الاسم من خلال أمر الله سبحانه وتعالى الرسول بتجديد التوحيد واستدراك ما فات بالاستغفار، وهذا من لَوازم الانتقالِ من الدار الدنيا إلى الدار الآخرة. Source: