وهي ما يترتب عادة على الإفطار المعذور فيه المكلّف، وقد تجب لسبب آخر، وتفصيل أحكامها في مسائل:
م ـ 1011: تجب الفدية في الحالات التالية:
أ ـ على الشيخ والشيخة وذي العطاش إذا تركوا الصيام لكونه شاقاً وصعباً عليهم دون ما لو كان متعذراً أو مضراً بهم. ب ـ عند إفطار الحامل المقرب والمرضع القليلة اللبن إذا أضرّ الصوم بالجنين أو الرضيع. ج ـ على من أخر قضاء ما فاته من شهر رمضان إلى حلول شهر رمضان الثاني، سواء كان ذلك عن تهاون مع القدرة على القضاء، أو كان التأخير بسبب استمرار المرض، أمّا إذا كان قادراً على القضاء وعازماً عليه، فطرأ ما منعه من القضاء، كالمرض أو السفر أو غيرهما فإنه يجب عليه ـ مضافاً إلى القضاء ـ الفدية على الأحوط وجوباً. م ـ 1012: إذا استمر المرض المانع من الصوم ومن قضائه لسنوات عدّة وجب دفع الفدية عند نهاية كلّ سنة لم يقدر فيها المريض على الصوم ولا على القضاء ولو استمر ذلك إلى نهاية العمر. وأمّا إذا أخر قضاء شهرِ رمضانَ واحدٍ لعدّة سنين، لم تجب عليه إلاَّ فدية واحدة عن السنة الأولى التي أخر فيها القضاء إلى رمضان الثاني. دفع الفدية في مكة ارتكب قضايا. م ـ 1013: مقدار الفدية عن اليوم الواحد ثلاثة أرباع الكيلو للفقير الواحد، والأحوط استحباباً أن تكون كيلواً ونصفاً.
دفع الفدية في مكة والمدينة
وحكمها في مصرفها ونوعها ونية التقرّب بها ولزوم دفع العين دون القيمة مثلما مرّ في الكفارة، نعم تختلف عن الكفارة بأنه يمكن إعطاء فدية أيام عديدة أو شهور عديدة لفقير واحد، وأنه في الفدية لا بُدَّ من تسليم نفس العين، فلا يكفي دعوة الفقير إلى مائدة وإشباعه، بخلاف الكفارة، وكذلك فإنَّ الأحوط استحباباً الاقتصار في الفدية على القمح والطحين، بخلاف الكفارة. م ـ 1014: إذا أفطرت الحامل المقرب أو المرضع خوف الضرر على الولد، وأخرت القضاء حتى حلّ شهر رمضان الثاني، وجبت عليها فديتان: الأولى: لأنها أفطرت خوفاً على ولدها، والثانية: لتأخير القضاء.
دفع الفدية في مكة ارتكب قضايا
والله تعالى أعلم.
دفع الفدية في مكة ظهر بمقطع
انتهى. وقال الشربيني الشافعي في الإقناع: وكلها - أي الدماء الواجبة في النسك - وبدلها من الطعام يختص تفرقته بالحرم على مساكينه، وكذا يختص به الذبح إلا المحصر فيذبح حيث أحصر ـ كما مر ـ فإن عدم المساكين في الحرم أخره ـ كما مر ـ حتى يجدهم، كمن نذر التصدق على فقراء بلد فلم يجدهم. انتهى. وقال الحجاوي الحنبلي في زاد المستقنع: وكل هدي أو إطعام لمساكين الحرم، وَفِدْيَةُ الأَذَى، وَاللُّبْسِ وَنَحْوِهِمَا، وَدَمُ الإحْصَارِ حَيْثُ وُجِدَ سَبَبُهُ ويجزئ الصوم بكل مكان. دفع الفدية في مكة ظهر بمقطع. انتهى. ولا يجوز إخراج القيمة في الكفارات عند الجمهور، وأجاز الحنفية إخراج القيمة في الكفارات كلها: جاء في الموسوعة الفقهية: وقد أجاز الحنفية وَالْمَالِكِيَّةُ التَّمْلِيكَ وَالإِْبَاحَةَ فِي الإِْطْعَامِ، وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنْ أَحْمَدَ، وَأَجَازَ الْحَنَفِيَّةُ مُنْفَرِدِينَ الْجَمْعَ بَيْنَهَا، لأَِنَّهُ جَمْعٌ بَيْنَ جَائِزَيْنِ وَالْمَقْصُودُ سَدُّ الْخُلَّةِ، كَمَا أَجَازُوا دَفْعَ الْقِيمَةِ سَوَاءٌ أَكَانَتْ مَالاً أَمْ غَيْرَهُ. انتهى. وبه يتبين لك أن ما فعله هذا الرجل من دفع القيمة لمساكين خارج الحرم مجزئ عند الحنفية، ولو أراد الخروج من الخلاف ـ وهو أحسن ـ فصام ثلاثة أيام أجزأه ذلك، ولو أراد الإطعام أجزأه أن يدفع ثلاثة آصع من طعام لستة مساكين لكل مسكين نصف صاع وبرئت ذمته بذلك عند المالكية والحنفية، ولا يكون آتيا بما وجب عليه عند الشافعية والحنابلة حتى يدفع هذا الطعام إلى مساكين الحرم، إلا إن كان قد ارتكب المحظور خارج الحرم، فإنه يجزئه الإطعام حيث ارتكب المحظور عند الحنابلة ـ كما مر.
تواضع الرسول كحاكم
على الرغم من كونه حاكماً على مكة ومحبوبًا من أصحابه، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يميز نفسه عن أصحابه، فكان يأكل مما يأكلونه، وكان يرتدي زيهم وكان يتحدث معهم بطريقة مهذبة، باختصار، كانت جاذبيته مبنية بالكامل على موقفه الودود والمحب الذي سحر كل من حوله بلا نهاية. الفدية. كانت قيادة الرسول بالقدوة
لقد كان دائمًا قدوة ومثالًا يحتذى به لأتباعه، في غزوةالخندق الشهيرة، التي كان بها نقصًا شديدًا في الإمدادات، وكان الجوع والمعاناة شائعين خلال تلك الغزوة، حيث جاء أحد الصحابة مرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم واشتكى من جوعه وأشار إلى حجر مثبت حول بطنه لمنع الجوع، حينها رفع النبي صلى الله عليه وسلم ردائه وأشار ليس إلى حجر واحد بل إلى حجرين مثبتين في بطنه. جاء إحساس الرسول بالاستحقاق
كمحرّر لجميع المظلومين والضحايا، كان بلال (رضي الله عنه) عبدًا حبشيًا، وبسبب هذه الحقيقة وحدها، فقد نظر إليه بازدراء وتعرض لمعاملة قاسية وسخرية شديدة، وبانضمامه إلى حضن الإسلام، أصبح شخصية مميزة في جميع الأوقات باعتباره أول مسلم يتولى مهمة الأذان على قمة الكعبة. أيضا، ألحق الصحابي خالد بن الوليد (رضي الله عنه) أضرارًا جسيمة، مرارًا وتكرارًا في مناوشاته مع المسلمين، ولكن عندما تاب واعتنق الإسلام، جعله النبي صلى الله عليه وسلم قائدًا محترمًا للجيش الإسلامي وخاطبه بلقب سيف الله، ومن ثم، كان الشعور بالاستحقاق والمنطق حاضرًا دائمًا في جميع أحكام نبي البشرية محمد صلى الله عليه وسلم.