ويأتي ذلك امتدادًا للمسار الذي أسسه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حيث اهتم بقطاع الآثار بعد تأسيس المملكة، ودعم البعثات الاستكشافية الأثرية التي كانت تزور البلاد، ودعم نشر الكتب المتعلقة بالآثار، واعتنى بالأماكن الأثرية، وأسس المتاحف الوطنية، بحسب قول أمين عام دارة الملك عبدالعزيز المكلف الدكتور فهد بن عبدالله السماري. وأفاد في حديثه لـ"واس"، بأن الرحلات الأثرية في مقدمة الوسائل التي تخدم الصناعة الأثرية، وتسهم في نشر ثقافتها وتوثيق معالمها، مبينًا أن دارة الملك عبدالعزيز عملت بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين على الاستفادة من شراكاتها مع الجهات الأجنبية وتزويدها بالصور الفوتوغرافية والوثائق التاريخية القديمة ذات العلاقة بالمملكة العربية السعودية والجزيرة العربية. وأوضح الدكتور فهد السماري، أن الدارة عملت على طباعة كتيب مترجم عن "رحلة إلى مدائن صالح" قام بها فريق علمي عام 1964م مكون من 28 شخصًا يمثلون: المملكة، وبريطانيا، وفرنسا، وهولندا، وألمانيا، وإيطاليا، وأمريكا، وسويسرا، سجلوا خلالها آثار مدائن صالح، وتاريخها، والمظاهر المعمارية، والنقوش التي رسمت على صخورها، ومعالم طريق الرحلة برًا من رابغ مرورًا بالعلا حتى المدائن ثم العودة بطائرة "الداكوتا" التي هبطت على أرض العلا الترابية في ذلك الوقت.
- صور طبيعية وأثرية بمدينة"العلا" و "مدائن صالح"
صور طبيعية وأثرية بمدينة&Quot;العلا&Quot; و &Quot;مدائن صالح&Quot;
خلال هذه الأيام تستعد منطقة العلا لاستقبال زوارها السياح من كل حدب وصوب، وبالذات بعد أن تمت إضافة مشروع طائرات الهليكوبتر لنقل السياح بين ربوع المنطقة، وتسهيل وصول السياح والزوار إلى كل المواقع التاريخية البازخة. وتعد منطقة العلا منطقة أثرية وثرية بالآثار، وتضم مدائن صالح التي كانت تعرف قديما بمدينة الحجر، وتحتوي على 53 مدفنا موزعة على تسعة جبال، كذلك تضم آثار مدائن صالح 153 واجهة صخرية منحوتة، وعددا من القلاع الإسلامية، وبقايا خط سكة حديد الحجاز. تقع مدائن صالح في مدينة العلا. وتتميز واجهات المدافن في مدائن صالح بتعدد أنواع البناء والمعمار، وتعد مدائن صالح من أهم حواضر الأنباط بعد عاصمتهم البتراء، وقد نزح الأنباط من شمال الجزيرة العربية واستوطنوا الحجر "مدائن صالح" في القرن الأول قبل الميلاد، والحجر اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة وتبوك، وورد ذكر الحجر في القرآن الكريم. وتستمد مدائن صالح أهميتها من ذلك التاريخ الحافل، لأنها كانت تقع على طريق التجارة القديم الذي كان يربط الممالك العربية مع الدولتين العظميين الدولة الرومانية والدولة الفارسية. والمهم الآن أن منظمة اليونسكو العالمية تفتخر بوجود منطقة العلا في قائمة التراث العالمي، وتعدها تحفة أصيلة من تحف المنظمة العالمية.
وقد هلك قوم ثمود بالرجفة كما في قوله تعالى {فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ{77} فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ{78}} 77، 78 الأعراف، وفي موضع آخر يذكر أنهم أهلكوا بالصيحة {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ{80} وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ{81} وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ{82} فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ{83}} الحجر.