ملخص المقال
قصة هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان مع رسول الله من أكبر الأدلة على سماحته وعفوه ولينه صلى الله عليه وسلم، فما تلك القصة؟ وكيف أسلمت السيدة هند؟ وقصة بيعتها
هند بنت عتبة
لقد كانت هند بنت عتبة من النساء اللاتي حاربن الإسلام طويلاً، ولسنواتٍ كثيرة، ولها ذكريات مؤلمة جدًّا في أذهان المسلمين، بل وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم شخصيًّا.
هند بنت عتبة.. من عدو للإسلام إلى مجاهدة في سبيل الله - تبيان
هي هند بنت عتبة بن ربيعة القرشية، اشتهرت بقوة شخصيتها وجرأتها، تزوجت من أبي سفيان وأنجبت منه أربعة أبناء، واشتركت معه في غزوة أحد إلى جانب المشركين ثأراً لأخويها الذين قتلوا في بدر، أغرت عبد يسمى وحشي بالمال حتى يقتل حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله، واكلت قطعة من كبده، أسلمت في اليوم الثاني لفتح مكة وحسن إسلامها، وشاركت في غزوة اليرموك مع زوجها إلى جانب المسلمين وظلت وفية بإسلامها حتى وفاتها في عام 13 هـ. هند بنت عتبة بريئة:
هند بنت عتبة كانت أحد النساء التي اشتهرن بقوة الرأي والشخصية، ولم تعامل في بيت أبوها كنساء عصرها بل كان يعتد برأيها، تزوجت من الفاكة بن المغيرة وأنجبت منه أبان بن حفص، وكان يشتهر الفاكة بكرمه وكان له بيت يستقبل فيه الناس ويضيفهم بلا موعد ولا استئذان.
فرضي الله عنها وأرضاها، وغفر لها ورحمها، إنه على كل شيء قدير [صور من سير الصحابيات، لعبد الحميد السحيباني]. أما الدليل على كونها بريئة من دم حمزة رضى الله عنه فهذا هو:
1 - أخرج البخاري في صحيحه (برقم 4072) وأحمد في مسنده (3/501) والبيهقي في الدلائل (3/241) والطبري في تاريخه مختصراً (2/516-517) وابن إسحاق بسند البخاري وحديثه، انظر ابن هشام (3/102-105)، من حديث وحشي نفسه الذي رواه عنه جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال:
خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار إلى الشام، فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله: هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة؟ قلت: نعم. وكان وحشي يسكن حمص، قال: فسألنا عنه فقيل لنا: هو ذاك في ظل قصره كأنه حَميت - أي: زق كبير مملوء – قال: فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير فسلمنا، فرد السلام، قال: وعبيد الله متعجر بعمامته ما يرى وحشي إلا عينيه ورجليه، فقال عبيد الله: يا وحشي أتعرفني؟ قال: فنظر إليه ثم قال: لا والله. إني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العيص، فولدت له غلاماً بمكة فكنت أسترضع له - أي أطلب من يرضعه - فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه فلكأني أنظر إلى قدميك - زاد ابن إسحاق: والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى، فإني ناولتكها وهي على بعيرها فأخذتك فلمعت لي قدمك حين رفعتك، فما هي إلا أن وقفت عليّ فعرفتها، قال الحافظ: وهذا يوضح قوله في رواية الباب (فكأني أنظر إلى قدميك) يعني أنه شبه قدميه بقدم الغلام الذي حمله فكأنه هو، وبين الرؤيتين قريب من خمسين سنة، فدل ذلك على ذكاء مفرط ومعرفة تامة بالقافة.