إن هذه الرغبة الجديدة التي ظهرت للمراهق لا يمكن
ممارستها هكذا بلا مراعاة لرغبة مقابلة من طرف آخر من
الجنس الآخر، كما أن هذا اللقاء الذي يهدف إلى الإنتاج
البشرى لا يمكن أن يتركه المجتمع بدون تنظيم، وهنا
يتعلم الطفل المحرم الأول بألاّ ينظر إلى أي فرد من
أفراد الأسرة على أنه يمكن أن يكون موضوعاً للإشباع
الجنسي لديه. ورغم
هذا كله فالرغبة جامحة والمشاعر غريبة وجميلة فى آن
واحد، لذيذة ومؤلمة.. ومن أجل أن يستمتع المراهق بهذه
الرغبة الجامحة دون أن يخالف المحظور أو المحرم ودون
أن يسيء إلى غيره يقوم بممارسة عادة الاستمناء،
فالمراهق يستكشف جسده ومقدرته الجنسية فى هذه التجارب
ويتدرب على ممارسة الاتصال الجنسي بواسطة التخيل
والاستحضار الذهني. عن عادة الاستمناء (العادة السرية)..
المراهق يفكر دائماً كيف ينال إعجاب الفتاة ويتوق إلى
انجذابها إليه، أما الفتاة المراهقة تعرف أن هذه اللذة
الجنسية لابد وأن تتم فى إطار ديني وأخلاقي مقبول أي
بالزواج لأن أعضائها الجنسية محصنة داخل جسدها ومستترة
بغشاء البكارة. لكن كيف يمكن للمراهق أن يتزوج وينجب
وينفق على أسرته قبل أن يتمكن من القيام بعمل يعود على
زوجته وأولاده؟ وكيف يمكن للفتاة أن تؤجل رغباتها
وتتعلم وتتدرب وتعمل وهى متزوجة فى سن مبكرة ومكبلة
بأعباء المنزل والأسرة؟ فالتأجيل مطلوب لكلا من الفتى
والفتاة، وعلى ذلك فإن مرحلة ما قبل الاستقرار للمراهق
تكون طويلة لأنه يتفرغ فيها لتحديد هويته وتحقيق قمة
النجاح فى الاستقلال التي تنتهي بالزواج.
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا.
* مقدمة:
إن النمو الجنسي يمر بمراحل التطور الجنسي التي تبدأ
من الطفولة حتى تصل إلى السلوك الجنسي السوي بعد سن
البلوغ. عند البلوغ – وهو ما يواكب مرحلة المراهقة –
لا يكون النمو الجنسي قد وصل إلى مرحلة السلوك الجنسي
السوي، بمعنى أن يكون هناك شعور بالميل إلى الجنس
نفسه. فالفتاة تكون معجبة بإحدى مدرساتها والفتى يكون معجباً
بإحدى أساتذته. وهذا الشعور بالميل لا يرتبط بالضرورة
بالرغبة الجنسية، ولكنه فى بعض الحالات قد يرتبط الأمر
الذي يؤدى إلى ما يسمى بالشذوذ الجنسي وهو نمط غير سوى
من الارتباط الجنسي. هذه الظاهرة لها عوامل نفسية عديدة، منها: نوعية
الحياة العائلية داخل محيط الأسرة ومدى الانسجام بين
الأب والأم، وبين الآباء والأبناء من ناحية أخرى..
وقد تكون هذه العوامل هامشية لا يتم الوقوف أمامها
كثيراً وقد تكون خطيرة تؤدى إلى انحرافات جنسية
وسلوكية عند الأبناء. المزيد
عن أنماط الانحراف الجنسي..
* الرغبة الجنسية:
الجنس يبدو لدى صاحبه أنه مصدر متعة، كما يندرج تحت
أنواع العلاقات التي توفر قدراً من الأمان العاطفي
والمادي للذرية، فالطفل والإنجاب هما الهدف الحقيقي من
العملية التناسلية. وهذا الأمر لا يدركه المراهق، فكل ما يهتم به هو ذلك
الكم الجارف من الرغبة الجنسية التي تجعله يبحث عن
الاقتراب من جسد آخر يلتحم معه.. حيث نضجت أعضائه
الجنسية وتطورت وظائفها وغمرت الرغبة الجنسية جسده.
وإذا تعمقنا فى حقيقة مرحلة المراهقة سنجدها أنها
مرحلة مخصصة "لانتشال" المراهق من حضن أبويه، فالطبيعة
قد تكون قاسية لكنه لابد وأن يأتى اليوم الذي يصبح
الطفل فيه شخصاً مستقلاً لم يعد بحاجة إلى أبويه، وقد
ينظر إليها الآباء على الجانب الآخر بأنه نوع من نكران
الجميل لكن هذا ما يحدث فى الطبيعة جمعاء. * فشل العلاقة الجنسية:
هذه المرحلة من مراحل التطور الجنسي تشكل مرحلة حرجة،
إذ أن اندفاع المراهق استجابة لرغبته الجنسية قد يؤدى
إلى تورطه فى علاقات جنسية غير سوية أو ارتباطات جنسية
عاطفية يكون فيها غير مستعد لتحويلها إلى ارتباطات
عائلية، ومن هنا قد يُساق إلى الإدمان على وممارسة
عادة الاستمناء كما سبق وأن رنا. ويجب أن يتذكر المراهقون أن العلاقات الجنسية فى هذه
المرحة لا تكون ناجحة بالنسبة للطرفين، فاهتياج الرغبة
الجنسية عند المراهق يكون مرتبطاً بسرعة قذف المنى،
بالإضافة إلى ما قد يسببه الشعور بالذنب أو الخوف من
مضاعفات ممارسة الجنس.. وهذه أمور تؤدى إلى سرعة
القذف وأحياناُ عدم انتصاب القضيب كلياً. وهنا يبدأ
الخوف و القلق
على القدرة الجنسية، ويمضى المراهق فى اختبار قدرته مع
أنثى بعد الأخرى، لكن النتيجة هي الفشل فى كل هذه
المحاولات.