ففي ذلك العهد ـ عهد السلف الصالح ـ يحدثنا التاريخ الإسلامي عن أعلام أهل البيت النبوي، أنهم كانوا يستشعرون الحزن كلما هلّ هلال محرم، و تفد عليهم وفود من شعراء العرب، لتجديد ذكرى الحسين (عليه السلام) لدى أبنائه الأماجد. وقد ألقوا روائع في فن الرثاء والتسلية والتذكير بأُسلوب ساحر أخاذ، فظل شعرهم خالداً رغم كرّ العصور. فقد كان الشاعر العربي «الكُميت بن زيد الأسدي» من شعراء العصر الأموي و المتوفى سنة 126 للهجرة قد جعل معظم قصائده في مدح بني هاشم وذكر مصائب آل الرسول (عليهم السلام)، حتى سميت قصائده «بالهاشميات» و كان ينشد معظمها في مجالس الإمام الصادق و أبيه الباقر محمّد و جدّه علي بن الحسين (عليهم السلام). مظاهر عزاء آل البيت في العصر الأموي - شفقنا العربي. ومن تلك القصائد التي ألقاها بين يدي الإمام علي بن الحسين السجّاد (عليه السلام) قصيدته المشهورة التي مطلعها:
من لقلب متيم مستهام *** غير ما صبوة ولا أحلام
وقتيل الطف غودر عنه *** بين غوغاء أمة وطغام
قتلوا يوم ذاك إذ قتلوه *** حاكماً لا كسائر الحكام
قتل الأدعياء إذ قتلوه *** أكرم الشاربين صوب الغمام
ولهت نفسي الطروب إليهم ***ولهاً حال دون طعم الطعام. فلما بلغ آخرها حتى قال السجاد (عليه السلام) له «ثوابك نعجز عنه، ولكن الله لا يعجز عن مكافأتك» فقال الكميت: سيدي إن أردت أن تحسن إليّ فادفع لي بعض ثيابك التي تلي جسدك أتبرّك بها، فنزع الإمام ثيابه ودفعها إليه ودعا له.
- مظاهر عزاء آل البيت في العصر الأموي - شفقنا العربي
مظاهر عزاء آل البيت في العصر الأموي - شفقنا العربي
الثلاثاء 26-04-2022 06:30 مكة المكرمة
جدول البث
كليب حسيني بمناسبة ذكرى مصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام من كلمات الشاعر كرار حسين الكربلائي وأداء الرادود محمد الجنامي.