زوج وزوجة منفصلان منذ أشهر، في سيّارة واحدة. يتشاجران، يصرخان، الزوج فاقد أعصابه والزوجة خائفة بعدما رأت المسدس بيد زوجها. يتوقّف السير في الزحمة. يطلق الرجل النار على خصر زوجته، تردد الأخيرة "أنا متت" فيكمل عليها ويطلق طلقة ثانية في رأسها فيرديها. يسير بالجثة ويرميها من أعلى الطريق إلى واد قريب ويغادر. يستحمّ ويحلق شعره وذقنه ويسلّم نفسه لمخابرات الجيش، وبعد سنتين من جريمته يصدر حكم مبرم بسجنه 25 عاماً. اسم الزوج القاتل جان ديب، واسم الزوجة الضحية نسرين روحانا، أما تاريخ حصول هذه الجريمة ومكانها، ففي 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2014 في منطقة نهر إبراهيم اللبنانية (شمال بيروت). لماذا نكتب اليوم عن القضية؟ لأنّ برنامج "عاطل عن الحرية" الذي تعرضه قناة MTV اللبنانية خصص حلقته مساء الأحد لقصة جان ديب. قصة جان وحده، لأن الرأي الآخر غائب، الرأي الآخر قتل في نهر إبراهيم عام 2014. بدأت الحلقة ــ كما هي عادة البرنامج ــ بمشهد تمثيلي لقصة جان (الممثل هشام أبو سليمان) ونسرين (الممثلة زينة زيادة)، يتشاجران. نكتشف من أول دقيقتين أن جان يشكّ في أن زوجته تخونه وأنّه مدمن على المخدرات ويصرف راتب زوجته على شراء المواد المخدرة.
- عاطل عن الحريه السرقه
- عاطل عن الحرية 2021
عاطل عن الحريه السرقه
السبت 06 أيلول 2014 15:59 إعلام علم موقع الفن، أن برنامج عاطل عن الحريّة قد تغيّر توقيت عرضه من الأحد إلى الثلاثاء الساعة العاشرة إلا رُبعاً مساء. وقد جاء التغيير نتيجة بداية فصل الخريف، وبدء شبكة برامج جديدة على الأ أم تي في.
عاطل عن الحرية 2021
ثم تتسارع الأحداث، تروي الخادمة أنّ الجيران تجمّعوا والشرطة حضرت وألقت القبض عليها، ثم اختلقت قصة غير حقيقيّة في المحكمة، إلا أنّها حوكمت بالسجن المؤبد منذ العام 1998 لأن كلّ الأدلّة كانت ضدّها. البرنامج حاول الوصول إلى عائلة المغدورة، ليتبين أنّ الزوج مات بعد زوجته بفترة وجيزة، وأولادهما سافروا إلى فنزويلا، إلا أنّ البرنامج أكّد أنه حصل على إذن بعرض الحلقة دون ذكر اسم المغدورة، التي لم تتمكّن من الدفاع عن نفسها، بعد أن قتلت بيد قاتلة أعطاها البرنامج الحق في رواية تفاصيل جريمة لم يكن ثمّة شاهد عليها، وقام ممثلون بتجسيد الجريمة وترسيخ في ذهن المتلقّي صورة عن قتيلة ليست سوى مجرد نموذجاً سيئاً لربات المنازل اللواتي يدفعن الخادمة إلى ارتكاب جريمة بسبب سوء معاملتهن. قد تكون القتيلة واحدة من هذه النماذج وقد لا تكون، خصوصاً أن الخادمة اعترفت أنّها حاولت قتل زوج الضحيّة رغم معاملته الطيبة معها، إلا أنّ البرنامج عرض وجهة نظر واحدة، جانباً واحداً من الحقيقة، وبقيت الضحيّة في عيون المشاهدين مذنبة شاركت في الجريمة، عندما دفعت خادمتها إلى قتلها. 17 سنة قضتها القاتلة المحكومة بالسجن المؤبّد وراء القضبان، لم يزرها أحد، لم تعرف أي شيء عن عائلتها التي تقول إنّها قدمت إلى لبنان لتعيلها، ولم تفلح الجمعيات التي تواصلت معها طوال هذه المدّة في العثور على أثر لعائلتها.
وحده سجن «بربر خازن» في بيروت الذي لا يعاني من هذه المشكلة، حيث يبلغ عدد المساجين فيه 50، بينما هو يتسع لنحو الـ80 شخصا. ويرى سمير يوسف أن المستشارين القانونيين والنفسيين الذين يستضيفهم في حلقات برنامجه، يلعبون دورا بارزا في توعية المشاهد بهذا الشأن، بحيث لا يتورطون بجرائم وأفعال قد تودي بأحلامهم وبمستقبلهم إلى مهب الريح. وأشار إلى أنه لكون نسبة الجريمة في لبنان ارتفعت في الآونة الأخيرة، لأسباب عدة، بينها الفلتان الأمني وعدم تطبيق القوانين، كان لا بد من تناول هذا الموضوع لتسليط الضوء على مرتكبي هذه الجرائم والوقوف على الدوافع التي آلت بهم إلى ارتكاب جرائمهم.