شرح حديث من سن في الإسلام سنة حسنة، يعرف الحديث النبوي الشريف بأنه هو كل ما ورد عن ريول الله محمد " صلى الله عليه وسلم " من قول أو فعل أو تقرير أو صفة تناقله الصحابة "رضوان الله عليهم"، حيث يقول الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم ": "من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة". يعتبر هذا الحديث حدبث صحيح، وهو يدل على شرعية إحياء السنن والدعوة إليها، والتحذير من البدع والشرور؛ لأنه يقول: من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً. وهذا مثل الحديث الذي رواه أبو هريرة عن النبي أنه قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً، وهكذا حديث أبي مسعود الأنصاري ، يقول النبي: من دل على خير فله مثل أجر فاعله. النبذة الحسنة في معنى حديث: (من سن في الإسلام سنة حسنة). فمعنى (سن في الإسلام) يعني: أحيا سنة وأظهرها وأبرزها مما قد يخفى على الناس فيدعو إليها ويظهرها ويبرزها فيكون له من الأجر مثل أجور أتباعه فيها، وليس معناه الابتداع، ليس معناه أنه يبتدع في الإسلام بدعة حسنة، لا، كل بدعة ضلالة، يقول: كل بدعة ضلالة.
شرح حديث: من سن سنة حسنة فله أجرها
[٦] ثم رأى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن يجمع الناس ليصلوها جماعة ففعل الصحابة ذلك، واجتمعوا على إمام واحد لصلاة قيام رمضان، فهو -رضي الله عنه- قد سن في الإسلام سنة حسنة؛ لأنه أحيا سنّة كانت قد تُركت. [٦]
المراجع ^ أ ب "حديث من سن" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 24/3/2022. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جرير بن عبد الله البجلي، الصفحة أو الرقم:704، صحيح. ↑ رواه أحمد بن حنبل، في مسند أحمد، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:237. ^ أ ب شرح مسلم، شرف الدين النووي ، صفحة 104. بتصرّف. حديث من سن في الاسلام سنة حسنة. ↑ أبو حفص عمر بن شاهين، الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك ، صفحة 73. بتصرّف. ^ أ ب ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين ، صفحة 344. بتصرّف.
النبذة الحسنة في معنى حديث: (من سن في الإسلام سنة حسنة)
والشريعة - رعاك الله - لا تؤخذ مجزأةً مفرقة كل حديثٍ يفهم فهمًا مستقلًّا، بل تفهم النصوص مجتمعةً، يفسر بعضها بعضًا، وإذا أخذت مجزأة انحرفت فيها الفُهومُ وضلَّت، وقد أخذ بعضهم حديثًا من هذا الباب وفهموا منه جواز إحداث العبادات والأعمال الصالحة في نظرهم التي لم يأتِ بها الشرع، وتركوا بقية أحاديث الباب التي ذكرتها مفسرةً للمعنى الصواب.
شرح حديث جرير: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها»
وقد قال الرسول ﷺ: قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين متفق على صحته من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، والناس لما رأوا هذا العالم قد وفر لحيته ودعا إلى ذلك تابعوه، فأحيا بهم السنة، وهي سنة واجبة لا يجوز تركها، عملا بالحديث المذكور وما جاء في معناه، فيكون له مثل أجورهم.
رواه مسلم. قوله: «مُجْتابِي النِّمارِ» هو بالجيمِ وبعدَ الألفِ باءٌ موحَّدةٌ، والنِّمارُ: جمعُ نَمِرةٍ، وهي: كِساءٌ من صوفٍ مخطط، ومَعنَى «مُجْتابِيها» أي: لابسيها قد خَرقُوها في رؤوسِهم. و«الجوب»: القَطعُ، ومنه قولُه تعالَى: ﴿ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴾ (الفجر: 9)؛ أي: نَحتوه وقطَعوه. وقوله: «تمعَّرَّ»: هو بالعين المهملة، أي تغيَّرَ. وقوله: «رأيتُ كومينِ» بفتح الكافِ وضمِّها؛ أي: صُبْرتَينِ. وقولُه: «كأنَّه مُذْهبَةٌ» هو بالذَّال المعْجَمةِ، وفتحِ الهاءِ والباءِ الموَّحدةِ. قاله القاضي عياض وغيرُه. شرح حديث من سن سنة حسنة. وصَحَّفه بعضُهم فقال: «مَدْهُنةٌ» بدالٍ مُهملةٍ وضمِّ الهاءِ والنونِ، وكذا ضبَطه الحُميدِيُّ، والصَّحِيحُ المشهورُ هو الأوَّلُ. والمرادُ به على الوَجهينِ: الصَّفاءُ والاستِنارةُ. قَالَ العلَّامةُ ابنُ عثيمينَ - رحمه الله -:
ذكرَ المؤلِّفُ - رحمه الله - في باب من سَنَّ في الإسلامِ سُنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها حديثَ جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، وهو حديث عظيم يتبين منه حرص النبي صلى الله عليه وسلم وشفقتُه على أمَّته صلوات الله وسلامه عليه، فبينما هم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول النهار إذا جاء قومٌ عامتهم من مضر أو كلُّهم من مضر مُجتابي النِّمارِ، مُقلَّدي السيوف رضي الله عنهم، يعني أن الإنسان ليس عليه إلا ثوبه قد اجتباه يستر به عورته، وقد ربطه على رقبتِه، ومعهم السيوفُ استعدادًا لما يؤمرون به من الجهادِ رضي الله عنهم.
[2] من 1-9 مستفاد من شرح النووي على صحيح مسلم 7/ 102 وما بعدها. [3] شرح النووي على صحيح مسلم 7/ 104.