وثَمَّة درس آخر قدَّمتْه الزوجة الوفية (أم حكيم)، فليس حب الزوجة لزوجها شأنًا من شؤون الدنيا فحسب، بل هو شأن من شؤون الآخرة بالدرجة الأولى، وصدق الله العظيم، الذي وجه إلى هذه الحقيقة في قوله - عز وجل -: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]؛ فالحب الباقي والخالد هو الحب في سبيل الله؛ دنيا وآخرة. وهكذا كانت الزوجة الوفية والصحابية الجليلة ( أم حكيم بنت الحارث)!
- كلام عن الوفاء بين الزوجين
كلام عن الوفاء بين الزوجين
الإخلاص.. الأمانة.. ما عدت أفقه معنى لهذه الكلمات لأن عقلي تسمم. إن المرأة لا تهزأ من الحب ولا تسخر من الوفاء إلّا بعد أن يخيب الرجل آمالها. الرجل بصراحته في القول وإخلاصه في العمل. إذا أحببت شيئاً فأطلق سراحه، فإن عاد فهو ملك لك للأبد. أوفى حب لدى البشر هو حب الطعام. لسانك موقفك فلا تهنه ولا تكثر في وعد لا تستطيع الوفاء به أو وعيد لا يجد ما يدعمه في قدرتك. أمهل الوعد وعجل بالوفاء. الجود يذب الموجود والوفاء تحقيق الموعود. لا تحزن إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلى قلبك، فسوف تجد من ينزع السهم ويعيد لك الحياة والابتسامة. لو ألقمته عسلاً عض إصبعي. لا ترمِ حجراً في البئر التي شربت منها. الإنسان بدون وفاء وإخلاص، للأسف الشديد جسم بلا قلب. الحبّ لا يُقاس بعدد الساعات التي كلّمك فيها بالبطاقات الهاتفيّة، بل بالزمن الذي في انتظاره، كنتِ تحسبين الأشهر والأسابيع والأيّام بالساعات، وحده الوفاء يملك عدّادًا دقيقًا للوقت، إنّه النخاع الشوكي لذاكرة العشاّق. شعب لا يعرف الوفاء شعب لا يعرف التقدم. الوفاء من شيم الكرام والغدر من صفات اللئام. لا تصاحب ثلاثة متكبر، جاهل، خائن.. وأعطي الناس ثلاثة المحبة، الوفاء، الإخلاص
كم تمنيناكِ فلما صرتِ لنا صرتِ لغيرنا، ثم أنتِ كما أنتِ لا وفاء فيك لأحد.
بعض الناس يخطئ حين يفصل نفسه تماماً عن زوجه: إن مرضت أو كثر أولادها وتقدم عمرها وذهب جمالها.. يجنح الى رفاقه وأصحابه فيخرج معهم ويسهر ويلهو ويلعب ويهجر زوجه ويهملها.. لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يجور على حق زوجه ولو بالعبادة. قال سلمان لأبى الدرداء إِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِى حَقٍّ حَقَّهُ. * قلت ومن وفاء المرء لزوجه وإكرامه لها:- إكرام أبويها والسؤال عنهما وقضاء حوائجهما وإعانتها على برهما والتودد الى ذوى أرحامها إكراماً لها قال النبى صلى الله عليه وسلم « « إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ وَهِىَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا أَوْ قَالَ ذِمَّةً وَصِهْرًا ». هاجر أم إسماعيل الجد الأعلى لرسول الله من مصر ومارية أم ابراهيم ابن النبى صلى الله عليه وسلم من مصر وصى النبى بالإحسان الى أهل مصر إكراماً لهما وهذا من كرم الأخلاق التى كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت ووفاء المرء لزوجه لا يكون فقط حال الحياة:- حسن الصحبة والمعاشرة بالمعروف وحسن العهد والحلم والستر وكف الأذى بين المرء وزوجه يدوم حال قيام الزوجية ويدوم إن حصل طلاق أو فراق الوفاء بين المرء وزوجه يدوم حتى بعد الممات وإن شئت فاقرأ فى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.