ماذا نتعلم من قصة نشأة النبي محمد؟ ، ولد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الإثنين بتاريخ الثاني عشر من شهر ربيع الأول الموافق بالميلادي الثاني والعشرون من شهر إبريل عام 571 م في مكة المكرمة، وتوفي صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول في العام 11 للهجرة الموافق 633 ميلادي من شهر حزيران، ولكن كيف نشأ عليه الصلاةُ والسلام وما هي الدروس المستفادة من قصة نشأته؟. نشأة النبي محمد
عاش النبي صلى الله عليه وسلم يتيمًا إذ توفيت أمه قبل أنّ يبلغ سن السابعة من عمره، أما والده فالراجح أنه توفي قبل ولادته وقيل أيضًا توفي لعد ولادته بسبعة أشهر، والله أعلم، وشاء الله عز وجل أنّ يعيش النبي عليه الصلاةُ والسّلام في كنف جده عبدالمطلب الذي تكفل برعايته ويذكر أنه كان يُحبه حبًا شديدًا وكان يصطحبه معه أينما ذهب ويجلسه مجالس الرجال، وفي آخر أيام حياته أوصى عبد المطلب أبناءه بمحمد وأوصى أنّ يكفله عمه أبو طالب، بعد وفاة عبدالمطلب نفذ أبو طالب الوصية وكفل سيدنا محمد وأحبه أكثر من أبنائه، واصطحبه معه لعدة بلدان وعلمه التجارة. وخلال فترة شبابه لم يقترف سيدنا محمد منكرًا من منكرات أهل الجاهلية كشرب الخمر والزنا وعبادة الأصنام، وقد عمل صلى الله عليه في رعاية الأغنام لأهل مكة مقابل أجر زهيد ولكن حينما كبر عمل بالتجارة وكان يُعرف بصدقه وأمانته [1] [2].
- ابو النبي محمد قصير
ابو النبي محمد قصير
2) ذكر أخونا المفضال أن للسيوطي رسالة في هذا الموضوع، والحقيقة أن للسيوطي رحمه الله تعالى في هذا الموضوع ست رسائل كاملة ، قتل فيها الموضوع بحثا ودراسة، بما لا حاجة لكلام بعده، وقد تنوعت طريقته في هذه الكتب ، حتى إن أحدها هو مقامة أدبية رائعة ، ومما يحضرني الآن من أسماء كتبه: التعظيم والمنة في أن أبوي المصطفى في الجنة ، والمقامة السندسية في الآباء العلية. وبالله التوفيق
وقد عاش محمد صلى الله عليه وسلم مع جده (عبدالمطلب) الذي أحبه وقرَّبه إليه، وكان يأخذه معه إلى الكعبة وسط أعمامه، ويجلسه بجواره، ويربت على ظهره بحب، وقد مات عبدالمطلب ومحمد صلى الله عليه وسلم ما يزال في الثامنة ولم يرث شيئًا، فأخذه عمه (أبو طالب) - كبير بني هاشم، وصاحب المكانة الرفيعة في مكة - برغم أن أعماله التجارية كانت في هبوط، وأحب أبو طالب محمدًا صلى الله عليه وسلم حبًّا كبيرًا، وكذلك أحبه أعمامه [10]. ونهض (أبو طالب) بحق ابن أخيه على أكمل وجه، وضمه إلى ولده، وقدمه عليهم، واختصه بفضل احترام وتقدير، وظل فوق أربعين سنة يعز جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويصادق ويخاصم من أجله [11].