أما العراق، فيكفيني أستاذي (خالد القشطيني)، وهو أبلغ من يتكلم عنه. أما ليبيا، فيا عيني عليها - أو حدث ولا حرج - بلد كبير، وسكانه قليلون، وثروته طائلة، ليأتي مراهق عسكري شبه أمي على ظهر دبابة ليعيث به أكثر من (40) سنة. نـــــارك... ولا جنـــــة هلـــــي. والسودان بلد (النيلين)، والبلد المفترض أن لا يكون سلة غذاء العالم العربي فقط، ولكن سلة أفريقيا برمتها، ها هو من سنة (56) وهو من (حفرة إلى دحديره)، وهو الآن بالكاد يأكل أهله. هناك بلاد كثيرة في العالم استُعمرت واستفادت من مستعمريها، وتجاوزت عقدة الشعور بالنقص، ونهضت دون شعارات وادعاءات. فلماذا نحن فقط كُتبت علينا المهانة والغباء؟! وكأنني ببعض من عاصروا أيام الاستعمار، واكتووا بعد خروجه بما يدعى زورًا وبهتانًا بالاستقلال، كأنني بهم يطربون ويغنون بحسرة مع المطربة التي تقول: نارك ولا جنّة هلي.
نارك ولا جنة هلي
سرمد الجراح
في يوم القيامه الموعود, بدأت محاسبة الخلائق, وعندما جاء سره العراقيين, أمر الرب بجلب شخص واحد من بين كل مليون مواطن لمحاسبته, لأنهم متشابهون في الحياة والممات وحتى في تاريخ الولاده
فجيئ بأحدهم ليحاسب عن المليون اللذين خلفه
الرب: أنته عراقي؟
العراقي: (بينه وبين نفسه: لا هوايه تعرف الغيب). إي عراقي قابل نرويجي
الرب: لاتدردم تره أحطك ويه أعضاء البرلمان بالسبتتنك. احجي شسويت بدنياتك, غير اللواكه واللطم
العراقي: ربي غير اتلوك وأداري خبزتي, وألطم حتى الحسين يرضى عني وبلكي يقنعك تغفرلي وتذبني بالجنه
الرب: اولا الحسين كاعد بالجنه وساد بابه وكاتب قطعه لا تزعجوني, ومايريد يشوف خلفكم, وثانيا انته شقدمت للبشريه
العراقي: هاي غير ورطه, عمي انته قابل خالقني بطوكيو حتى تسألني هيج سؤال. بولجاريات8- نارك ولا جنة هلي - الصفحة 2. شو شامرني بعفج, حافي وماعندي عشه
الرب: مو انطيتك عقل تفكر بيه ليش ماحاولت تغيير من وضعك
العراقي: حاولت هوايه, لكن انته ماناطيني موهبة اللواكه العلنيه
الرب: هاي شنو النوب
العراقي, اكو نوعين لوكيه بالعراق, لوكيه بالسر يعني بينهم وبين المسؤول, وهذوله ماكو اكثر منهم, بس لواكتهم ما توكلهم خبز. اما اللواكه العلنيه فهذي الموهبه تخلي صاحبها يصير بوق ودنبك ودف للمسؤول بدون خجل او خوف
الرب: ديلله هذا شتحجي وياه, يدور مواهب, على اساس لو مسويه لاعب تنس بعفج, جان اخذ ومبلدون.
بولجاريات8- نارك ولا جنة هلي - الصفحة 2
| مشاهدات: 1283 | مشاركات: 0 | 2014-02-09 12:21:25 | نـــــارك... ولا جنـــــة هلـــــي مال الله فرج
مشاكسة
لعل من
غرائب وخرائب هذا الزمان المدان قدرته الفائقة على جمع الاضداد وانتاج اجيال محسنة
من مختلف اساليب السرقة والاحتيال بأغطية شرعية تمتلك فاعلية الحصانة ضد الاجراءات
القانونية، الى جانب القدرة الهائلة على الجمع بين متناقضات ثلاثية الابعاد باتت
تمثل في معظم البلاد القاسم المشترك لمصائب العباد تلك هي (الثروات والمسؤولين
والفساد). فهنالك
في العالم والمنطقة دول تطفو على بحار من الثروات الخيالية، يقابل ذلك مسؤولون
يطفون هم ايضا على بحار من الامتيازات والفساد والمرتبات المليونية، بينما تطفو
الشعوب الحائرة في تلك البلدان السادرة على بحار من الفقر والجوع والحرمان وهي
تفتقد برغم ثراء بلدانها رغيف الخبز والمأوى والامان.
كلمات اغنية يا ذا الحمام سهى المصري
ولك مو جنت اشوفك كاضي وكتك كله بالكهاوي تلعب بخشمك. هسه كلي شلون جنت قابل بعيشتك الزفره
العراقي: -هذا شبيه لوما هوه قاسم هالعيشه إلي-. ربي يمعود مو انته جبتني وحطيتني بنص هل المزبله, شسوي يعني؟ وجنت يوميه اندعيلك بلكي توفقني لو ترزقني, وانته مطنشني
الرب: ولك انته مخبل؟ شفتني فد يوم نزلت وساعدت احد؟ مو كل البشر اللي صار براسهم خير, اشتغلوا واعتمدوا على نفسهم. بس اريد اعرف ليش قبلت بهل عيشه؟
العراقي: صبرت, مو انته كايل, إن الله مع الصابرين. الضاهر بهاي انضربنه بوري معدل, لأن كلما نصبر كلما يطيح حظنه أكثر
الرب: صدك دماغ ماعدكم, أكو فرق بين الصابر المجبور, وبين الساكت والراضي بطيحان الحظ, مايفيد بيكم, يله دروح على جنة العراقيين وخلصني
العراقي: ربي سمعت يكولون جنة العراقيين كلها عجاج ومابيها كهرباء!! عود ليش
الرب: مو بس هاي ومخليلكم المقتل, حتى تلطمون دوم, لأن سويت لكل بلد جنه من الاشياء اللي جانوا متعودين عليها ويحبوها, حتى ما يضوجون ويصير بيهم هوم سك, وسويت النار من الاشياء اليكرهوه وما يحبوها
ألعراقي: زين ربي ممكن سؤال, شنو يكرهون الهولنديين
الرب: يكرهون الغش والكسل والوساخه والمطر
العراقي: كل هل النعيم بجهنمهم, ربي دخيلك ربي, وديني لجهنم الهولندين, لأن اليكرهوه هذوله هوه الجنه مالتنه.
نـــــارك... ولا جنـــــة هلـــــي
سجل
صفحات: [ 1] للأعلى
ولأن
الطرائف والنوادر والحواديت الشعبية خارقة الذكاء والسخرية والتهكم والازدراء لا
تدع مثل هذه الغرائب والخرائب ثلاثية الابعاد تمر دون ان توثق نقدها لها وادانتها
الساخرة لابطالها باطرف واظرف النوادر والحكايات التي تشير باصابع الاتهام إلى تلك
الرزايا فقد تداولت الذاكرة الشعبية النقدية الذكية مؤخرا حكاية لطيفة حول ممارسات
غير نظيفة وباساليب غير شريفة. تقول
الذاكرة الشعبية في عرضها للقضية عبر حكايتها الكوميدية ان رجلا معدما من مواطني
احدى الدول النفطية الثرية التي تتفاخر بثرائها وبعائداتها الكبيرة وبقدراتها
(الدبلوماسية) الفائقة في التدخل بشؤون دول المنطقة وشراء المواقف السياسية وتصدير
الفوضى اليها وقد قضى جل حياته تحت مستوى خط الفقر يقتات على فضلات الآخرين ويقبع
في القعر، عثر ذات يوم مصادفة على مصباح علاء الدين، وما ان فركه باصابعه المتعبة
حتى خرج المارد منه اسرع من الصوت والضوء صارخا بوجهه (شبيك لبيك عبدك بين يديك
اطلب يا سيدي وتمنى).