عُبِّر عن هذه الفكرة إعلاميا بمصطلح "تجديد الخطاب الديني"، الذي نظر إليه تيار المشايخ والعلماء المسلمين السائد نظرة ارتياب وخوف، مخافة أن يجرف في طريقه أُسسا ثابتة في الإسلام. واللافت، بحسب ما يرى بعض المتابعين لهذا الشأن، أن في الوقت التي تُخاض فيه المعارك حامية الوطيس حول إيمان الملحدين وغير المسلمين، فإن الكثير من رموز "التجديد الديني" أنفسهم طالبوا بتكفير أعضاء الجماعات الإسلامية بدعوى العنف، بل ويغضبون ممَّن يترحَّمون على قادة هذه الجماعات ممن لم يتورَّطوا في العنف، بل إن الأمر وصل إلى حد تعرُّض أولئك الذين ترحَّموا على الرئيس المصري الراحل محمد مرسي لهجوم إعلامي غير مسبوق، كما حصل مع لاعب الكرة محمد أبو تريكة. تضم قائمة رموز تجديد الخطاب الديني العديد من الأسماء، لعل أشهرها الشيخ الأزهري خالد الجندي، المُقرَّب من النظام والمُصدَّر في القنوات الرسمية للدولة، وبالمتابعة فإننا سنجد أنه لا يُبدي حرجا في دعم الترحم على غير المسلمين، ويساوي بين طلب الرحمة للحي والميت والمسلم وغير المسلم على حدٍّ سواء، ويتفق معه كذلك الأزهري رمضان عبد المعز، الذي صرَّح بتجويز الأمر كذلك، وقد بلغ قُرب عبد المعز من النظام الحاكم إلى حد اختياره هو فقط لتمثيل الجانب الديني في مسلسل "الاختيار"[3].
الترحم على غير المسلمين - طلب الرحمة عند الموت - أحكام إسلامية عن الميت - لمن تجوز الرحمة؟
فالشرك من الكبائر ووعد الله حق فقد وعد الله المشركين بجهنم وهذا المصير لاحياد عنه فلا يمكن لعبد من عباد الله أن يطلب الرحمة لمن أشرك ثم أنه هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون!
متفق عليه. وننبه السائلة إلى أننا لم نقف على حديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم مشى في جنازة اليهودي، وإنما المشهور أنه صلى الله عليه وسلم قام لجنازة يهودي، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: مرت جنازة، فقام لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم وقمنا معه، فقلنا: يا رسول الله؛ إنها يَهُودِيَّةً! فَقَالَ: إِنَّ الْمَوْتَ فَزَعٌ، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا. حكم الترحم على غير المسلم. وهذا لفظ مسلم. ولفظ البخاري: مر بنا جنازة، فقام لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، فقمنا به، فقلنا: يا رسول الله، إنها جنازة يهودي! قال: إذا رأيتم الجنازة فقوموا. وراجع الفتويين رقم: 43001 ، ورقم: 66462. والله أعلم.