ولا يرد بأسنا أي عذابنا. عن القوم المجرمين أي الكافرين المشركين.
تفسير {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ} - موقع الصــفاء والإصــفياء
– والآية الكريمة التي بين أيدينا " حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ …… " ربما يستشهد بها بعض المستشهدون ويضعونها في غير موضعها ، وخاصة إذا حمي الوطيس واشتدت المواجهة بين الحق والباطل وكان للباطل دولة. والحقيقة أن تفسير هذه الآية له وجوه عدة ، آثرت أن أضع مُجملها في بداية الحديث كقاعدة يُبنى عليها ، وذلك لتهيئة ذهن القارئ لاستقبال ما بعدها من تفاسير المفسرين جزاهم الله جميعاً عنا خيراً. – أولاً: مُجمل ما ورد في قوله تعالى " اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ " حيث جاء تفسيرها على وجوه عدة:-
1- قوله تعالى: " اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ " أي يئِسوا من إيمان قومهم وأيقنوا أن قومهم كذبوهم. 2- أو خشوا تحول من آمن من قومهم ونكوصهم بعد إيمانهم. 3- أو وظن قوم الرسل أن الرسل قد كذبوا ( بفتح الكاف والذال مُخففاً) ، لما رأوا من تفضل الله عز وجل في تأخير العذاب. 62ـ ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾. 4- أو قرُب أن يتسلل ذلك إلى نفوس الرسل ( دون ترجمته إلى أقوال أو أفعال). 5- أو أن الرسل كانت تخاف بُعد تحقيق ما وعدهم الله به من النصر والتمكين ، فهم يوقنون بأن وعد الله تعالى كائن لا محالة ولكن الخوف كان من أن يطول عليهم الابتلاء. 6- أو ظن الرسل أن الله تعالى أخلف ما وعدهم إياه ، بالانتصار على الباطل وبالتمكين ، وذلك لتطاول الزمن أو لانتفاش الباطل وأهله.
دفن الخصوم أحياء
واجه الخليفة أبو جعفر المنصور ثورة خطيرة من العلويين بقيادة محمد بن الحسين بن على بن أبى طالب (المعروف باسم محمد النفس الذكية).. ولكن الخليفة تمكن من هزيمة الجيش العلوى عام 145هجرية، وقبض علي محمد النفس الذكية وذبحه.. وأما الأسرى فقام الخليفة بدفنهم أحياء!! (تاريخ الرسل والملوك دار المعارف القاهرة 1976)..
الإعدام باستخدام الخازوق
يعتبر الخازوق من أبشع وسائل التعذيب، وهو من إختراع الأتراك العثمانيين.. وقد إستخدمه العثمانييون على نطاق واسع في مصر.. وكان الخازوق يدخل من فتحة الشرج ويخرج من الكتف الأيمن.. والجلاد الماهر هو الذى يتمكن من جعل الخازوق يتجنب المساس بالأجزاء الحساسة فى الجسم (مثل القلب والرئتين). والهدف من ذلك هو إبقاء الضحية حيا مدة طويلة، وذلك حتى يستمر العذاب لأطول فترة ممكنة!!. صلاة العيد واجبة على النساء عند الشيعة - جريدة الساعة. وكان الجلاد الماهر يتم مكافأته، ولكن إذا مات الضحية بسرعة فكان الجلاد نفسه يتم خوزقته عقابا له على إهماله!. (موسوعة العذاب، عبود الشالحى، بيروت). سلخ جلود المعارضين وهم أحياء
روى إبن الأثير أن الخليفة المعتضد قام بسلخ جلد محمد بن عباده حيا (أحد قادة الخوارج) كما تسلخ الشاه.. وهذه من أشنع صنوف التعذيب..
كما روى إبن الأثير أيضا أن الخليفة المعز لدين الله الفاطمى قد سلخ جلد الفقيه الدمشقي أبو بكر النابلسي حيا!
62ـ ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾
ذلك كي لا يكون النصر رخيصًا؛ فتكون الدعوات هزلًا؛ فلو كان النصر رخيصًا، لقام في كل يوم دَعِيٌّ بدعوة لا تكلفُه شيئًا أو تكلفُه القليل، ودعوات الحق لا يجوز أن تكون عبثًا ولا لعبًا؛ فإنما هي قواعد للحياة البشرية ومناهج، ينبغي صيانتها وحراستها من الأدعياء، والأدعياء لا يحتملون تكاليف الدعوة؛ لذلك يشفقون أن يدَّعوها، فإذا ادَّعوها عجزوا عن حملها وطرحوها، وتبيَّن الحق من الباطل على محكِّ الشدائد التي لا يصمد لها إلا الواثقون الصادقون الذين لا يتخلون عن دعوة الله ولو ظنوا أن النصر لا يجيئهم في هذه الحياة. إن الدعوة إلى الله ليست تجارة قصيرة الأجل، إما أن تربح ربحًا مُعينًا مُحددًا في هذه الأرض، وإما أن يتخلى عنها أصحابها إلى تجارة أخرى أقرب ربحًا وأيسر حصيلة! والذي ينهض بالدعوة إلى الله في المجتمعات الجاهلية - والمجتمعات الجاهلية هي التي تدين لغير الله بالطاعة والاتِّباع في أي زمان أو مكان - يجب أن يوطن نفسه على أنه لا يقوم برحلة مريحة، ولا يقوم بتجارة مادية قريبة الأجل؛ إنما ينبغي له أن يستيقن أنه يواجه طواغيت يملكون القوة والمال، ويملكون استخفاف الجماهير حتى ترى الأسود أبيض والأبيض أسود!
في رحاب الشريعة | قوله تعالى.. حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِّبوا
صلاة العيد واجبة على النساء عند الشيعة - جريدة الساعة
إن المؤمن الذي يدعو إلى الله تعالى ، والمجاهد الذي يجاهد في سبيل الله لإعلاء كلمته تعالى يحتاج إلى هذا اليقين مع استصحاب الصبر حتى لا يتسلل إليه يأس أو ملل ، وقد كان ابن القيم رحمه الله تعالى يقول: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين،ثم تلا قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) (السجدة:24) إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بشر بأن ملك أمته سيبلغ المشارق والمغارب: " إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها". كما أخبر صلى الله عليه وسلم باستمرار زيادة الإسلام حتى يبلغ ما تحت السماء فقال: " ولا يزال الإسلام يزيد ، وينقص الشرك وأهله ، حتى تسير المرأتان لا تخشيان إلا جورا ، والذي نفسي بيده لا تذهب الأيام والليالي حتى يبلغ هذا الدين مبلغ هذا النجم". ( والمقياس عند الله تعالى غير مقياس البشر،إن الله يجعل من الضعف قوة وذلك واضح من التأمل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها ، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم".
أدعو المولى عز وجل أن يكون هذا الطرح لهذه الآية الكريمة قد وضَّح المعنى لمن الْتبس عليه فهمها أو وضعها في غير موضعها، إنه سبحانه وتعالى وليُّ ذلك والقادر عليه، كما أدعوه سبحانه وتعالى أن يُفرج كرب المكروبين، وهم المهمومين، وأن يأذن لدينه أن يسُود، ولشريعته أن تعم الأرض وتقود. [1] تفسير القرطبي (9 /275 - 276). [2] في ظلال القرآن (4 /2036).