ونحن نقول:إن في( قعد) معنى ليس في( جلس)…أما قولهم:إن المعنيين لو اختلفا لما جاز أن يعبر عن الشيء بالشيء فإنا نقول:إنما عبر عنه عن طريق المشاكلة ولسنا نقول:إن اللفظتين مختلفتان فيلزمنا ماقالوه وإنما نقول:إن في كل واحدة منها معنى ليس في الأخرى"(9). ما الفرق بين الترادف والتضاد - أجيب. فهذه كما يتضح هي حجج الرافضين للترادف وجلهم ينطلق من مبدأ كون اللغة توقيفية النشأة لأن «واضع اللغة حكيم، لا يأتي فيها بما لا يفيد صواباً، فهذا يدل على أن كل اسمين يجريان على معنى من المعاني، وعين من الأعيان في لغة واحدة، فإن كل واحد منهما يقتضي خلاف ما يقتضيه الآخر، وإلا لكان الثاني فضلاً لا يحتاج إليه. وإلى هذا ذهب المحققون من العلماء، وإليه أشار المبرّد في تفسير قوله تعالى: «لكلّ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجاً »(10) قال: فعطف شرعة على منهاج، لأن الشرعة لأولى الشيء والمنهاج لمعظمه ومتّسعه»(11). أما القائلون بالترادف فهم الغالبية العظمى ومن بينهم بالإضافة إلى من سبق ذكرهم عند -تعريفنا للترادف-ابن جني(ت346 هـ)حيث أشار إليه في كتابه (الخصائص) في (باب في استعمال الحروف بعضها مكان بعض) مستدلاً به على وقوع الترادف بقوله: «وجدت في اللغة من هذا الفن شيئاً كثيراً لا يكاد يحاط به»( وفيه يحكم على من يُنكر ان يكون في اللغة لفظان بمعنى واحد، ويحاول أن يوجد فرقاً بين قعد وجلس، وبين ذراع وساعد، بأنه متكلّف(12).. وقال آخرون"إنا للترادف واقع،وله فوائد،وهو قول كثير ممن ألف في هذا الباب كابن خالويه،والفيروزبادي،وغيرهم(13().
- ما الفرق بين الترادف والتضاد - أجيب
ما الفرق بين الترادف والتضاد - أجيب
إن اللغة العربية قد تميزت عن أخواتها من اللغة السامية من حين انفصال العرب عن مواطن بقية الساميين لحلولهم في عربة وهي تهامة (التي لأجلها سموا عربا) وهي الشاطئ الكائن على بحر القلزم (الأحمر) في جنوبه وشماله وانتشروا حينئذ على ذلك الشاطئ ثم على شاطئ بحر عدن واستوطنوا ذلك الشاطئ وبعض ثرواته وهو بلاد اليمن فتكلموا بلغتهم العربية العتيقة أعنى اللغة القحطانيين وتفرقوا قبائل فنزلوا حضر موت والأحقاف وبلاد عمان وبلاد البحرين والسروات الفاصلة بين تهامة والبحرين وهي المسماة بنجد ثم بالحجاز. وكانت لغتهم متماثلة متقاربة إذ كانوا أمة واحدة. 2. اختلاف قبائل العرب في أسماء بعض الأشياء فتشيع الأسماء التي ينطقون بها كلها في جميع قبائلهم لا سيما في الحجاز لأنها قرار القبائل. 3. اختلاف نطق قبائل العرب بغض الحروف مثل قولهم "صراط" و"سراط" و"زراط". 4. تخفيف بعض قبائل العرب بعض الكلمات فتصير الكلمة بالتخفيف كلمة أخرى مرادفة لمعنى الكلمة قبل التخفيف مثل "كاك" بمعنى "كذلك" و"عاب" بمعنى "عيب". 5. ما دخل في لغات العرب من الألفاظ الأعجمية وهي ما يسمي بالمعرب مثل القسطاس من الرومية بمعنى العدل. 6. كثرة المجاز في كلام شعراء العرب حتى يشيع شيوعا يقربه من الحقيقة فتحدث بسبب ذلك ألفاظ مرادفة في المعنى المراد للألفاظ الحقيقية وينسى منها اعتبار العلاقة التي أوجبت المجاز بها وما المجاز إلا مفتاح باب المترادف.
جذر
الكلمة:
ردف
المراجع:
العين: (8/22) - مقاييس اللغة: (2/503) - المحكم والمحيط الأعظم: (9/302) - مختار الصحاح: (ص 267) - المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: (1/225) - التوقيف على مهمات التعاريف: (ص 362) - المجلى في شرح القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى: (ص 62) - القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى: (ص 8) - مصطلحات في كتب العقائد: (ص 232) - تاج العروس: (23/335) -