ثم ذكر حديث عائشة -رضي الله عنها: أن النبي ﷺ كان يعود بعض أهله، يمسح بيده اليمنى، ويقول: اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا [3] متفق عليه. شفاء لا يغادر سقمًا ، يعني: لا يبقى بعده شيء من العلة، أو لربما يبقى شيء من آثارها، وما يتولد عنها، فيمسح الإنسان على موضع الألم، أو المرض. وهكذا أيضًا: حديث أنس أنه قال لثابت -يعني البناني -رحمه الله: ألا أرقيك برقية رسول الله ﷺ؟ قال: بلى، قال: اللهم رب الناس مُذهب الباس، اشفِ أنت الشافي، لا شفي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقمًا [1] رواه البخاري. مُذهِب الباس ، لاحظ هناك: اللهم رب الناس أذْهِب الباس ، فسواء قلت هذا أو هذا، فتضع اليد اليمنى، وتمسح، وتقول مثل هذا.
اللهم رب الناس اذهب البأس تويتر
اللهم رب الناس أذهب الباس اشفه وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما
اللهم رب الناس اذهب البأس اشفي انت الشافي
إلهي أنت الشافي وأنت المعافي وأنت القادر وأنت العليم، أسألك يا مولاي أن تُريح جسدي ممّا به من ألم، وأن تمنن عليّ بالشفاء والمعافاة من جميع الأمراض والأسقام والآلام، إنّك سميع الدعاء يا كريم يا الله. اللهم إنّي لي جسدًا ضعيفًا قد أنهكته الأمراض، وأرّقت نومه الآلام، فبدّل اللهم بكرمك وجودك وعطفك حاله، وأذهب عنه ما به من مرض، واكتب له دوام العافية والقوة. اللهم إنّي أسألك أن تشفيني شفاءً تامًا، وأن ترضى عنّي وتهديني، وأن تجعلني من عبادك الصالحين الطائعين. دعاء بالشفاء من الحسد والعين
من أدعية الشفاء من العين والحسد ما يأتي:
(أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ). [٥] [٦]
(باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ). [٧]
(أعوذُ باللهِ العظيمِ، وبوجهِهِ الكريمِ، وبسلطانِهِ القديمِ، من الشيطانِ الرجيمِ). [٨]
(أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التامَّاتِ كُلِّهِنَّ مِن شَرِّ ما خَلَقَ). [٩]
(بسمِ اللهِ يُبْرِيكَ، من دَاءٍ يَشْفيكَ، و من شرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ، و من شرِّ كلِّ ذِي عينٍ).
اللهم رب الناس اذهب الباس اشفى انت الشافى
و شعبة عن الأعمش به. أخرجه مسلم و الطيالسي ( 1404) و أحمد ( 6 / 45 و 126). و تابعه جرير عنه مثل رواية سفيان الثانية عند أحمد. أخرجه مسلم. و تابعه هشيم أيضا عنه. أخرجه مسلم, و أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1100) و عنه ابن السني في " عمل اليوم " ( 545) به نحوه. و تابع الأعمش منصور عن أبي الضحى بلفظ: " كان إذا أتى المريض يدعو له قال:.. " فذكره. أخرجه مسلم و النسائي ( 1011) و ابن ماجه ( 3520). و تابع أبا الضحى إبراهيم عن مسروق بلفظ: " كان إذا أتى مريضا أو أتي به إليه قال:.. أخرجه البخاري ( 5675) و مسلم و النسائي ( 1012 - 1014) و أحمد ( 6 / 109 و 278) و أبو يعلى ( 1178). و له طريق أخرى من رواية هشام بن عروة قال: أخبرني أبي عن عائشة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي.. " فذكر الدعاء. أخرجه البخاري ( 5744) و مسلم أيضا, و النسائي ( 1019 و 1020) و أحمد ( 6 / 50) و عبد بن حميد في " مسنده " ( ق 193 / 1). قلت: و في الحديث مشروعية ترقية المريض بهذا الدعاء الشريف, و ذلك من العمل بقوله صلى الله عليه وسلم: " من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل ". رواه مسلم, و قد مضى تخريجه برقم ( 473) و قد ترجم له البخاري بقوله: " باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم ", و قال الحافظ في " الفتح " ( 10 / 207): " و يؤخذ من هذا الحديث أن الإضافة في الترجمة للفاعل, و قد ورد ما يدل على أنها للمفعول, و ذلك فيما أخرجه مسلم [ 7 / 13] عن أبي سعيد الخدري أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد!
اللهم رب الناس أذهب الباس اشف
وعلى كل حال: ما العلة في مثل هذه الأمور؟ ما وجه الارتباط بين تربة أرضنا، بريقة بعضنا؟
من أهل العلم -وهذا هو الظاهر- من قال: وجه الارتباط غير مدرك بالنسبة إلينا، نحن لا ندركه، وهذا من أمور الغيب؛ لأن لا نعلم ما الارتباط بين الريق وبين التربة، فنؤمن بذلك، ونصدق به؛ لأنه جاء عن المعصوم. ومن أهل العلم من حاول أن يربط، باعتبار أن التربة هي أصل الإنسان الأول، أي: آدم ﷺ، وأن الريق هو بعض من الإنسان بمثابة النطفة، بمنزلة النطفة، فهذا مع هذا مع هذا الذكر يحصل به الشفاء بإذن الله، لكن هذا استنباط قد يكون فيه بعد، ولكن يكفي أن يطبق الإنسان مثل هذا، وإن لم نعقل وجه الترابط بين التربة والريق، فهذا من الرُّقى، والرقى ما يدرك كل ما جاء فيها، مثل قول النبي ﷺ: صبوا عليّ من سبع قرب، من سبع آبار، من آبار المدينة [2] ، لماذا سبع قرب؟ ولماذا سبع آبار، وآبار المدينة؟ ما نعرف، لكن يفعل هذا، فيكون من العلاج.
اشتكيت? قال: نعم. قال: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك, من كل نفس أو عين حاسد, الله يشفيك ". ( تنبيه): قوله في الحديث: " يعوذ " أي: غيره, و إليه أشار البخاري في ترجمته, و شرحه الحافظ. و هكذا وقع في كل المصادر التي سبق ذكرها و منها " مصنف ابن أبي شيبة " الذي من طريقه تلقاه ابن ماجه كما تقدم, لكن وقع فيه بلفظ: " يتعوذ ", أي هو صلى الله عليه وسلم, فاختلف المعنى, و الصواب المحفوظ الأول, و يبدو أنه خطأ قديم, فإنه كذلك وقع في كل نسخ ابن ماجه التي وقفت عليها, مثل طبعة إحياء السنة - الهندية, و الطبعة التازية, و عبد الباقي, و الأعظمي, و لعل ذلك من بعض رواة كتاب ابن ماجه, أو من بعض النساخ. و الله أعلم. و وقعت هذه اللفظة في " رياض الصالحين " في النسخ المطبوعة التي وقفت عليها, منها طبعة المكتب الإسلامي التي حققت و بينت مراتب أحاديثها ( رقم 906) بلفظ " يعود " من عيادة المريض, و كذلك وقع في متن و شرح ابن علان ( 3 / 381) المسمى بـ " دليل الفالحين ", فتنبه و لا تكن من الغافلين.