بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة المفتي العام: الشيخ عبد الكريم الخصاونة
يعد إصلاح ذات البين من مكارم الأخلاق العظيمة، فقد حث عليها الشرع في أكثر من مناسبة، كما في قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) الأنفال/1. وقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:(كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بَيْنَ الاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الأَذَى عَن الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ) متفق عليه واللفظ للبخاري. ولأهمية هذه المكرمة جعل لها الإسلام جزءاً من مصارف الزكاة، تصرف على الغارمين الذين يسعون للإصلاح بين الناس.
- معني اصلاح ذات البين سعد العتيق
- معني اصلاح ذات البين المصدر السعودي
- معني اصلاح ذات البين الواقع والدور المنشود
معني اصلاح ذات البين سعد العتيق
والله الموفق لما يحب ويرضى. اللهم أَعِنَّا عَلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ووَفِّقْنَا للعَمَلِ بِمَا افْتَرَضْتَ عَلَيْنَا وَلَا تَجْعَلْ فِيْ قُلُوْبِنَا غِلًّا لِلذِيْنَ ءامَنُوْا وَاطْرُدِ الشَّيْطَانَ مِنْ بَيْنِنَا يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ. وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحابته الطيبين الطاهرين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
معني اصلاح ذات البين المصدر السعودي
رغم إن الدين الإسلامي يحرم الكذب، ويقول إن المسلم وإن سرق لا يكذب ابداً، والله تعالى لا يحب الكاذبين، إلا أن في حالة إصلاح ذات البين الكذب مباح لكي يصلح المرء بين إخوانه، ويوفق بينهم ويكبح النزاعات، ويلين القلوب، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فينمي خيراً، أو يقول خير".
معني اصلاح ذات البين الواقع والدور المنشود
وبعد -أيها الإخوة-: إن علينا أن نقوم بهذا الواجب وأن نبادر إليه ولا نستمع إلى تخذيل المخذلين أو نركن إلى وسوسة الشياطين، وأن نقدم على خوضه ولن تبرأ ذممنا إن لم يبادر أناس منا لتحمل هذا الواجب. أسأل الله -تعالى- بمنه وكرمه أن يمن علينا بالصلاح والإصلاح وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه جواد كريم. الخطبة الثانية:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]. إصلاح ذات البين وأهميته في حياة الأمة - ملتقى الخطباء. أما بعد: أيها الإخوة: اعلموا أن الإصلاح بين الناس تفضلُ فيه النجوى؛ وهي السرُ دون الجهر والعلانية، ذلك أنه كلما ضاق نطاق الخلاف كان من السهل القضاء عليه. ثم إن السعي في الإصلاح بين الناس يحتاج إلى حكمة وستر حتى لا تزيد الشقة ويتوسع الخلاف، قال الله -تعالى-: ( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء:114]. أيها الإخوة: ولأهمية الإصلاح بين الناس رُخص فيه بالكذب، وذلك على سبيل الإصلاح؛ فعن أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عُقْبَةَ أَنَّهَا قالت: سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا".
فَقَالَ: "إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ". والمؤمن الكامل لا يحمل الغِلّ ولا الحقد ولا البغضاء لإخوانه، وذلك لسلامة صدره من ذلك، لا يبيت وفي قلبه حقد على مسلم، ولا يخرج عن العدل وقول الحق، منصفٌ فيما يقول ويُدْلي به، سواء كان الخصم غائبًا أم حاضرًا، يخشى الله في سِرّه وعَلنه، لأن خوفه من الله يَردَعه عن الوقوع فيما حرّم الله. اصلاح ذات البينِ | زيد المصري - Zaid Al-Masri مِمَّا يقتضِيهِ معنَى الأُخوةِ فِي الدينِ الإصلاحِ بينَهم إذَا وَجَدْتُ الخصومةَ. والإصلاح بين الناس تجارة مع الله عز وجل، فقد قال عليه الصلاة والسلام لأبي أيوب رضي الله عنه: "ألا أدلك على تجارة؟" قال: بلى يا رسول الله. قال: "تسعى في الإصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا" أخرجه البزّار في مسنده. وإن ميدان الصلح واسع عريض، وصُوَرُه كثيرة ومتعدّدة، تحتاجه الأمة أفرادًا وجماعات، في البيوت والأُسر، وبين الأزواج، وبين الأقارب والجيران، وبين الأصدقاء والشركاء.