ثم قال جبريل بجناحه، فطمس أعينهم، فانطلقوا يتوعدون لوطا بمجيء الصبح، وأمر الملائكة لوطا، أن يسري بأهله بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ أي: بجانب منه ، قبل الفجر بكثير، ليتمكنوا من البعد عن قريتهم. وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ أي: بادروا بالخروج، وليكن همكم النجاة ، ولا تلتفتوا إلى ما وراءكم. قصة لوط عليه السلام، وعرض بناته، وإهلاك امرأته . - الإسلام سؤال وجواب. إِلا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا من العذاب مَا أَصَابَهُمُ لأنها تشارك قومها في الإثم، فتدلهم على أضياف لوط، إذا نزل به أضياف. إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ فكأن لوطا، استعجل ذلك، فقيل له: أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ". انتهى من " التفسير"(386). والله أعلم
- قصة لوط عليه السلام، وعرض بناته، وإهلاك امرأته . - الإسلام سؤال وجواب
قصة لوط عليه السلام، وعرض بناته، وإهلاك امرأته . - الإسلام سؤال وجواب
الحمد لله. أولًا:
أما قول لوط عليه السلام: يَاقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هود/78. فإن معناه: أن لوطًا عليه السلام أراد أن يصرف قومه إلى الأفضل، فعرض بناته عليهم للزواج بهن، وقد اختلف العلماء في المراد ببناته:
1- فذكر بعضهم أن المقصود نساء أمته. 2- وذكر بعضهم أن المراد بناته الصُّلْبيات. انظر: "تفسير الطبري"(12/ 502)، وقال مكي بن أبي طالب: " هؤلاء النساء هن أحل لكم، يريد نساءهم ، والنبي أب لأمته.
" قال عكرمة: إنما قال لهم هذا لينصرفوا، ولم يعرض بأحد. وقيل: عرض التزويج عليهم من بناته إن أسلموا " انتهى من "الهداية"(5/ 3443). وقال المعلمي اليماني: " وقوله: هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ [هود: 78] أراد التَّزويج والوَطْء المباح، وإلَّا فلا معنى لتغيير المنكر [ودعوتهم إلى منكر آخر]! " انتهى من "الآثار"(6/ 215). ثانيًا:
وقوله تعالى: قَالُوا يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ هود/ 81.
فكان سيدنا لوط يحاول أن يلمس نفوسهم من جانب التقوى والفطرة وأن يتقوا الله، ويحاول أن يحثهم على أنه ينبغى عليهم إكرام الضيف لا أن يفضحوه. انتظر قومه حتى انتهى من موعظته القصيرة، وظلوا يضحكون ولم تؤثر فيهم كلمه واحدة مما قالها لهم سيدنا لوط عليه السلام. قالوا لقد علمت ما لنا فى بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد دخل لوط عليه السلام غاضبا وأغلق باب بيته، ووقف يستمع إلى الضحكات و الضربات التى تنهال على الباب، ويرتعد وراء الباب خجلاً وحزنا وأسفا، لكن كان الغرباء يجلسون فى هدوء، ودهش سيدنا لوط من هدوئهم، وبدأت أخشاب الباب أن تتقوس وصرخ سيدنا لوط فى لحظة يأس، قال لو أن لى بكم قوة أو آوى إلى ركن رشيد، حين قال نبى الله لوط هذه الكلمات تحرك ضيوفه ونهضوا فجأه، وأفهموه أنه يأوى إلى ركن شديد وهوالله، قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك، ولا تخف يا لوط نحن من الملائكة قيل إنهم جبريل وميكائيل وإسرافيل ولن يصل إليك هؤلاء القوم. وفجأة انكسر الباب واندفع القوم داخل بيت سيدنا لوط، ونهض جبريل عليه السلام وأشار بطرف جناحه فطمست أعينهم، فقال تعالى: " وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ " القمر:37.