وقد اختلف الناس في هذه المسألة على ثلاثة أقوال: -
(1) القول الأول: أن التقليد في مسائل الاعتقاد حرام: فلا يجوز لأحد أن يقلد أحداً في مسائل الاعتقاد. واحتجوا لقولهم بأن التقليد إنما يفيد الظن، والظن لا يجوز في مسائل الإعتقاد بل لابد من اليقين؛ لأنها من الأمور العلمية الخبرية فلا يكفي فيها الظن، بل لا بد من اليقين والقطع، والتقليد لا يحصل به إلا الظن. هذا ما ذهب إليه أهل القول الأول. (2) القول الثاني: أن التقليد في مسائل الاعتقاد جائز، واحتجوا بأن النبي ^ كان يقبل من الناس الإيمان ومنهم الذكي والبليد والأعرابي والكبير والصغير والذكر والأنثى فيأتيه فيشهد أن لا إله إلا الله فيحكم بإسلامه دون استدلالات عقلية أو تراكيب منطقية. (3) القول الثالث: أنه التقليد في مسائل الاعتقاد يجوز للضرورة فلا بد في مسائل الاعتقاد من القطع، لكن لما كان بعض الناس لا يتمكن من ذلك لعدم قدرته والله ـ لا يكلف نفساً إلا وسعها، فالذي لا يستطيع الوصول إلى المعرفة بنفسه -مع أنه لابد من اليقين وعدم التقليد فيها- فإنه يجوز له أن يقلد عند العجز عن معرفة الحق بنفسه لقوله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) وقوله: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها).
التقليد في مسائل الاعتقاد | موقع المسلم
وأشار إلى هذه
2008-09-09, 07:46 AM #7 رد: هل يجوز التقليد في العقائد ؟
2008-09-09, 08:31 PM #8 رد: هل يجوز التقليد في العقائد ؟
لو مثلا سمعت مسألة في العقيدة من عالم معين, أوردها دون نص من الكتاب أو السنة فهل يجوز اعتقادها دون البحث عن الدليل؟
أليس هذا تقليدا
2008-09-10, 04:08 PM #9 رد: هل يجوز التقليد في العقائد ؟
الأفضل إذا كنت قادر: إعتقاد المسائل بدليلها هذا هو الأزكى ، أما ما قلته فالصحيح -عندي - الجواز ، والله أعلم
التقليد في مسائل الاعتقاد بين الحظر والجواز | Asjp
فالأصل في الإنسان هو الإيمان، وهو يقلد في أمرٍ قد فطره الله عليه, وقول الجمهور هو الصواب. ولأبي المظفر السمعاني كلام متين في هذه المسألة ينص على أنه:" لا يجوز للعامي التقليد في الأصول! وذكر وجه قولهم ودليله، ثم قال: واعلم أن أكثر الفقهاء على خلاف هذا، وقالوا: لا يجوز أن نكلف العوام اعتقاد الأصول بدلائلها، لأن في ذلك المشقة العظيمة والبلوى الشديدة، وهي في الغموض والخفاء أشد من الدلائل الفقهية في الفروع، ولهذا خفي على كثير من العقلاء مع شدة عنايتهم في ذلك واهتمامهم العظيم، فصارت دلائل الأصول مثل دلائل الفروع، ولأنا نحكم بإيمان العامة ونقطع أنهم لا يعرفون الدلائل ولا طرقها وإنما شأنهم التقليد والاتباع المحض. " إذن وبشكل مبسط للغاية اختلف العلماء المسلمون في صحة ايمان المقلد في العقيدة, أي الذي يعتقد العقائد دون علم او حجة, فمنهم من جزم بصحة ايمانه لأن الايمان في الفطرة السوية, ومنهم من أبطل ايمان المقلد لأنه لم يشغل عقله الذي اعطاه الله اياه. ولتعميق معرفتك حول هذا الموضوع أنصحك بقراءة هذا القول في موقع اسلام ويب:
الفرق بين التكيفات التركيبية والسلوكية - دروب تايمز
وإذا كان هذا شأن العلماء فكيف بغيرهم ممن قل علمه، أو كان من عوام المسلمين الذين لا يعرفون الأدلة، ولا يفهمونها، فهم عاجزون عن الاجتهاد، فلا يسعهم إلا التقليد، ولا فلاق في ذلك بين المسائل الاعتقادية، والمسائل العملية فهذا مقدورهم لكن عليهم أن يقلدوا من العلماء من يثقون بعلمه، ودينه متجردين عن إتباع الهوى، والتعصب هذا هو الصواب في هذه المسألة، وأما القول بتحريم التقليد في مسائل الاعتقاد فهو قول طوائف من المتكلمين من المعتزلة وغيرهم، وهو يقتضي أن عوام المسلمين آثمون أو غير مسلمين، وهذا ظاهر الفساد. وأما قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ومعرفة دين الإسلام بالأدلة فهو كما قال، فإن الواجب أن يعرف المسلم أمور دينه بأدلتها من الكتاب، والسنة إذا كان مستطيعا لذلك، وهذا هو الواجب، إما أن يكون فرض عين في مسائل، وإما أن يكون فرض كفاية في مسائل أخرى. وأصل دين الإسلام هو معرفة الله والإيمان به، وهو يحصل بالنظر، والاستدلال ويحصل بمقتضى الفطرة التي فطر الله الناس عليها إذا سلمت من التغيير، واختلف الناس في اشتراط النظر والاستدلال في معرفة الله، وهل يصح إسلام العبد بدونه أو لا؟
على مذاهب ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: تنازع النظار في مسألة وجوب النظر المفضي إلى معرفة الله تعالى على ثلاثة أقوال: فقالت طائفة من الناس: إنه يجب على كل أحد.
وأما أن اناس على عهد النبي أسلموا بمجرد ان قال لهم البعض لن نكلمكم حتى تؤمنوا فآمنوا ، فلا دليل فيه ايضاً على أنهم قلدوا في الايمان ، فهم كانوا يعلمون صدق النبي وأحقية دينه ولكن التقليد أو الكبر هو الذي منعهم من الايمان ، وما كان من الكلمة التي وجهت اليهم الا أن كانت ماحية ومزيلة لداعي الكفر والعناد - فآمنوا. وأما التقليد فهو شر كله ، ألا ترى الله عز وجل ذمه في القرآن ، بل كان التقليد من أعظم أسباب الكفر والعناد " إن وجدنا آباءنا على أمة " " ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين " ، ثم لو قسمنا التقليد الى مذموم وممدوح فبأي فأصل نفصل بينهما ، ولو قيل تقليد الصالحين والعلماء هو الممدوح ، فلكل امة بل لكل طائفة مقاييس مختلفة للصلاح والعلم.
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد.