وأجيب عن هذا الإشكال بعدة أجوبة؛ منها:
قيل: يحتمل أنهم حينما أغلقوا الباب اشتغلوا بالدعاء، فلما رأى أسامة - رضي الله عنه - النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو، اشتغل هو بالدعاء في ناحية من نواحي البيت، والنبي - صلى الله عليه وسلم - في ناحية أخرى، وبلال - رضي الله عنه - قريب من النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي بعد ذلك ولم يره أسامة - رضي الله عنه - لبُعده وانشغاله بالدعاء، وكانت صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - خفيفة ولم يرها أسامة - رضي الله عنه - وهذا الجواب اختاره النووي - رحمه الله؛ [ انظر شرحه لحديث (1329، 1330)]. وقيل أن أسامة - رضي الله عنه - غاب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في اللحظة التي صلى فيها - صلى الله عليه وسلم - ويدل على ذلك ما رواه ابن المنذر - رحمه الله - من حديث أسامة - رضي الله عنه -: ((أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى صورًا في الكعبة قال: فكنت آتيه بماء في الدلو يضرب به الصور))، وهذا إخبار من أسامة - رضي الله عنه - أنه كان يخرج لنقل الماء. وقيل: أن قول بلال - رضي الله عنه -: أنه صلى فيها يعني التطوع، وقول أسامة - رضي الله عنه - أنه لم يصلِّ فيها يعني الفرض، ومال إليه القرطبي - رحمه الله؛ [انظر المفهم ( 3 / 431) حديث ( 1183 ، 1185)].
دعاء دخول الكعبة المشرفة
المراجع [+] ↑ سورة آل عمران، آية: 96. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1189، صحيح. ↑ "المسجد الحرام" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019. بتصرّف. ↑ "ما هي حدود الحرم المكي ؟" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 08-07-2019. بتصرّف. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4/103، إسناده صحيح. ^ أ ب "الأذكار الواردة في الحج وشيء من فقهها" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2047، أخرجه في صحيحه. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 2/380، لا ينزل عن درجة الحسن وقد يكون على شرط الصحيحين أو أحدهما. دعاء دخول الحرم كامل مكتوب – المنصة. ↑ "آداب زيارة المسجد الحرام" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019. بتصرّف. ↑ سورة الحج، آية: 25.
دعاء دخول الكعبة الخميس
[٨] [٦]
آداب زيارة الحرم المكي
تقدم الحديث الوارد في أحكام الحرم المكي وكذلك توجد آداب يجب مراعاتها عند زيارة الحرم ومنها ما هو متعلق بالمسجد الحرام على وجه الخصوص فهو من أقدس البقاع وأشرفها على وجه الأرض ويتعيّن على المسلم تعظيمه لمكانته وتنزيهه وقدسيته ولاحتوائه على الكعبة المشرفة بيت الله، ومن هذه الآداب ما يأتي: [٩]
تقديم الرجل اليمني والإتيان بدعاء الدخول. تحية البيت وهي ركعتان يؤديها المسلم، أما من قَدِم مُحرمًا فيبدأ بالطواف أولًا. تنزيه المسجد عن الخصومة ورفع الصوت. دعاء دخول الكعبة الخميس. الاستكثار من الطاعة لما في المسجد الحرام من مضاعفة الحسنات، فيُكثر من الطواف والصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء، ولا يضيع وقته فيما لا يعود عليه بالنفع في الآخرة. اجتناب المعاصي والسيئات، فالموطن موطن عبادة، ويكفي في التحذير من المعاصي في المسجد الحرام أن الله يؤاخذ فيه بالهمّ بالسيئة فضلًا عن فعلها، قال تعالى: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}. [١٠]
تجنب مزاحمة الناس، ولاسيما عند الحجر الأسود؛ فإن استلام الحجر مستحب، ومزاحمة الناس إذا ترتب عليها إضرار بهم حُرِّمت. دعاء الخروج، فإذا أراد المسلم الخروج من المسجد فيُستحب أن يقدِّم رجله اليسرى، ويُستحب أن يقول عند الخروج: "اللهم إني أسألك من فضلك" أو يقول: "رب اغفر لي، وافتح لي أبواب فضلك"، وذلك بعد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وأما سؤالك عن سفركن مع رفقة آمنة بلا محرم فمحل خلاف بين أهل العلم، والذي نختاره عدم جواز ذلك لا سيما للفتيات لما قد يترتب على ذلك من الفتنة والتعرض للضياع والسخرية وسوء الظن من بعض الناس ونحو ذلك، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 5936. وقد ذكر العلماء أن الدعاء عند رؤية الكعبة مطلوب ومستجاب؛ لما رواه البيهقي والطبراني في الكبير بسند فيه ضعف عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة. دعاء دخول الكعبة من الداخل. قال المناوي في فيض القدير: قوله: وعند رؤية الكعبة يحتمل أن المراد أول ما يقع بصر القادم إليها عليها، ويحتمل أن المراد ما يشمل دوام مشاهدتها، فما دام إنسان ينظر إليها فباب السماء مفتوح والدعاء مستجاب، والأول أقرب. أهـ. وأما القول بأن أول ثلاثة أدعية يدعو بها المسلم عند رؤيته للكعبة ولأول مرة مستجابة فلا نعلم له أصلا، ولم نقف على حديث صحيح في تخصيص ذلك. ولا مانع من أن تسمي المرأة في سؤالها لربها شخصا صالحا في دينه وخلقه للزواج به ما دامت ترغب فيه وتحب الزواج منه، كما أنه ينبغي لها أيضا أن تسأل الله تعالى أن يبارك لهما في حياتهما وذريتهما وتلح على ربها في ذلك فإن ذلك من أسباب الإجابة.