الخاصرة الغربية أي حي التعمير، والجهة الشرقية أي مخيم المية ومية. يجب الإقرار أن حزب الله نجح على نحو باهر، طوال الفترة الماضية، بتفكيك أي فعالية للمجموعات الإسلامية المسلحة في تلك البؤر، والتي كان يمكنها أن تعكّر عليه صفوه، خصوصاً بعد تصفية ظاهرة أحمد الأسير. لقد حقق حزب الله غايته بتأمين طريق الجنوب الحيوي. تبدد الخطر وانتفى مصدر القلق. وتعززت "طمأنينته"، بعدما عملت الأجهزة الأمنية بكفاءة على تفكيك التنظيمات والخلايا المتشددة (أو "التكفيرية"- الإرهابية)، والتي قد تشكّل خطراً على سيطرته، أو قد تنفّذ عمليات أمنية في مناطق نفوذه، كما حدث في تفجيرات الضاحية عام 2013. ما يحدث الآن، وبانتهاء كل هذه الظواهر "المارقة" واستتباب الحال، أن حزب الله لم يعد بحاجة لأنصار الله. كأن الدور "الأمني" المناط بهذ التنظيم، الذي يشبهه كثيرون بتنظيم أنصار الله في اليمن، انتهى. لكن، يحدث أن "الوحش" الذي تم اختلاقه يخرج عن السيطرة. مخيمات طريق الميه الحاله ضنك. حدث أن بعض الخلافات بدأت تطرأ على العلاقة بين الطرفين منذ مدّة، لا سيما عدم التزام أنصار الله بتوافقات وقف إطلاق النار داخل المخيم وما شابه من صدامات. استمرّت الجماعة بتنفيذ عمليات اغتيال ضد حركة فتح وتصفية كوادرها.
مخيم المية مية - ويكيبيديا
تقرير: فراس رباني تعتبر طريق الوادي في مخيّم الميّة وميّة طريقًا أساسية لأهل الحي لأنها صلة الوصل والمرور الوحيدة بين منطقة الوادي وسائر المخيم. غير أنَّ الفترة الأخيرة شهدت تدهورًا في حالة الطريق ولا سيما في فصل الشتاء، مما جعل عملية عبورها من المشاة أو السيارات غاية في الصعوبة. ومن هنا كانت المبادرة من اللجنة الشعبية في مخيم المية ومية ودائرة شؤون اللاجئين في "م. مخيمات طريق الميه دندنها. ت. ف" وقيادة حركة "فتح" وفصائل "م. ف" لمعالجة هذه المشكلة، عبر تعبيد وتأهيل هذه الطريق. مشروع التعبيد حاجة ملحة للأهالي في هذا الإطار أوضح رئيس دائرة شؤون اللاجئين في "م. ف" في لبنان جمال فيّاض أنَّ الدائرة قد عملت على الفور على تلبية المطلب الذي رفعته اللجنة الشعبية في مخيّم الميّة وميّة لتعبيد الطريق إدراكًا لأهمية هذا المشروع في تحسين حياة أبناء شعبنا. وأضاف: "بناءً على الطلب الذي رفعته اللجنة الشعبية في مخيّم الميّة وميّة إلينا في دائرة شؤون اللاجئين حول الحاجة الماسة للأهالي لتعبيد هذه الطريق، خاصةً مع تضاعف معاناتهم في فصل الشتاء، حيث تزداد صعوبة الدخول والخروج إلى المنطقة، وافقنا على الدعم الكامل لهذا المشروع لتخفيف المعاناة عن أهلنا وشعبنا في المخيم، وجرى تنفيذه بتمويل ودعم كامل من دائرة شؤون اللاجئين".
وأضافت أن «المفاوضات كانت تشمل هذا المخيم تحديداً نظراً إلى وضعه وموقعه، باعتبار أن الوضع يختلف في باقي المخيمات»، لافتة إلى أن الجيش يستكمل المفاوضات مع القوى الفلسطينية عبر مديرية المخابرات كي تبقى المخيمات هادئة. وأشارت مصادر حركة «فتح» إلى أن الاتفاق يحصر حمل السلاح في بعض العناصر المكلفين حراسة بعض مكاتب القوى الفلسطينية، على أن يتم تخزين بقية الأسلحة في المخازن. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن الاتفاق لا يحوّل «المية ومية» إلى مخيم منزوع السلاح إنما إلى مخيم آمن، إذ «تم وضع حد للفوضى ومنع التجول بالألبسة العسكرية»، مشددةً على أن «ما حصل يشكل مصلحة لبنانية - فلسطينية مشتركة». مخيم المية مية - ويكيبيديا. وقوبل الاتفاق بارتياح في صفوف المدنيين الفلسطينيين الذين لا يزالون يسكنون في المخيم كما في صفوف اللبنانيين الذين يعيشون على تخومه بعدما دفعت الاشتباكات الأخيرة العشرات منهم لترك منازلهم. ومن المرتقب أن تتولى القوى الفلسطينية توقيف أي مخلٍّ بالاتفاق وتسليمه للجيش اللبناني وإلا يقوم الجيش بالمهمة. وتتولى لجان أمنية مشتركة تضم ممثلين عن أبرز الفصائل الفلسطينية، الأمن في مخيمات «عين الحلوة» و«البداوي» و«برج البراجنة»، والتي تعد أكبر تجمعات للاجئين الفلسطينيين في لبنان.