قال المستشرق ريجيش بلاشير في وصفهِ لكتابِ ابن بطوطة: "لهذا الكتاب أهمية فائقة في التعرف على العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر الميلادي". قال المستشرق الروسي كراتشكوفسكي في وصفهِ ابن بطوطة بأنه: "آخر جغرافي عالمي من الناحية العلمية، أي أنه لم يكن نقَّالة اعتمد على كتب الغير؛ بل كان رحالة انتظم محيط أسفاره عددًا كبيرًا من الأقطار". وفاة ابن بطوطة
تُوفي الرّحالة ابن بطوطة في عامِ 779هـ المُوافقِ 1377م، حيثُ تُوفي في مسقطِ رأسه مدينة طنجة في المغرب، والتي عادَ إليّها بعد الانتهاءِ من رحلاتِه عامِ 1355م، ، وبناءً على طلب من سلطان المغرب له بتوثيق ذكرياته، قام الكاتب ابن جزي بكتابتها وتزيينها بالزخارف والشعر، وقدْ أجمع الجميعُ بأنّه عاش جوادًا محسنًا لجميع مَن حوله. خاتمة عن ابن بطوطة
ابن بطوطة أحدُ أشهرَ الرحالة المُسلمين، عُرف بحبّه للترحالِ والمُغامرة، والاختلاط بالناس، والتعرفُ على ثقافاتِهم المُختلفة، ويعتبرُ بأنّ لهُ الفضل الأكبر في خروج هذا الزاد المعرفيّ الذي يحمل ثقافات الشعوب ومختلف الأنظمة الاجتماعية، إذ أنّه أسهم في إثراءِ المكتبّة العربيّة في كلِ ما يتعلقُ بكتب التاريخ والجغرافيا، والذي اقتبست من رواياتِه المُفصلّة في كتابِه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار.
الرحال ابن بطوطة موضوع
يعتبر ابن بطوطة الذى عاش في القرن الرابع عشر واحدًا من أشهر الرحالة المسلمين، وقد قام برحلة شهيرة من بلاد المغرب إلى الحرمين الشريفين، وفيها رأى ما رأى من عادات أهل الحجاز والمكيين في شهر رمضان، وقد سجل ما رآه واطلع عليه فى كتابه "تحفة النظار فى غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" أو "رحلة ابن بطوطة". ومما ورد عنه في كتاب رحلة ابن بطوطة: "وإذا أهل هلال رمضان تضرب الطبول والدبادب عند أمير مكة، ويقع الاحتفال بالمسجد الحرام، من تجديد الحصر، وتكثير الشمع والمشاعل، حتى يتلألأ الحرم نوراً، ويسطع بهجة وإشراقاً، وتتفرق الأئمة فرقاً، وهم الشافعية والحنبلية والحنفية والزيدية، وأما المالكية فيجتمعون على أربعة من القراء، يتناوبون القراءة ويوقدون الشمع ولا تبقى في الحرم زاوية ولا ناحية إلا وفيها قارئ يصلي بجماعة، فيرتج المسجد لأصوات القراء، وترق النفوس وتحضر القلوب وتهمل الأعين". وعن عادات المكيين في اوقت السحور: "وإذا كان وقت السحور يتولى المؤذن الزمزمي التسحير في الصومعة التي بالركن الشرقي من الحرم، فيقوم داعياً ومذكراً ومحرضاً على السحور، وهكذا يفعلون في سائر الصوامع، فإذا تكلم أحد منهم أجابه صاحبه، وقد نصبت في أعلى كل صومعة خشبة على رأسها عود معترض، قد علق فيه قنديلان من الزجاج كبيران يوقدان، فإذا قرب الفجر وقع الإيذان بالقطع مرة بعد مرة، وحط القنديلان، وابتدأ المؤذنون بالأذان، وأجاب بعضهم بعضاً، ولديار مكة شرفها الله سطوح، فمن بعدت داره بحيث لا يسمع الأذان يبصر القنديلين المذكورين فيتسحر، حتى إذا لم يبصرها أقلع عن الأكل".
الرحال ابن بطوطة صور
استغرق الرحالة ابن بطوطة نحو ثلاثين عاماً في الرحلات, والتنقل وقد قطع 120 ألف كيلومتر, أي ما يعادل ثلاث مرات محيط كوكب الأرض, حيث يعتبر ابن بطوطة رحالة ومؤرخ, و بدا اول رحلاته في الجزائر وتونس ومصر والسودان وفلسطين وسوريا ومرورا بمكة. فقد تميز الرحالة ابن بطوطة بالوصف الدقيق لكل البلاد التي زارها, عن الشعوب وال حكم حتي الملابس والوانها واشكالها ودلالتها, والاطعمة وانوعها وطريقة صنعها, فقد قال جملته المشهورة, «بلغت بحمد الله مرادي في الدنيا وهو السيّاحة في الأرض، وبلغت من ذلك ما لم يبلغه غيري فيما أعلمه، وبقيت الأخرى، الرجاء قوي في رحمة الله وتجاوزه، وبلوغ المرام من دخول الجنة». أقراء ايضا: العالم جابر بن حيان نشاته وإنجازاته واهم مقولاته
كتاب ونخله
فوائد ادب الرحلة
احتل ادب الرحلة موقعا مميزا داخل الثقافة العربية, بالاستشهاد بالعديد من الصور الحية عن الشعوب التي زروها, في شتي البلاد في قارات اوربا واسيا, والتعمق في داخل القارة السمراء وهي قارة افريقيا, واكتشاف العديد من عادات وتقاليد هذه الشعوب. لقد حفزهم الاسلام علي الترحال لعمارة الارض, والتامل في الشعوب والقبائل, وطلبا للمعرفة والتجارة, واكتشاف العالم المحيط, فقد تحول العرب الي حضارة كونية تمتلك معظم التجارة الدولية, والعديد من البحار في قلب اوروبا.
الرحال ابن بطوطة Pdf
— ابن بطوطة. رحلات ابن بطوطة:-
رحل ابن بطوطه من بلاده إلى بلاد المشرق يوم الخميس 2 رجب، سنة 725هـ، فدخل بلاد مصر، والشام، والعراق، وبلاد الترك، وفارس، واليمن، والبحرين، وتركستان، وما وراء النهر، وبلاد الهند والسند، والصين، والجاوة، وبلاد التتر، وأوسط أفريقيا، وحج سنة 726هـ. وصفه لبعض المواضع في الجزيرة العربية
الاستفادة من الملوك والسلاطين في أسفاره:-
لقي الكثير من الملوك والمشايخ، واتصل بكثير من الملوك والأمراء؛ فمدحهم، وكان ينظم الشعر، واستعان بهباتهم على أسفاره، وجاور بمكة، واستقر عند ملك الهند، فحظي لديه، وولَّاه القضاء، وأفاده مالاً جسيماً، وكانت رحلته على رسم الصوفية زيّاً وسجيّةً. فلو أنَّ فوقَ الشَّمسِ للمَجْدِ رتبـةً.. لَكُنْتَ لأعـلَاهَـا إِمَـامـاً مُؤهَّـلا فأنتَ الإمام المـاجِدُ الأوحَــدُ الذي.. سجــايــاه حتماً أن يقولَ ويفعَـلا من قصيدة ابن بطوطة اللامية في مدح السُّلطان وهوَ بالهِند. ويلفت نظرنا ابن بطوطة إلى مناهضة العنصرية من لدن بعض الحُكَّام الهنود المستنيرين في عهده، والذين حرَّموا في إقليمهم استعمال كلمة "الأجنبي" أو حتى كلمة "الغريب". ولمَّا استولى القحطُ على بلاد الهِندِ والسِّند، واشتدَّ الغلاء، حتَّى بَلَغَ منُّ القمحِ إلى ستة دنانير؛ أمر السُّلطان أن يُعطى لجميع أهل دهلي نفقة ستَّة أشهر من المخزن، بحسابِ رطلٍ ونصف من أرطال المغرب، لكلِّ إنسانٍ في اليوم، صغيراً وكبيراً حُرَّاً وعبداً، وخَرَجَ الفقهاء والقضاة يكتبون الأزمَّة بأهل الحارات، ويُحضِرون النَّاس، ويُعطى لكُلِّ واحد عولة ستة أشهرٍ يقتاتُ بها.
الأكثر قراءة الآن
المزيد من المشاركات
رحلة ابن بطوطة إلى الصومال
بعد أن انتهى ابن بطوطة من زيارة عدن، انتقل إلى زيلع الصومالية، ومنها إلى أكثر من مدينة صومالية، حيث استقر في كل مدينة لمدة أسبوع كامل، وقد وصف مقديشو في كتابه بالمدينة الكبيرة بإفراط. ويقول ابن بطوطة في وصفه لطبيعة أهل الصومال، وعاداتهم في الطعام: " طعامهم الأرز المطبوخ بالسمن، يجعلونه في صفحة خشب كبيرة، ويجعلون فوقه صحاف الكوشان أو الإدام من الدجاج واللحم والحوت (السمك) والبقول. ويطبخون الموز قبل نضجه في اللبن الحليب، ويجعلونه في صحفه، ويجعلون اللبن المروب في صفحة، ويجعلون عليه الليمون المصبر وعناقيد الفلفل المصبر المخلل والمملوح والزنجبيل الأخضر والعنب قبل نضجه (ثم يصف العنب بعد نضجه معجباً بطعمه اللذيذ، وأنه يشبه التفاح لكنه صغير الحجم، وهم إذا أكلوا لقمة من الأرز، أكلوا بعدها من هذه الموالح والمخللات". ثم يضيف: "الرجل الواحد من أهل مقديشو يأكل قدر ما يأكله جماعة منا" وهو ما يكشف عن عادات سكان بلاد الصومال في تناولهم للطعام. رحلة ابن بطوطة إلى الشرق الأدنى وآسيا الوسطى
سافر ابن بطوطة إلى الهند برفقة سلطان دلهي محمد بن توغلوك مع قبائل الحجاج المتجهة إلى هناك، حيث عمل مترجمًا ودليلًا للقافلة، ثم انتقل بعدها إلى تركيا وشبه جزيرة القرم، ثم إلى القسطنطينية عام 1334، حيث قابل الإمبراطور أندرونيكوس باليولوقوس الثالث، ثم انتقل إلى أفغانستان حتى وصل إلى الهند التي قضى بها 9 سنوات.