أبدت نقابة الصحفيين تحفظها على القرار، خوفًا من "تقييد كشف الخلل وعدم القدرة على تسليط الضوء عليه وخاصة على الصحفيين الذين من واجبهم أن يوضحوا الأمور ويكشفوا الخلل". دفعت هذه الحالة أعلى رأس في هرم الدولة، الملك الأردني: أن يُوجه أمله لـ"منابر الإعلام كأحد روافع نظم تدفق المعلومات". في حين أنَّ الحكومة، المسؤولة عن تدفق المعلومات للصحفيين، لم تقدّم شيئًا ليجري نظمه، فاضطر أغلب الصحفيين لاعتماد نبع تدفقٍ آخر للمعلومات، وهو مواقع التواصل الاجتماعي.
- انطلاق "دافوس البحر الميت" .. بحضور ألف من قادة الحكومات والشركات
انطلاق &Quot;دافوس البحر الميت&Quot; .. بحضور ألف من قادة الحكومات والشركات
انتهاكٌ لخصوصيّة الضحايا وذويهم، معلومات ناقصةٌ، أخبار وصور مُضلِّلةٌ فتحت الباب أمام انتشار الشائعات، كان هذا هو الطابع العام في تغطية الإعلام الأردني لغرق أردنيين- أغلبهم أطفال- في وادٍ قريب من البحر الميّت بعدما دهمتهم السيول. بالمقابل، حاولت الحكومة حجب المعلومات عن الصحافة، وقدّمت رواية لم تتح "إعادة صياغة رواية جديدة محبوكة ومتينة". أدَّى ذلك إلى ارتفاع وتيرة الشائعات بين المواطنين من جهة، والاستعانة بالتخمين، لا التقصّي والتحليل لتفسير الحادثة لدى الصحفيين من جهة أخرى. سؤال "أين" يُغيّرُ مجرى القصة
بدأت المعلومات الأوليّة ترد غُرف الأخبار في وسائل الإعلام الأردنية مساء الخميس 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، أي بعد ساعاتٍ من وقوع الحادثة. تفاصيل المعلومات في الأخبار لم تكن واضحة للمُتابع؛ إذ لم تُشر أغلب التغطيات إلى المكان الذي وقعت فيه الحادثة، واستبدلت المكان بوصف عام وهو «في منطقة البحر الميّت». أخذت وسائل إعلامٍ عربيّةٍ وأجنبيّةٍ بالتخمين والتخييل عن مكان وقوع الحادثة، أكَّد أحد هذه التغطيات أن "السيول جرفت بقسوة حافلة طلاب مدرسيّة لتلاميذ في المرحلة الابتدائيّة"، وأوردت تغطيةٌ أخرى لموقعٍ محليّ «انهيار عبَّارة ودَهْم المياه لطلاب مدرسة» أو انهيار جسرٍ قرب البحر الميّت تنزّه عليه الطلاب وانجرافهم، أو جسرٌ سبّب الكارثة ، أو جرف سيول -ضربت المنطقة - حافلة مدرسية.
وهكذا أصبحت المخطوطات السبع الأولى في حوزة الجامعة العبرية الإسرائيلية. عندما تم إعلان الهدنة بين الدول العربية وإسرائيل في 7 يناير 1949، أصبحت منطقة قمران والثلث الشمالي من منطقة البحر الميت تحت سيطرة المملكة الأردنية الهاشمية، وبدأ الأردنيون ينظمون عمليات أثرية للبحث عن المخطوطات، وكان التعامرة يحتفظون بموقع الكهف سرًا لا يبوحون به لأحد، فتمكن الجيش الأردني من العثور على الكهف في نهاية يناير 1949. بعد ذلك نظم الأردنيون عمليات داخل الكهف، بإشراف هاردنج البريطاني، وكان يشغل مدير الآثار الأردنية، والكاهن رولاند دي فو، الذي كان مديرًا للإيكول بيليك دي فرانس الشرقية. وعثر الأثريون على مئات القصاصات الصغيرة داخل الكهف، إلى جانب قطع من الفخار والقماش والخشب، ساعدت في تحديد تاريخ المخطوطات. إلا أن عمليات التنقيب الاثرية لم تبدأ في بقايا خربة قمران- التي تقع أسفل الكهف- إلا في نوفمبر 1951، حيث تم العثور على أطلال القرية الصغيرة التي عاش بها العيسويون، وبها بقايا رومانية من بينها عملات نقدية، يشير تاريخها على أن هذا الموقع كان مسكونًا إلى أن قامت حركة التمرد اليهودية ضد الرومان في الفترة ما بين 66- 70 م، والتي انتهت بحرق مدينة القدس، وطرد اليهود من المنطقة المحيطة بها.