خرجه ابن أبي الدنيا. [ ص: 596] ولبعض المتقدمين في هذا المعنى: عسى ما ترى أن لا يدوم وأن ترى. له فرجا مما ألح به الدهر عسى فرج يأتي به الله إنه. له كل يوم في خليقته أمر إذا لاح عسر فارج يسرا فإنه. قضى الله أن العسر يتبعه اليسر
إعراب قوله تعالى: إن مع العسر يسرا الآية 6 سورة الشرح
الرسم العثماني فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا الـرسـم الإمـلائـي فَاِنَّ مَعَ الۡعُسۡرِ يُسۡرًا تفسير ميسر: فلا يثنك أذى أعدائك عن نشر الرسالة؛ فإن مع الضيق فرجًا، إن مع الضيق فرجًا. تفسير ابن كثير تفسير القرطبي تفسير الطبري تفسير السعدي تفسير الجلالين اعراب صرف وقوله تعالى "فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا" أخبر تعالى أن مع العسر يوجد اليسر ثم أكد هذا الخبر.
القرآن الكريم - في ظلال القرآن لسيد قطب - تفسير سورة الشرح - الآية 6
ومن المفسرين من جعل اليسر في الجملة الأولى يسر الدنيا وفي الجملة الثانية يسر الآخرة وأسلوب الكلام العربي لا يساعد عليه لأنه متمحض لكون الثانية تأكيداً. إسلام ويب - تفسير ابن رجب - تفسير سورة الشرح - تفسير قوله تعالى فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا- الجزء رقم2. هذا وقول النبي صلى الله عليه وسلم «لن يغلب عسر يسرين» قد ارتبط لفظه ومعناه بهذه الآية. وصُرح في بعض رواياته بأنه قرأ هذه الآية حينئذ وتضافر المفسّرون على انتزاع ذلك منها فوجب التعرض لذلك ، وشاع بين أهل العلم أن ذلك مستفاد من تعريف كلمة العسر وإعادتها معرفة ومن تنكير كملة «يسر» وإعادتها منكَّرة ، وقالوا: إن اللفظ النكرة إذا أعيد نكرة فالثاني غير الأول وإذا أعيد اللفظ معرفة فالثاني عين الأول كقوله تعالى: { كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فعصى فرعون الرسول} [ المزمل: 15 ، 16]. وبناء كلامهم على قاعدة إعادة النكرة معرفة خطأ لأن تلك القاعدة في إعادة النكرة معرفة لا في إعادة المعرفة معرفة وهي خاصة بالتعريف بلام العهد دون لام الجنس ، وهي أيضاً في إعادة اللفظ في جملة أخرى والذي في الآية ليس بإعادة لفظ في كلام ثان بل هي تكرير للجملة الأولى ، فلا ينبغي الالتفات إلى هذا المأخذ ، وقد أبطله من قبل أبو علي الحسين الجرجاني في كتاب «النظم» كما في «معالم التنزيل».
إسلام ويب - تفسير ابن رجب - تفسير سورة الشرح - تفسير قوله تعالى فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا- الجزء رقم2
قوله تعالى: فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا [ ص: 95] أي إن مع الضيقة والشدة يسرا ، أي سعة وغنى. ثم كرر فقال: إن مع العسر يسرا ، فقال قوم: هذا التكرير تأكيد للكلام كما يقال: ارم ارم ، اعجل اعجل قال الله تعالى: كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون. ونظيره في تكرار الجواب: بلى بلى ، لا لا. وذلك للإطناب والمبالغة قاله الفراء. ومنه قول الشاعر [ الخنساء]: هممت بنفسي بعض الهموم فأولى لنفسي أولى لها وقال قوم: إن من عادة العرب إذا ذكروا اسما معرفا ثم كرروه ، فهو هو. وإذا نكروه ثم كرروه فهو غيره. وهما اثنان ، ليكون أقوى للأمل ، وأبعث على الصبر قاله ثعلب. وقال ابن عباس: يقول الله تعالى خلقت عسرا واحدا ، وخلقت يسرين ، ولن يغلب عسر يسرين. وجاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه السورة: أنه قال: " لن يغلب عسر يسرين ". إعراب قوله تعالى: إن مع العسر يسرا الآية 6 سورة الشرح. وقال ابن مسعود: والذي نفسي بيده ، لو كان العسر في حجر ، لطلبه اليسر حتى يدخل عليه ولن يغلب عسر يسرين. وكتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعا من الروم ، وما يتخوف منهم فكتب إليه عمر - رضي الله عنه -: أما بعد ، فإنهم مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة ، يجعل الله بعده فرجا ، وإنه لن يغلب عسر يسرين ، وإن الله تعالى يقول في كتابه: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.
[ ص: 593] سورة الشرح
قوله تعالى: فإن مع العسر يسرا (5) إن مع العسر يسرا
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فإن مع العسر يسرا" هو منتزع من قوله تعالى: سيجعل الله بعد عسر يسرا وقوله عز وجل: فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا
وخرج البزار في "مسنده " وابن أبي حاتم - واللفظ له - من حديث أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو جاء العسر، فدخل هذا الجحر، لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه "، فأنزل الله عز وجل: فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا. وروى ابن جرير وغيره من حديث الحسن مرسلا نحوه، وفي حديثه: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لن يغلب عسر يسرين ". القرآن الكريم - في ظلال القرآن لسيد قطب - تفسير سورة الشرح - الآية 6. وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن ابن مسعود ، قال: " لو أن العسر دخل في جحر لجاء اليسر حتى يدخل معه، ثم قال: قال الله تعالى: فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا
وبإسناده أن أبا عبيدة حصر فكتب إليه عمر يقول: مهما ينزل بامرئ شدة [ ص: 594] يجعل الله له بعدها فرجا، وإنه لن يغلب عسر يسرين، وإنه يقول: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب واليسر بالعسر: أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى، حصل للعبد الإياس من كشفه من جهة المخلوقين.