[الأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة] أذكر نفسي وأحبابي ببعض الأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة، وهذا هو عنصرنا الثالث والأخير. من أعظم الأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة حسن الخلق، فعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذي). آه من الحديث عن حسن الخلق! ما أحوج الأمة بحكامها وعلمائها وشيوخها ودعاتها ورجالها ونسائها وشبابها إلى حسن الخلق! فإن حسن الخلق الآن منهج نظري منير، ونرى بوناً شاسعاً رهيباً بينه وبين سوء خلق كمنهج واقعي عملي مرير. فأين أخلاق الإسلام؟!! أين أخلاق محمد عليه الصلاة والسلام؟! فما أيسر التنظير يا إخوة! الميزان يوم القيامة. أقول: إن أرفف المكتبات في بيوتنا وفى مدارسنا وجامعاتنا تئن بأطنان المجلدات، التي سطر فيها المنهج النظري المشرق المنير، ولكن لو فتشت في واقع الأمة، ونظرت نظرة سريعة إلى أحوال الناس؛ لرأيت بوناً شاسعاً بين هذا المنهج النظري المنير وبين الواقع المؤلم المر المرير. فأين الصدق؟! أين الإخلاص؟! أين الأمانة؟! أين الرفق؟! أين الحلم؟! أين العفو؟! أين الصلة؟! أين البر؟! أين الرجولة؟!
- ص9 - كتاب الدار الآخرة محمد حسان - الأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة - المكتبة الشاملة
- الميزان يوم القيامة: صفته وأدلته وحكمته وآثار الإيمان به
- ما هي الأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة؟
ص9 - كتاب الدار الآخرة محمد حسان - الأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة - المكتبة الشاملة
فاطلبني عند الميزان قلت. الميزان يوم القيامة. فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطأ هذه الثلاث المواطن رواه الترمذي. أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة كتابة شيرين طقاطقة – آخر تحديث. ثنا يوسف بن صهيب عن موسي عن بلال ابن يحى عن حذيفة. فإن لم ألقك عند الميزان. 47 قال في شرح الطحاوية. والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد رواه أحمد كما جاء في أحد سياقات حديث البطاقة الذي سبق ذكره ففيه. هذا المقطع مرفوع على قناة ارشيف الشيخ راغب السرجانيتجد في قناتنا جميع سلاسل الشيخ راغب السرجاني ومحاضراته. ونضع الموازين القسط ليوم القيامة الأنبياء. أو ما يقال إن صاحب الميزان يوم القيامة هو جبريل عليه السلام أخرجه الطبري في جامع البيان 8 123 عن الحارث قال. ص9 - كتاب الدار الآخرة محمد حسان - الأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة - المكتبة الشاملة. May 04 2014 وقد دلت النصوص الشرعية على ثبوت الميزان وإقامته يوم القيامة وأنه بيد الرحمن جل جلاله يرفع به أقواما ويضع به آخرين وبالميزان تتحدد مآلات البشر يوم القيامة ونهاياتهم فوزا أو خسارة وإذا كانت المحاسبة لتقرير الأعمال فالوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها. ١٤٤٣ ١ ديسمبر ٢٠١٥ ذات صلة. الميزان هو أحد المواقف التي سيمر بها كل البشر يوم القيامة ضمن مواقف أو مراحل الحساب التي تسبق دخول الجنة- رزقنا الله إياها- أو النار- أعاذنا الله منها وأبعدنا عنها- وبالتالي فهو حقيقة إيمانية لا تتجزأ عن الإيمان باليوم الآخر.
وذكرُ الله تعالى مما يثقل كِفة الحسنات، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: " كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ ". وقال صلى الله عليه وسلم: " الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لله تَمْلأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ الله وَالْحَمْدُ لله تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ- مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ". رواه مسلم. ما هي الأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة؟. والإنفاق في سبيل الله، وإمداد المجاهدين بالعدة والعتاد، مما يثقل الميزان؛ فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من احتبس فرسًا في سبيل الله، إيمانًا بالله، وتصديقًا بوعده، كان شبعه وريه، وروثه، وبوله، حسنات في ميزانه يوم القيامة ". وأثقل الأعمال في الميزان حسنُ الخلق وطيب المعشر مع الأهل والصاحب والولد والناس أجمعين، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ " رواه أحمد وأبو داود. نسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق إنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا هو، فطوبى لمن ثَقُل ميزانه.
الميزان يوم القيامة: صفته وأدلته وحكمته وآثار الإيمان به
وأما نفي وزن الأعمال بأي حجة من الحجج كالقول بأنها أعراض لا تقبل الوزن بخلاف الأجسام فإن هذا قول خاطئ سببه قياس قدرة الله تعالى بقدرة العبد الضعيفة، فلا يستحيل على الله تعالى أن يزن الأعمال وزناً ظاهراً يرى للعيان، بل ويوزن العبد نفسه كما جاء في الحديث: " توضع الموازين يوم القيامة فيؤتى بالرجل فيوضع في كفه"، وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة. قال: اقرءوا إن شئتم فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا)) [الكهف:105] وقال صلى الله عليه وسلم في حق ابن مسعود حين ضحك الصحابة من دقة ساقيه: (( والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد)) رواه أحمد (1/420) (3991)، والطيالسي (355)، وأبو يعلى (9/209)، وابن حبان (15/546)، والطبراني (9/78). قال ابن كثير في ((نهاية البداية والنهاية)) (2/29): إسناده جيد قوي. الميزان يوم القيامة: صفته وأدلته وحكمته وآثار الإيمان به. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (9/292): رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني من طرق وأمثل طرقها فيه عاصم بن أبى النجود وهو حسن الحديث على ضعفه، وبقية رجال أحمد وأبى يعلى رجال الصحيح.
بناء على الأحاديث الواردة في ذلك – وإن امتنعوا عن تكييفهما -، فقد أخبر صلى الله عليه وسلم بذلك كله لا ينكره إلا أهل البدع. يقول الأصفهاني: " كل ما أخبر به محمد صلى الله عليه وسلم من عذاب القبر، ومنكر ونكير، وغير ذلك من أهوال القيامة والصراط والميزان والشفاعة والجنة والنار ؛ فهو حق لأنه ممكن وقد أخبر الصادق فليزم صدقه" ((شرح العقيدة الأصفهانية)) (ص 146) ضمن ((الفتاوى الكبرى)). ويقول ابن تيمية: " أنه قد استفاضت بأخبار يوم القيامة تلك الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكرها إلا أهل البدع من خوارج ومعتزلة " ((الفتاوى الكبرى)) ( 5 / 149). ويقول علي بن علي الحنفي مثبتاُ وزن الأعمال والعباد أنفسهم وكفتي الميزان: " والذي دلت عليه السنة أن ميزان الأعمال له كفتان حسيتان مشاهدتان". ثم استدل بحديث صاحب البطاقة قال: " فثبت وزن الأعمال والعامل وصحائف الأعمال، وثبت أن الميزان له كفتان، والله تعالى أعلم بما وراء ذلك من الكيفيات" انظر: ((شرح الطحاوية)) (ص 336 – 337). انظر: ((الحياة الآخرة ما بين البعث إلى دخول الجنة أو النار)) ، ففيها تفاصيل واسعة عن هذا الموضوع إن شاء الله تعالى. وقد أراد الله تعالى لبيان كمال عدله وظهور أمره للعيان أن ينصب الموازين القسط ليوم القيامة، فلا تظلم نفس شيئاً، وإن كان مثقال حبة من خردل.
ما هي الأعمال التي تثقل الميزان يوم القيامة؟
ثمّ إِنه تعالى يقول في المقطع الآخر من الآية: { فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} [الأعراف: 8، 9]
إِنّ من البديهي أنّ المراد من الخفّة والثقل في الموازين ليس هو خفة وثقل نفس الميزان، بل قيمة ووزن الأشياء التي توزن بواسطة تلك الموازين، وتُقاس بتلك المقاييس. ثمّ إِنّ في التعبير بجملة «خسروا أنفسهم» إِشارة لطيفة إِلى هذه الحقيقة ، وهي أن هؤلاء قد أصيبوا بأكبر الخسارات، لأنّ الإِنسان قد يخسر ماله، أو منصبه، ولكنّه قد يخسر أصل وجوده من دون أن يحصل على شيء في مقابل ذلك، وتلك هي الخسارة الكبرى، والضرر الأعظم. ____________________
1- رويت هذه الرواية من عبيد بن عمير في تفسير «مجمع البيان» وتفسير «الطبري» وظاهر العبارة يوحي بأن الكلام هو لعبيد وليس لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). 2- بحار الأنوار، الطبعة الجديدة، ج 7، ص 252 و251. 3- المصدر السابق. 4- تفسير نور الثقلين، ج 2، ص 5 ؛ وتفسير ج8 ،ص16.
أين الشهامة؟! أين الكرامة؟! أين الحياء؟! أين أخلاق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؟! والله! والله! إني لأتهم نفسي كما قال عز وجل: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف:٥٣] ويرن في أذني الآن قول القائل: وغير تقي يأمر الناس بالتقى طبيب يداوي والطبيب عليل فأسأل الله أن يستر علي وعليكم، وأن يردني وأن يردكم وأن يرد الأمة كلها إلى الخلق الجميل رداً جميلاً، إنه ولي ذلك والقادر عليه. ما أحوجنا إلى محاسن الأخلاق! وما أحوجنا إلى مكارم الأخلاق! يا شباب! أيها المسلمون! أقول دائماً: لقد نجح المصطفى صلى الله عليه وسلم في أن يقيم للإسلام دولة من فتات متناثر وسط صحراء تموج بالكفر موجاً، فإذا دولة الإسلام بناء شامخ لا يطاوله بناء، نجح المصطفى في ذلك يوم أن طبع عشرات الآلاف من النسخ من المنهج التربوي الإسلامي العظيم، ولكنه لم يطبعها بالحبر على صحائف الأوراق، وإنما طبعها على صحائف القلوب بمداد من النور، فحول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المنهجَ الأخلاقي الإسلامي إلى واقع عملي، يتألق سمواً وروعةً وجلالاً في دنيا البشر، فذهلت البشرية بهذا المنهج. لكنني أقول: إن أعظم حجر يقف الآن في سبيل الإسلام في الشرق والغرب هو أخلاق المسلمين، فإن الرجل في الشرق والغرب ينظر إلى المسلمين هناك، فيرى المسلم يزني، ويبيع الخنزير، ويشرب الخمر، ولا يحافظ على الصلوات، فينظر هذا الرجل إلى هذا المسلم الذي يتغنى بالإسلام، فيرى أنه قد يفوقه خلقاً سيئاً، فالحجر الكئود والعقبة الكئود في طريق الزحف الإسلامي في الشرق والغرب هي أخلاقنا إلا من رحم ربنا.