متى
يفضح الله عبده العاصي
فضح الله في الأيام السابقة عددا ممن يعمل في
الإعلام، أو في مواقع التواصل، وهم أكثر من شخص، وذلك بانتشار مقاطع فديو بشكل مشين جدا، وتداولها
الناس في مواقع التواصل وصار ذمهم على كل
لسان…
وأقول تعليقا على ذلك:
الأصل أن الله يحب الستر على عبده العاصي، كما
جاء في الحديث:
( إن الله عز وجل حيي ستير، يحب
الحياء والستر)
ولكن قد يفضح الله عز وجل بعدله بعض عباده على
رؤوس الخلائق؛ لحكمة أرادها الحكيم العليم. متى يفضح الله العبد. و لفضح الله عبده أسباب:
- منها كون العاصي مجاهرا مستهترا متبجحا
مفتخرا بمعصيته فهذا خليق بالفضح كما في الحديث:
( كل أمتي معافى إلا
المجاهرين)متفق عليه
- ومنها كونه ممن يغش المؤمنين ويسعى في فسادهم
- ومنها كونه مصرا على الذنب على وجه التكبر
- ومنها تتبع أخطاء الأخرين ونشرها كما في
الحديث:( من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته)
وقد تكون هناك أسباب أخرى
وهذه الأسباب ليست قطعية، فعلم ذلك عند الله عز
وجل، ولكنها اجتهادات في النصوص والواقع. وهذه أسباب تسبق وقوع الفضائح أي تحصل
بسببها تلك الفضائح. و الله عز وجل يقدر وقوع هذه الفضائح لحكم
عظيمة تحصل بعد وقوع هذا الأمر الله أعلم بها وقد يكون منها:
- بيان
حقيقة هؤلاء للناس حتى لا ينخدعوا بهم.
الاختيار 3 يعرض أسرارا وتسجيلات لأول مرة عن خيرت الشاطر والجماعة الإرهابية - أخبار مصر - الوطن
السؤال:
البعض من الناس أقول: بعد عودته إلى الله يذكر الناس بما عمل في أيامه الماضية مع أن الله ستره، هل من توجيه حول هذا؟
الجواب:
لا يجوز له أن يقول: فعلت وفعلت، يحمد الله الذي ستره، الإنسان إذا ستره الله لا يفضح نفسه، ولكن يحث الناس على التوبة، ويرغبهم فيها، ويذكر لهم الآيات والأحاديث، هذا هو الواجب عليه. أما أن يقول: فعلت كذا و.. لا، لا يجوز، من ستره الله؛ يحمد ربه على الستر.
متى يفضح الله العبد
ولكن لا ينبغي للمؤمن أن يغتر بعدم فضيحته ويستمر في الوقوع في الذنب ، ويستسهل المعاودة المرة بعد المرة فها هنا لا يكون ذلك ستر الله عليه نعمة منه سبحانه بل يكون استدراجاً وعقوبة له فليحذر المؤمن ولا يأمن مكر الله جل جلاله. فاللهم استرنا في الدنيا والآخرة واغفر لنا ما مضي وارزقنا الصلاح والفلاح فيما هو قادم واهدنا اللهم إلي صراطك المستقيم وصلى اللهم وسلم وبارك علي سيدنا محمد
قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم. فيعطى صحيفة حسناته. وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على الله. فهذا يدل على أن الله تعالى يستر عبده المؤمن المستتر بالمعصية في الدنيا، ثم يتم عليه ستره يوم القيامة. قال ابن حجر في (فتح الباري): العصاة من المؤمنين في القيامة على قسمين: أحدهما: من معصيته بينه وبين ربه، فدل حديث ابن عمر على أن هذا القسم على قسمين: قسم: تكون معصيته مستورة في الدنيا، فهذا الذي يسترها الله عليه في القيامة، وهو بالمنطوق. الاختيار 3 يعرض أسرارا وتسجيلات لأول مرة عن خيرت الشاطر والجماعة الإرهابية - أخبار مصر - الوطن. وقسم: تكون معصيته مجاهرة، فدل مفهومه على أنه بخلاف ذلك. اهـ. وهذا وإن كان هو الأصل أو الغالب، إلا أن حكمة الله تعالى قد تقتضي في بعض الأحيان في حق بعض الناس أن يرفع الله عنه ستره، ويظهر عيبه أو ذنبه لبعض خلقه، إما تعجيلا للعقوبة، أو تنبيها وزجرا للمؤمن، أو عبرة لمن يعتبر، أو غير ذلك من الحكم التي لا نحيط بها علما، فيبقى المؤمن راجيا عفو الله وستره، خائفا من مكره وعقابه؛ قال تعالى: { أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99] وقال عز وجل: { وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر: 10].