قولُه تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}، وجهُ الدلالة: أن في الآيةِ استفهام إنكار، يدل على امتناع تحريمِ مطلَقِ الزِّينةِ، ويَلزَمُ مِن امتناعِ تحريمِ مُسمى الزّينة ألَّا يَحرمَ شَيء مِن آحادِها، فإذا انتَفَت الحُرمةُ بَقِيَت الإباحةُ، وهي الأصلُ في أنواعِ التجَمُّلاتِ. قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا}. قال تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} وَجهُ الدَّلالةِ من الآيتين:
أن قَولَه: وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلية تَلْبَسُونَهَا أي: لؤلؤًا ومَرجانًا، كما في الآيةِ الثانيةِ، وظاهِرُ قَولِه: تَلْبَسُونَهَا أنه يجوزُ للرِّجالِ أن يلبسوا اللؤلؤَ والمرجان، فهُما بنص القرآنِ حلال للرجالِ والنساءِ. حكم لبس السلاسل وأساور الفضة للرجال - إسلام ويب - مركز الفتوى. شاهد أيضًا: حكم استعمال انية الذهب والفضة في الاكل والشرب والملبس
إلى هنا نكون قد بينا حكم لبس الالماس للرجال ، كما بينا العديد من الأحكام المتعلقة بالرجال وزينتهم، فكما أنّ للمرأة زينة محرمة وللرجل أيضًا له زينة يُحاسب عليه كحرمته للبس الذهب الخام والأبيض.
- حكم لبس السلاسل وأساور الفضة للرجال - إسلام ويب - مركز الفتوى
- فاسأَلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
- وقفات مع القاعدة القرآنية: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
- القاعدة التاسعة والأربعون: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) - الكلم الطيب
- فاسألوا أهل الذكر - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ١١٥
حكم لبس السلاسل وأساور الفضة للرجال - إسلام ويب - مركز الفتوى
[٣]
وأجازوا من الحليّ الخاتم؛ إلّا أن يكون من الذّهب؛ فحرمانية الذّهب للرجل بجميع أشكاله معروفة بالإجماع لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "الحَريرُ والذَّهَبُ حرامٌ على ذُكورِ أُمَّتي، حِلٌّ لإنَاثِهم" [٤] أمّا ما عداه من المعادن؛ فلا بأس فيه؛ ولا بأس في أن يرصّع الخاتم بحجر كريم، ويراعى في ذلك حال أهل البلد، فمن الأحجار الكريمة ما عرف في بعض المجتمعات اختصاصه للنساء أيضًا، وعلى الرجل التحرّي للخروج من باب التشبه بهنّ؛ مع وجود ما هو معروف مشهور للرجال من هذه الأحجار كالعقيق والكهرمان وغيرها، وقد أجمع العلماء على كراهة الإسراف الذي يدعو للخيلاء في أي نوع من ذلك حتى وإن كان حلالًا.
، فالأصلُ في لباسِ الفضةِ هو الحلُّ حتى يقومَ دليلٌ على التحريمِ [773] ((مجموع الفتاوى)) لابن تَيميَّةَ (25/65). ، ولم يصِحَّ عنه في المنعِ مِن لِباسِ الفِضَّةِ والتحَلِّي بها شيءٌ البتَّةَ [774] ((زاد المعاد)) لابن القيم (4/320). 3- قال تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ [الأنعام: 119] وجهُ الدلالةِ: أنَّ الله تعالى لم يُفصِّلْ تحريمَ التحلِّي بالفضةِ في ذلك، فهي حلالٌ [775] ((المحلى)) لابن حزم (9/246). ثانيًا: إذا جاز التختمُ بالفضةِ، فلا فرقَ بينَ الأصابعِ وسائرِ الأعضاءِ [776] ((الشرح الكبير)) للرافعي (6/28). وقال ابن تَيميَّةَ: (فإذا جاءت السنةُ بإباحةِ خاتَمِ الفِضَّةِ، كان هذا دليلًا على إباحةِ ذلك، وما هو في معناه، وما هو أولى منه بالإباحةِ). ((مجموع الفتاوى)) (25/65). انظر أيضا:
الفرع الأول: حُكمُ لُبسِ الرَّجُلِ الذَّهَبَ والتزينِ به. الفرع الثالث: تَزيينُ الصِّبيانِ بالذَّهَبِ.
وورد في بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار (رحمه الله):
في باب (في أئمة آل محمد عليهم السلام إنهم أهل الذكر الذين أمر الله بسؤالهم والأمر إليهم إن شاؤوا أجابوا وإن شاؤوا لم يجيبوا)، حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرمي قال كنت عند أبي جعفر عليه السلام ودخل عليه الورد أخو الكميت فقال جعلني الله فداك اخترت لك سبعين مسألة ما يحضرني مسألة واحدة منها قال ولا واحدة يا ورد قال بلى قد حضرني واحدة قال وما هي قال قول الله تبارك وتعالى فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون قال يا ورد أمركم الله تبارك وتعالى إن تسئلونا ولنا إن شئنا أجبناكم وان شئنا لم نجبكم. وحدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن علي الوشا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال سمعته يقول قال علي بن الحسين عليه السلام على الأئمة من الفرض ما ليس على شيعتهم وعلى شيعتنا ما ليس علينا أمرهم الله ان يسئلونا فقال فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فأمرهم إن يسئلونا وليس علينا الجواب ان شئنا أجبنا وان شئنا أمسكنا. -وفي رواية أخرى- حدثنا أحمد بن محمد عن أحمد بن أبي نصر قال كتبت إلى الرضا عليه السلام كتابا فكان في بعض ما كتب إليه قال الله عز وجل فسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وقال الله وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون فقد فرضت عليكم المسألة ولم يفرض علينا الجواب قال الله عز وجل فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون أهوائهم ومن أضل ممن اتبع هويه بغير هدى من الله.
فاسأَلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
كما لم يكن الراوي هو الثعلبي فقط، فقد رواه غيره من أئمّة التفسير عند أهل السُنّة أيضاً. روى الحاكم الحسكاني بإسناده عن يوسف بن موسى القطّان، عن وكيع، عن سفيان، عن السدّي، عن الحارث، قال: سألت عليّاً عن هذه الآية (فاسألوا أهل الذكر) فقال: واللّه إنّا لنحن أهل الذِكر، نحن أهل العلم، ونحن معدن التأويل والتنزيل، ولقد سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم يقول: «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه»(4). وقال القرطبي: «قال جابر الجعفي: لمّا نزلت هذه الآية قال عليّ رضي اللّه عنه: نحن أهل الذِكر»(5). وقال أبو جعفر الطبري: «حدّثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن يمان، عن إسرائيل، عن جابر، عن أبي جعفر: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) قال: نحن أهل الذكر»(6). ورواه الحاكم الحسكاني بإسناده عن عثمان بن أبي شيبة، عن ابن يمان، عن إسرائيل، عن جابر، عن أبي جعفر....
وبأسانيد أُخرى، عن ابن يمان، به... (7). وقفات مع القاعدة القرآنية: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). وبأسانيد أُخرى، عن الإمام أبي جعفر محمّد بن عليّ، فيها غير واحد من الحفّاظ وثقات المحدّثين... وجاء في واحد منها قوله: «هم الأئمّة من عترة رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم.
وقفات مع القاعدة القرآنية: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
قال العلامة السعدي في تفسيره على هذه الآية: وأن بذلك - أي بسؤال أهل العلم- يخرج الجاهل من التبعة. الوقفة التاسعة: في دلالة الآية على أن من ليس عنده قدرة على معرفة الدليل والبحث فإن عليه تقليد العلماء، قال العلامة ابن قدامة رحمه الله: لأن فرض العامي سؤال العلماء وتقليدهم ، لقول الله تعالى { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}. المغني ( ٢٥/٣). وأنقل فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في توضيح هذا الأمر: سئل رحمه الله تعالى: ما الواجب على العامي ، ومن ليس له قدرة على طلب العلم ؟ فأجاب فضيلته بقوله: يجب على من لا علم عنده ، ولا قدرة له على الاجتهاد: أن يسأل أهل العلم؛ لقوله تعالى: { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: ٧]. ولم يأمر الله تعالى بسؤالهم إلا من أجل الأخذ بقولهم، وهذا هو التقليد. فاسأَلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. لكن الممنوع في التقليد أن يلتزم مذهبًا معينًا يأخذ به على كل حال ويعتقد أن ذلك طريقه إلى الله -عز وجل- فيأخذ به ، وإن خالف الدليل. وأما من له قدرة على الاجتهاد؛ كطالب العلم الذي أخذ بحظ وافر من العلم، فله أن يجتهد في الأدلة ، ويأخذ بما يرى أنه الصواب ، أو الأقرب للصواب.
القاعدة التاسعة والأربعون: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) - الكلم الطيب
لا ينفع مال ولا بنون. فكيف والحال هذه، يشهد بها كتاب الله الحكيم، وسنة رسوله العظيم، ومع ذلك يريد أهل السنة منع المسلمين من التكلم والنقاش في الصحابة لئلا ينكشف الحق ويعرف المسلمون، أولياء الله فيوالونهم كما يعرفون أعداء الله ورسوله فيعادونهم. كنت يوما في العاصمة التونسية داخل مسجد عظيم من مساجدها، وبعد أداء فريضة الصلاة جلس الإمام وسط حلقة من المصلين وبدأ درسه بالتنديد والتكفير لأولئك الذين يشتمون أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم واسترسل في حديثه قائلا:
إياكم من الذين يتكلمون في أعراض الصحابة بدعوى البحث العلمي والوصول لمعرفة الحق، فأولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، إنهم يريدون تشكيك الناس في دينهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا وصل بكم الحديث إلى أصحابي فأمسكوا، فوالله لو أنفقتم مثل أحد ذهبا لما بلغتم معشار معشار أحدهم. وقاطعه أحد المستبصرين كان يصحبني قائلا: هذا الحديث غير صحيح وهو مكذوب على رسول الله! وثارت ثائرة الإمام وبعض الحاضرين والتفتوا إلينا منكرين مشمئزين، فتداركت الموقف متلطفا مع الإمام وقتل له: يا سيدي الشيخ الجليل، ما هو ذنب المسلم الذي يقرأ في القرآن قوله: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين [آل عمران: 144].
فاسألوا أهل الذكر - الدكتور محمد التيجاني - الصفحة ١١٥
تاريخ النشر: الإثنين 15 شعبان 1423 هـ - 21-10-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 24123
14808
0
298
السؤال
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته أرجو إفادتي كيفية قضاء الأيام التي أفطرتها في الأعوام السابقة في شهر رمضان والتي أفطرتها بعذر شرعي ولكني مرت علي أعوام ولم أقض ما أفطرته من أيام وتراكمت علي حتى أنني لم أستطيع تحديدها جزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فيجب على المسلم الالتزام بشرع الله تعالى فيما أوجبه أو حرمه عليه، ولا يُعرف الحرام والحلال إلا بالعلم، والله تعالى يقول: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [النحل:43]. والسؤال عن الأمور قبل الإقبال على فعلها لا بعده، فيجب عليك أن تتوبي إلى الله أولاً من التقصير في سؤال أهل العلم، لتحصيل ما يجب عليك تعلمه، كما يجب عليك التوبة كذلك إذا كان تأخير الصوم بدون عذر. وبعد التوبة إلى الله تعالى من ذينك الأمرين يجب عليك قضاء ما فاتك من أيام مع دفع كفارة تأخير الصيام عن الأيام التي تأخر قضاؤها من غير عذر حتى دخل رمضان الآخر، وهي إطعام مسكين عن كل يوم، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 5802 والفتوى رقم: 6143 فإن كان تأخير الصيام لعذر كمرض ونحوه، فعليك القضاء فقط دون الكفارة، ولا إثم عليك لعدم التقصير أو التفريط.
وختاماً.. فإن الحديث السابق لا يفهم منه ـ أبداً ـ أن جميع من يظهرون على الفضائيات كمن ذكروا آنفاً، بل فيمن يظهر ـ ولله الحمد ـ عدد طيب من العلماء الراسخين، والشيوخ المتقنين، لكن الحديث كان منصباً على طوائف من المفتين، ليسوا على جادة أهل العلم في الفتوى، وليسوا أهلاً لها: {ولتعرفنهم في لحن القول} ، والله المستعان،وعليه التكلان، ونعوذ به سبحانه وتعالى أن نقول عليه أو على رسوله صلى الله عليه وسلم ما لا نعلم، والحمد لله رب العالمين. _______________ (1) ينظر: تفسير السعدي: (441، 519). (2) جامع بيان العلم وفضله - (2 / 201). (3) صفة الفتوى: (11).