5 Answers
السلام عليكم استاذ صفوت
شكراً لدعوتي للإجابة
وكأين: الواو استئنافية
كأين كناية عددية تفيد الإخبار عن الكثرة ، مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ
من نبي: من حرف جر زائد ، نبي اسم مجرور لفظا منصوب محلاً على أنه تمييز ، ومنع ظهور الفتحة اشتغال المحل بالحركة المناسبة
قاتل: فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره: هو
وجملة قاتل في محل رفع خبر كأين
معه: جار ومجرورمتعلقان بخبر مقدم محذوف
ربيون: مبتدأ مؤخر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. ويجوز أن نعرب ربيون: على انها فاعل لقاتل،ومعه متعلقان بالفعل
وجملة قاتل في محل جر صفة لنبي
والله أعلم
قوله تعالى: ( وكأين): الأصل فيه " أي " التي هي بعض من كل أدخلت عليها كاف التشبيه ، وصار في معنى كم التي للتكثير; كما جعلت الكاف مع ذا في قولهم " كذا " لمعنى لم يكن لكل واحد منهما ، وكما أن معنى لولا بعد التركيب لم يكن لهما قبله ، وفيها خمسة أوجه كلها قد قرئ به: فالمشهور " كأين " بهمزة بعدها ياء مشددة وهو الأصل. والثاني: " كائن " بألف بعدها همزة مكسورة من غير ياء ، وفيه وجهان: أحدهما هو فاعل من كان يكون ، حكي عن المبرد ، وهو بعيد الصحة; لأنه لو كان ذلك لكان معربا ، ولم يكن فيه معنى التكثير.
- وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في - الآية 146 سورة آل عمران
- اجتماع التعزير مع الكفارة
- حكم الحلف بالله كذبًا
- هل توجد كفارة لليمين الغموس - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام
وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في - الآية 146 سورة آل عمران
كذلك أيضًا: فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ ، ما قال: وهو يحب الصابرين؛ لأن اسم الجلالة مذكور قبل ذلك، فأظهره هنا، وكما عرفنا أن الإظهار في مقام يصح فيه الإضمار يكون لنُكتة بلاغية، فهنا يمكن أن يُقال: هذا لمزيد التفخيم والتعظيم لمحبته لهؤلاء من أهل الصبر، والثناء على هؤلاء بحُسن صبرهم، والإشعار بعلة الحكم وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين. والحكم المعلق على وصف -كما ذكرنا- مرارًا يزيد بزيادته، وينقص بنقصانه، يقوى بقوته، ويضعف بضعف هذا الوصف، فهنا وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين ، فالصبر وصف، والحكم المرتب عليه هو محبة الله وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين ، فبقدر ما يكون عند الإنسان من الصبر؛ يكون له من محبة الله ، فإذا ضعُف صبره؛ ضعُفت محبة الله له. هذه معاني كبار -أيها الأحبة-، يقولها الإنسان في حال العافية، ونسأل الله أن يشملنا وإياكم بعافيته، لكن إذا وقع البلاء، واستشعر الإنسان المرارة التي يتجرعها من الصبر، ففي هذه الحالة قد لا يتمالك، وينسى هذه المعاني والمفاهيم. فنسأل الله أن يربط على قلوبنا، وأن يُثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وفي هذا أيضًا تأكيد لهذه بالجُملة الاسمية وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين ، فالجملة الاسمية تدل على الثبوت، فهذا أمر ثابت لهم.
وفيه بعد. وعليه يكون المعنى وكم من نبي قاتل معه في جهاده كثيرون فثبتوا وصبروا على ما
أصابهم فما لكم لم تصبروا ولم يثبت منكم إلا اثنان ونحو ذلك. وعلى قول الكشاف ايها
المنتسبون إلى الرب والجهاد في سبيل ربهم لماذا فررتم ولم تصبروا كما صبر الكثيرون
من المنتسبين بالإيمان والطاعة إلى ربهم الذين جاهدوا في سبيل ربهم مع الأنبياء { فَما
وَهَنُوا لِما} اي لأجل ما { أَصابَهُمْ } من
شدائدالحرب والجهاد { فِي
سَبِيلِ اللَّهِ وما ضَعُفُوا} وهذا يدل على ان معنى الوهن
اما ما هو قريب في المعنى من الضعف او هو قسم خاص منه فإن محض التأكيد بالمترادفين
بعيد فيمكن ان يراد فما اختل نظام اجتماعهم ولم يعرض لهم الهلع وخمود العزائم وما
ضعفت أبدانهم لكونهم استسلموا للرعب والخوف وروعة الحرب { ومَا اسْتَكانُوا} الاستكانة
الذل والخضوع. ويحتمل ان يكون ذلك تعريضا بما يروى من ان بعضا هموا بأن يوسطوا عبد
اللّه بن سلول ليطلب لهم الأمان من قريش. بل ان الربيون صبروا صبر الكرام في
حروبهم { واللَّهُ
يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} وكفاهم
بذلك فضلا وفخرا.
تاريخ النشر: الأحد 8 جمادى الآخر 1433 هـ - 29-4-2012 م
التقييم:
رقم الفتوى: 178501
89939
0
517
السؤال
بعد التوكل على الله أنا عمري 18 سنة كنت أحلف بالله كذبا من غير أن أعرف، فهل بعد ما عرفت علي كفارة؟ وجزاكم الله خيرا. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تتعمد الحلف بالله كذبا وكان ذلك بعد بلوغك سن التكليف فإن عليك أن تتوب إلى الله تعالى، فإن تعمد الحلف على الكذب من كبائر الذنوب، وهو اليمين الغموس الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس. رواه البخاري وغيره. حكم الحلف بالله كذبًا. وكفارته المبادرة إلى التوبة منه، فهذا هو الواجب فيه عند جمهور أهل العلم، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فقد قال الله تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}. وإذا أخرجت عنه كفارة يمين فإن ذلك أحوط لك كما هو مذهب بعض أهل العلم، وانظر الفتوى: 134362 ، للمزيد من الفائدة. وإن كنت تقصد أنك كنت تحلف على أمر غير واقع من غير تعمد للكذب، لأنك لا تعرف أن ما تحلف غير واقع، فتبين لك أنه كذب، فإنه لا كفارة عليك في ذلك ولا إثم، وهذا من لغو اليمين المعفو عنه، وانظر الفتوى: 59704.
اجتماع التعزير مع الكفارة
♦ فعلى الإنسان ألا يحلف؛ لأن هذا الحلف وإن كان منفِّقًا للسلعة، ولكنه ممحق للبركة. اجتماع التعزير مع الكفارة. فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للبركة)). ♦ وأخرج الإمام أحمد والحاكم من حديث عبدالرحمن بن شبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن التجَّار هم الفجار))، فقيل: يا رسول الله، أليس قد أحلَّ الله البيع؟ قال: ((نعم، ولكنهم يحلفون فيأثمون، ويُحدِّثُون فيكذبون))؛ (صحيح الترغيب: 1786). ♦ وفي رواية الترمذي عن رفاعة: أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المُصَلَّى، فرأى الناس يتبايعون، فقال: يا معشر التُّجَّار، فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه، فقال: ((إن التجَّار يبعثون يوم القيامة فُجَّارًا، إلا مَن اتقى الله وبَرَّ وصدق)). ♦ مَن اقتطع حقًّا بيمينه، فقد أوجب الله له النار، حتى وإن كان هذا الحق يسيرًا، وقد مرَّ بنا الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي أُمامة بن ثعلبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن اقتطعَ حقَّ امرئ مسلم بيمينه [5] ، فقد أوجب الله له النار، وحرَّم عليه الجنة))، فقال له رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ قال: ((وإن كان قضيبًا من أراك)).
أختي الغالية أحسن الله إليكِ جعلكِ الله ممن يناديهم المنادي يوم القيامة لكم النعيم سرمدًا تحيون ولا تموتون أبدًا تصحون ولا تمرضون أبدًا تنعمون ولا تبتئسون أبدًا يحل عليكم رضوان ربكم ولا يسخط عليكم أبدًا وصلِ اللهُ على سيِّدِنا مُحمَّد وَعلى آلِهِ وصحبه وَسلّم
دمـتِ برعـاية الله وحفـظه
حكم الحلف بالله كذبًا
وهذا الذي حَلَفَ كَذِبًا مُتعمِّدًا وغَفَرَ اللهُ له بقول: لا إلهَ إلَّا اللهُ، مُخلِصًا فيها، لا يُقاسُ عليه، فلا يَستمرِئِ الإنسانُ الحَلِفَ كَذِبًا باللهِ اعتمادًا على هذا الحديثِ؛ لأنَّ الرَّسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَرَفَ ذلك بالوَحْيِ من اللهِ تعالى، وليس لأحدٍ أنْ يدَّعِيَ ذلك.
ويمكن أن يجاب: بأن التعزير لا يزاد على الكفارة إلا إذا كان هناك فعل أو مصلحة تدعو للزيادة، أما الظهار فقط فلا يجب فيه إلا الكفارة. ب- ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت يا رسول الله، قال: وما أهلكك؟ قال وقعت على أهلي في نهار رمضان، قال هل تجد ما تعتق به رقبة؟ قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، قال: فهل تجد ما تطعم ستين مسكيناً؟ قال: لا، قال ثم جلس فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر قال تصدق بهذا قال فهل على أفقر مني. الحديث رواه الجماعة [7]. وجه الدلالة:
ووجه الدلالة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمره بالكفارة ولم يعزره، مع أنه ارتكب محرماً وهو الوطء في نهار رمضان لأنه انتهك حرمة الصيام، مما يدل على منع الجمع بين التعزير والكفارة. هل توجد كفارة لليمين الغموس - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام. ويمكن أن يجاب: بأن التعزير راجع لولي الأمر خصوصاً في حقوق الله، فإن شاء عزر، وإن شاء ترك حسب المصلحة التي يراها، كما أن هذا الرجل لعله جاء تائباً، وقبل الرسول صلى الله عليه وسلم توبته، فلم يقم عليه التعزير فإذاً لا دليل من هذا الحديث على منع الجمع بين الكفارة والتعزير. القول الراجح:
الذي يترجح عندي – والله أعلم - أنه يجوز الجمع بين التعزير والكفارة، كما أنه رأي الجمهور، ولأن المنع ليس له حجة قائمة، ولأن المصلحة تقتضي ذلك.
هل توجد كفارة لليمين الغموس - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام
تنبيه:
تعظُم المصيبة في حق مَن يحلف بملة غير الإسلام كاذبًا مُتَعَمِّدًا، ومن فعل هذا فإن جزاءه عظيم وجرمه كبير؛ فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن حلف بملة غير الإسلام كاذبًا مُتعَمِّدًا، فهو كما قال، ومَن قتل نفسه بحديدة عُذِّبَ بها في نار جهنم)). [1] لا يكلمهم الله: أي لا يكلمهم تكليم أهل الخيرات بإظهار الرضا، بل بكلام أهل السخط والغضب. [2] ولهم عذاب أليم: يعني عذاب مؤلم. [3] المسبل: الذي يرخي إزاره أسفل الكعبين، ويجره خيلاء. [4] المنَّان: الذي يعطي الحاجة لأخيه ويُشَهِّر به أمام الناس ليمنَّ عليه. [5] بيمينه: أي بيمين كاذبة.
والله أعلم.