أى: قال الله- تعالى- لهما لا تخافا من بطش فرعون، إننى معكما بقوتي وقدرتي ورعايتى، وإننى أسمع كلامكما وكلامه، وأرى فعلكما وفعله. لا يخفى على شيء من حالكما وحاله، فاطمئنا أننى معكما بحفظي ونصرى وتأييدى، وأن هذا الطاغية ناصيته بيدي، ولا يستطيع أن يتحرك أو يتنفس إلا بإذنى... قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ-آيات قرآنية. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
( قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى) أي: لا تخافا منه ، فإنني معكما أسمع كلامكما وكلامه ، وأرى مكانكما ومكانه ، لا يخفى علي من أمركم شيء ، واعلما أن ناصيته بيدي ، فلا يتكلم ولا يتنفس ولا يبطش إلا بإذني وبعد أمري ، وأنا معكما بحفظي ونصري وتأييدي. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا علي بن محمد الطنافسي ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله قال: لما بعث الله عز وجل موسى إلى فرعون قال: رب ، أي شيء أقول ؟ قال: قل: هيا شراهيا. قال الأعمش: فسر ذلك: الحي قبل كل شيء ، والحي بعد كل شيء. إسناد جيد ، وشيء غريب. ﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى فيه مسألتان:الأولى: قال العلماء: لما لحقهما ما يلحق البشر من الخوف على أنفسهما عرفهما الله سبحانه أن فرعون لا يصل إليهما ولا قومه.
- قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ-آيات قرآنية
- تدبر آية من القرآن - الصفحة 2 - منتدى قصة الإسلام
- قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى - YouTube
- شرح عمدة الأحكام لابن عثيمين
- شرح عمدة الأحكام pdf
- شرح عمدة الأحكام البسام
- شرح عمده الاحكام الشنقيطي
قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ-آيات قرآنية
تفسير القرطبي
قوله تعالى: قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى فيه مسألتان: الأولى: قال العلماء: لما لحقهما ما يلحق البشر من الخوف على أنفسهما عرفهما الله سبحانه أن فرعون لا يصل إليهما ولا قومه. وهذه الآية ترد على من قال: إنه لا يخاف ؛ والخوف من الأعداء سنة الله في أنبيائه وأوليائه مع معرفتهم به وثقتهم. ولقد أحسن البصري رحمه الله حين قال للمخبر عن عامر بن عبد الله - أنه نزل مع أصحابه في طريق الشام على ماء ، فحال الأسد بينهم وبين الماء ، فجاء عامر إلى الماء فأخذ منه حاجته ، فقيل له: فقد خاطرت بنفسك. قال لا تخافا انني معكما اسمع وارى. فقال: لأن تختلف الأسنة في جوفي أحب إلي من أن يعلم الله أني أخاف شيئا سواه - قد خاف من كان خيرا من عامر ؛ موسى - صلى الله عليه وسلم - حين قال له: إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين وقال: فأصبح في المدينة خائفا يترقب وقال حين ألقى السحرة حبالهم وعصيهم: فأوجس في نفسه خيفة موسى. قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى. قلت: ومنه حفر النبي - صلى الله عليه وسلم - الخندق حول المدينة تحصينا للمسلمين وأموالهم ، مع كونه من التوكل والثقة بربه بمحل لم يبلغه أحد ؛ ثم كان من أصحابه ما لا يجهله أحد من تحولهم عن منازلهم ، مرة إلى الحبشة ، ومرة إلى المدينة ؛ تخوفا على أنفسهم من مشركي مكة ؛ وهربا بدينهم أن يفتنوهم عنه بتعذيبهم.
(فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ). أي: فأنزَلَ اللهُ الطُّمأنينةَ والثَّباتَ على رسولِه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. (وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا). أي: وقَوَّى اللهُ رسولَه محمدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأعانَه بجُنودٍ مِن الملائكةِ، لم تَرَوْها أنتم. المصدر:
(قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)). قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى - YouTube. أي: قال موسى مُطَمْئِنًا قومَه: ليس الأمرُ كما ذكَرتُم مِن أنَّنا مُدرَكون؛ لأنَّ ربِّي معي بنَصرِه وتأييدِه، وسيَهديني لطَريقِ النَّجاةِ. المصدر:
(وَقَالَ اللهُ إِنِّي مَعَكُمْ). أي: وقال اللهُ تعالى لبني إسرائيلَ: إنِّي مَعَكم بالحِفْظِ والعَوْنِ، والنَّصْرِ والتَّأييدِ. ثم ذَكَر اللهُ عزَّ وجلَّ ما وَاثَقَهم عليه، فقال: (لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ). أي: واللهِ إنْ أدَّيتُم- يا مَعْشَرَ بني إسرائيلَ- الصَّلاةَ على نحوٍ مُستقيمٍ ظاهرًا وباطنًا، ودَفَعْتُم الزكاةَ إلى مُستحِقِّيها كما أَمرْتُكم. (وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي). أي: وإنْ صَدَّقْتُم رُسُلي فيما جَاؤُوكُمْ به مِنَ الوَحْيِ، وأَقرَرْتُم وأَذْعَنْتُم وانْقَدْتُم لهم، دونَ تفريقٍ بينهم، ومنهم محمَّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّمَ.
تدبر آية من القرآن - الصفحة 2 - منتدى قصة الإسلام
كن مع الله يكن معك، فمن كان مع الله كان الله معه يحفظه ويرعاه. {لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46]. {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا} [التوبة: 40]. {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: 62]. {وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [المائدة: 12]. الشرح والإيضاح
(قَالَ لَا تَخَافَا). أي: قال اللهُ لهما: لا تخافَا مِن فِرعَونَ. (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى). أي: إنَّني معكما بالنَّصرِ والإعانةِ والحِفظِ والتَّأييدِ، أسمَعُ كلامَكما وكلامَ فِرعَونَ، وأراكم وأرى أفعالَكم وأحوالَكم جميعًا؛ فاطمَئِنَّا ولا تخافا منه. تدبر آية من القرآن - الصفحة 2 - منتدى قصة الإسلام. المصدر:
(إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ). أي: إذ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِصاحِبِه أبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه: لا تحزَنْ- يا أبا بكرٍ- لأنَّ اللهَ مَعَنا بنَصْرِه وحِفْظِه، ولن يَصِلَ المشركونَ إلينا.
(وَعَزَّرْتُمُوهُمْ). أي: وإنْ نَصَرْتُموهم على أَعْدائِهم. (وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا). أي: وإنْ أَنْفَقْتُم في سبيلِ الله تعالى عن إخلاصٍ وصِدْقٍ؛ ابتغاءَ مَرْضاةِ الكريمِ الوهَّابِ، واحتسابًا لجزيلِ الأَجْرِ والثَّوابِ. (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ). أي: لَئِنْ قُمْتُم بهذه الأُمُورِ التي افتَرَضْتُها عليكم، لأُغَطِّيَنَّ بعَفْوِي عنكم على ذُنوبَكم التي سَلَفَتْ منكم، ولا أُؤَاخِذُكم بها. (وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ). أي: وسأُدخِلُكم يومَ القيامَةِ جنَّاتٍ تَجري فيها الأنهارُ مِن تحت أَشْجارِها وقُصُورها. المصدر:
تحميل التصميم
تحميل نسخة النشر الإلكتروني تحميل نسخة الطباعة
قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى - Youtube
الحديث بطوله خرجه مسلم. قال العلماء: فالمخبر عن نفسه بخلاف ما طبع الله نفوس بني آدم كاذب ؛ وقد طبعهم على الهرب مما يضرها ويؤلمها أو يتلفها. قالوا: ولا ضار أضر من سبع عاد في فلاة من الأرض على من لا آلة معه يدفعه بها عن نفسه ، من سيف أو رمح أو نبل أو قوس وما أشبه ذلك. الثانية: قوله تعالى: إنني معكما يريد بالنصر والمعونة والقدرة على فرعون. وهذا كما تقول: الأمير مع فلان إذا أردت أنه يحميه. وقوله: أسمع وأرى عبارة عن الإدراك الذي لا تخفى معه خافية ، تبارك الله رب العالمين. ﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى: قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)يقول الله تعالى ذكره: قال الله لموسى وهارون (لا تخافا) فرعون ( إِنَّنِي مَعَكُمَا) أعينكما عليه، وأبصركما(أسمَعُ) ما يجري بينكما وبينه، فأفهمكما ما تحاورانه به (وأرَى) ما تفعلان ويفعل، لا يخفى عليّ من ذلك شيء.
وقد قالت أسماء بنت عميس لعمر لما قال لها سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم كذبت يا عمر، كلا والله كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم، وكنا في دار - أو أرض - البعداء البغضاء في الحبشة؛ وذلك في الله ورسوله؛ وأيم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن كنا نؤذي ونخاف. الحديث بطوله خرجه مسلم. قال العلماء: فالمخبر عن نفسه بخلاف ما طبع الله نفوس بني آدم عليه كاذب؛ وقد طبعهم على الهرب مما يضرها ويؤلمها أو يتلفها. قالوا: ولا ضار أضر من سبع عاد في فلاة من الأرض على من لا آلة معه يدفعه بها عن نفسه، من سيف أو رمح أو نبل أو قوس وما أشبه ذلك. الثانية:قوله تعالى{إنني معكما} يريد بالنصر والمعونة والقدرة على فرعون. وهذا كما تقول: الأمير مع فلان إذا أردت أنه يحميه. وقول{أسمع وأرى} عبارة عن الإدراك الذي لا تخفى معه خافية، تبارك الله رب العالمين. اكسب ثواب بنشر هذا التفسير
صدر حديثًا كتاب "الإحكام شرح عمدة الأحكام""، تأليف: د. "منصور بن محمد بن عبد الله الصقعوب"، في مجلدين، نشر "دار العقيدة للنشر والتوزيع". وهذا الكتاب شرح لكتاب " عمدة الأحكام في كلام خير الأنام "، وهو شرحٌ موجز مختصر، قصدَ به الكاتب توضيح مقاصد الأحاديث، وذكر أهم مسائلها، وبعض لطائفها، وقد راعى الكاتب في هذا الشرح وضوح العبارة، وعدم الإطالة في المسائل الفقهية، تيسيرًا على طالب العلم الحنبلي. وكتاب " العمدة " ألفه الحافظ عبد الغني المقدسي (541 هـ-600 هـ)، يورد المؤلف في كتابه مجموعة من أحاديث الأحكام الواردة في صحيح البخاري وصحيح مسلم، وقد اشتمل الكتاب على ستة عشر كتابًا من الأحكام، واحتوى على 407 أحاديث. قال الحافظ "عبد الغني المقدسي" في مقدمة الكتاب:
"أما بعد، فان بعض إخواني سألني اختصار جملة من أحاديث الأحكام، مما اتفق عليه الإمامان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري، ومسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، فأجبته إلى سؤاله، رجاء المنفعة به". وقد سلك الشارح في الشرح المنهج الآتي:
• الترجمة للصحابي بإيجاز، ويحيل في ترجمته إلى أهم أربعة مصادر تكلمت عن ترجمته. • يذكر من الألفاظ ما كان غامضًا، أو لم يكن معناه غامضًا لكن احتاج لبيان لارتباطه بفقه الحديث، ويجعل للألفاظ عنوانًا مستقلًا إذا تعددت، فيقول ( ألفاظه الغريبة).
شرح عمدة الأحكام لابن عثيمين
شرح عمدة الاحكام للشيخ محمد الشنقيطي نسخة مفرغة يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "شرح عمدة الاحكام للشيخ محمد الشنقيطي نسخة مفرغة" أضف اقتباس من "شرح عمدة الاحكام للشيخ محمد الشنقيطي نسخة مفرغة" المؤلف: الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "شرح عمدة الاحكام للشيخ محمد الشنقيطي نسخة مفرغة" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
شرح عمدة الأحكام Pdf
كتاب الطهارة
شرح مهم،،يشرح فيه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كتاب الطهارة - من عمدة الأحكام لمؤلفه العلامة عبد الغني المقدسي الحنبلي رحمه الله تعالى. عدد المواد: 11
آخر تحديث: 2003-02-12
شخصيات قد تهتم بمتابَعتها
شرح عمدة الأحكام البسام
5- يُعنى بذكر مذهبي الشافعيّة والمالكية في شرحه عناية خاصّة, ولا يُغفل بقيّة المذاهب. 6- يستطرد أحياناً في بعض الأحاديث, فيُكثر من استنباط المسائل والأحكام من بعضها, ويكتفي أحياناً في بعضها بأسطر معدودة. انظر على سبيل المثال: كتاب العتق الحديث الأول, والحديث الأول من باب بيع المدبّر. آراء بعض العلماء في الكتاب ( من أعظم وأفضل شروح عمدة الأحكام؛ شرح ابن دقيق العيد (إحكام الأحكام)، وشروح العمدة كثيرة، لكن من أنفسها وأجودها لطالب العلم المتأهل شرح ابن دقيق العيد، على صعوبة فيه، وتعقيد في عبارته ومآخذه، فهو كتاب متين، عسر على طالب العلم المتوسط، يحتاج إلى معاناة، ويحتاج إلى شرح، وهو أصعب من جميع الشروح -في تقديري-، فإذا استطاع طالب العلم أن يهضمه ولا يصعب عليه شيء فإنه حينئذٍ -بإذن الله- لا يحتاج إلى معلم، فينبغي أن يتخرج عليه طالب العلم، لأنه إذا فهمه فهو لما سواه أفهم. وقولنا بأن الكتاب صعب، ليس معناه التنفير، فالصعب إذا فهمه الطالب تلذذ بقراءته. فنقول: إذا قرأت على العمدة تعليقات الشيخ فيصل بن مبارك، وشرح ابن بسام نعم، وتأهلت لقراءة شرح ابن دقيق العيد فلا مانع من ذلك. وشرح ابن الملقن على طوله أسهل من شرح ابن دقيق العيد، وحواشي الصنعاني على شرح ابن دقيق العيد مفيدة جداً، وتحل كثيراً من الإشكالات، فعلى طالب العلم أن يعتني بهما.
شرح عمده الاحكام الشنقيطي
وقال في
المقارنة بين العمدتين ما ملخصه: انفردت "الكبرى" بالأحاديث التي من
غير "الصحيحين" وهذا أمر طبيعي؛ وذلك للنهج الذي سار عليه المصنف في
"الصغرى". وانفردت "الكبرى" أيضًا بأحاديث في "الصحيحين" أو في
أحدهما ولا غبار في ذلك أيضًا؛ وذلك لاختلاف حجم الكتابين. وهناك بعض
الأحاديث - وهي قليلة جدًا - انفردت "الكبرى" بزيادة روايات فقط في
هذه الأحاديث عن "الصغرى"، وكذا عكسه أيضًا، ولا ضير في ذلك أيضًا. أما أن تنفرد "الصغرى" بأحاديث لا توجد في "الكبرى" فهنا الغرابة
تكون؛ وذلك لأهمية الأحاديث التي في "الصغرى"، وللدقة في اختيارها،
وكلها أحاديث وثيقة الصلة بموضوع الكتاب، ومع ذلك وجدنا المصنف رحمه
الله قد زاد في "الصغرى" أحاديث لم يوردها في "الكبرى"! بل إن زيادات
"الصغرى" ليست قليلة، فقد بلغت (89) حديثًا. وأورد د. الزهيري دراسته
لنماذج من الاحاديث ثم قال: "وبعد: فهذه نماذج تبين جهد الحافظ في
هذا الكتاب، وشدة تحريه، ودقته في الروايات، والعزو، وغير ذلك، وفي
أثناء الكتاب هناك الكثير من هذا الباب، كما يتضح ذلك في تعليقاتي
لكل قارئ. "
الحيعلتين الأوليين مرّةً, وفي الثّانيتين مرّةً؟ أو يقول حيّ على الصّلاة عن يمينه, ثمّ حيّ على الصّلاة عن شماله. وكذا في الأخرى؟. قال: ورجح الثّاني, لأنّه يكون لكل جهةٍ نصيبٌ منهما، قال: والأوّل أقرب إلى لفظ الحديث. وفي المغني عن أحمد: لا يدور إلاَّ إن كان على منارةٍ يقصد إسماع أهل الجهتين. وأمّا وضع الإصبعين في الأذنين: فقد رواه مؤمّلٌ أيضاً عن سفيان. أخرجه أبو عوانة، وله شواهد ذكرتها في " تعليق التّعليق ". من أصحّها. ما رواه أبو داود وابن حبّان من طريق أبي سلامٍ الدّمشقيّ, أنّ عبد الله الهوزنيّ حدّثه, قال: قلت لبلالٍ: كيف كانت نفقة النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟ فذكر الحديث. وفيه. قال بلال: فجعلت إصبعي في أذني فأذّنت. ولابن ماجه والحاكم من حديث سعد القرظ, أنّ النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أمر بلالاً أن يجعل إصبعيه في أذنيه. وفي إسناده ضعفٌ. قال العلماء في ذلك فائدتان: إحداهما: أنّه قد يكون أرفع لصوته، وفيه حديثٌ ضعيفٌ. أخرجه أبو الشّيخ من طريق سعد القرظ عن بلالٍ. ثانيهما: أنّه علامة للمؤذّن ليعرف من رآه على بُعدٍ, أو كان به صممٌ أنّه يؤذّن، ومن ثَمَّ قال بعضهم: يجعل يده فوق أذنه حسب.