السؤال: يقول السائل: آية {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ} ، هل تقرأ في كل أشواط السعي؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد;
نعم مثل ما تقدم، لا تقرأ الآية في كل شوط، ولا تقرأ جميعها، {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة:158] فتقرأ عند دنوك من الصفا كما حديث جابر فقط، يقول جابر: (فلما دنا من الصفا) كلام جابر محكم – رضي الله عنه – بين.
من الآيات التي تناولت بعض أحكام الحج قوله تعالى: { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم} (البقرة:158). الحديث عن { الصفا والمروة} كشعيرة من شعائر الحج تنظمه النقاط التالية: أولاً: روى البخاري عن عاصم بن سليمان ، قال: سألت أنس بن مالك عن الصفا والمروة، فقال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله عز وجل: { إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}. وروى الترمذي عن عروة قال: (قلت ل عائشة: ما أرى على أحد لم يطف بين الصفا والمروة شيئاً، وما أبالي ألا أطوف بينهما. فقالت: بئس ما قلت يا ابن أختي! طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطاف المسلمون، وإنما كان من أهلَّ لمناة الطاغية، لا يطوفون بين الصفا والمروة، فأنزل الله تعالى: { فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}، ولو كانت كما تقول لكانت: (فلا جناح عليه ألا يطوف بهما). قال الزهري: فذكرت ذلك ل أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فأعجبه ذلك، وقال: إن هذا لعلم. ومما روى عن عائشة رضي الله عنه بخصوص السعي قولها: (وقد سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما).
ثالثاً: اختلف العلماء في حكم السعي بين الصفا والمروة، وهم في ذلك على ثلاثة مذاهب:
الأول: مذهب الشافعي ، وهو المشهور من مذهب مالك ، ورواية عن الإمام أحمد أن السعي بين الصفا والمروة فرض؛ لقوله عليه السلام: ( اسعوا؛ فإن الله كتب عليكم السعي)، رواه الدار قطني. و(كتب) بمعنى أوجب، كقوله تعالى: { كتب عليكم الصيام} (البقرة:183)، قالوا: فمن ترك السعي، أو شوطاً منه، ناسياً، أو عامداً، رجع من بلده، أو من حيث ذكر إلى مكة، فيطوف، ويسعى؛ لأن السعي لا يكون إلا متصلاً بالطواف. فإن كان قد أصاب النساء، فعليه عمرة وهدي عند مالك مع تمام مناسك الحج. وقال الشافعي: عليه هدي، ولا معنى للعمرة إذا رجع وطاف وسعى. ورجح الشيخ الصابوني القول بأن السعي فرض، فقال: "الصحيح قول الجمهور؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام سعى بين الصفا والمروة، وقال: ( خذوا عني مناسككم) رواه البيهقي ، والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم واجب، ودعوى من قال: إنه تطوع أخذاً بالآية غير ظاهر؛ لأن معناها كما قال الطبري: أن يتطوع بالحج والعمرة مرة أخرى". الثاني: مذهب أبي حنيفة و الثوري أن السعي بين الصفا والمروة واجب وليس بفرض؛ واحتج الحنفية لذلك بأنه لم يثبت السعي بدليل قطعي الدلالة، فلا يكون فرضاً، بل واجباً، قال الجصاص -وهو من الحنفية-: "هو عند أصحابنا من توابع الحج، يجزئ عنه الدم لمن رجع إلى أهله، مثل الوقوف بالمزدلفة، ورمي الجمار، وطواف الصَّدَر".
حديث إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه
بيَّن لنا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من خلال أحاديثه الشريفة حقوق كل من الزوجين على الآخر فقد وصَّى الرجال بحُسن معاملة النساء، وكذلك وصَّى النساء بطاعة الزوج وتمكينه من حقوقه، وبيَّن لنا أيضًا عاقبة المرأة التي تمتنع عن فراش زوجها، وذلك من خلال حديثه الشريف: "إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ" [5] ، وكلمة دعا في الحديث الشريف تُشير إلى طلب المعاشرة أو الجماع. متى يجوز للمرأة الامتناع عن زوجها
لا يجوز للمرأة الامتناع عن زوجها إلا في حال وجود مبرر وعذر شرعي، ومن هذه الأعذار نذكر: [6]
الحيض: فقد أمر الدين الإسلامي بالامتناع عن الجماع في فترة الحيض ، وإنَّ استجابة المرأة لزوجها في هذه الفترة فيه مخالفة لأحكام الشريعة. حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب التعب أو الزعل.. هل تلعنها الملائكة! | وصل برس. المرض: فإذا كانت المرأة في مرض وعلَّة، وليس لها القدرة البدنية على الاستجابة لزوجها يجوز لها الامتناع عنه. الضرر: فإذا ثبت أن حصول الجماع يُؤدي إلى ضرر وأذى للمرأة فإنَّه يجوز للمرأة الامتناع عن الجماع بالقدر الذي يحميها من الضرر. الانشغال عن الواجبات الشرعية: فإذا كان حصول المعاشرة يُؤدي إلى انشغال للمرأة عن واجباتها الشرعية الأساسة مثل الصلاة أو الصيام المفروض، يحق لها أن ترفض ذلك.
الامتناع عن الفراش بسبب سوء معاملة الزوج ليلا
تاريخ الكتابة: سبتمبر 22, 2021
حكم المرأة التي تمتنع عن معاشرة زوجها
حكم المرأة التي تمتنع عن معاشرة زوجها، موقع يقدمه لكم، حيث أن هناك بعض الزوجات ترفض أحيانا ممارسة العلاقة الزوجية مع زوجها لعدة أسباب، في موضوعنا اليوم سوف تعرف حكم المرأة التي تمتنع عن معاشرة زوجها. أجمع العلماء أن العلاقة الحميمة حق من حقوق الزوج على زوجته، فما حكم من تمتنع عن معاشرة زوجها. أفتى علماء الدين بالإجماع بحرمة امتناع الزوجة عن زوجها ورفض المعاشرة معه. فمن حق الزوج على زوجته أن تجيبه إلى الفراش إن لم يكن لها عذر في ذلك. الامتناع عن الفراش بسبب سوء معاملة الزوج ليلا. فإذا لم يكن هناك عذر وامتنعت عن زوجها فتكون قد ارتكبت ذنبا عظيما، ويغضب الله عليها غضبا كبيرا. يتوجب على المرأة التي فعلت ذلك أن تعود إلى الله وتطلب منه العفو والسماح وأن تعتزم على عدم فعل ذلك مرة أخرى. كما يجب عليها أن تطلب العفو والسماح من زوجها، وتوصل له شعورها بالندم على عدم قبولها لحق من حقوقه. والمرأة التي تمتنع عن زوجها تعتبر عاصية وناشز، وشرعا ولا يحق لها النفقة شرعا. وأوضح الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف حرمة هذا الفعل فقال صلى الله عليه وسلم:
(إذا دعا الرجل امرأته في فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح).
وحَضّ الشرع على الرفق في معالجة الأخطاء، ودعا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الرفق في الأمر كله؛ فعن عائشة -رضي الله عنها-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه » أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. والحياة الزوجية لا تستمر على نسق سليم إلا بشيء من المسامحة والتنازل من كلا الطرفين، لأنها قامت على عقد من أغلظ العقود، قال تعالى فيه: { وأخذن منكم ميثاقا غليظا} [النساء:21] وإذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بالتسامح في البيع والشراء، ودعا لفاعله بالرحمة، فعن جابر بن عبد الله -رضى الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: « رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى » أخرجه البخاري في صحيحه، وهو عقد أدنى بكثير من عقد النكاح، فكان تسامح الزوج مع زوجته مندوبا إليه من باب أولى، والله أعلم. المصدر: دار الإفتاء المصرية