الهجرة والجهاد في سبيل الله. الصبر عند المصائب وتحمل الأذى. التوكل على الله والأخذ بالأسباب. التقرب إلى الله والصلاة في حاله الخوف. الاستغفار بعد العبادات. الامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى. من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه. مهندس كهرباء أعمل خبرة بمجال التدوين والكتابة منذ أكثر من عامين، أحب الإطلاع والقراءة ومعرفة كل ما هو جديد.
- (12) إبراهيم عليه السلام والطيور الأربعة - إن إبراهيم كان أمة - طريق الإسلام
- قصة إبراهيم عليه السلام يحطم الأصنام - ملتقى الخطباء
- قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام مع النمرود | فيديو
- وقفة مع قوله تعالى : {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}
- وأن ليس للإنسان إلا ما سعى - YouTube
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النجم - الآية 39
(12) إبراهيم عليه السلام والطيور الأربعة - إن إبراهيم كان أمة - طريق الإسلام
فعلم اليقين يكون بالسمع، وعين اليقين يكون بالبصر، وحق اليقين يكون بالحواس أو بالقلب. قال ابن القيم رحمه الله في كتابه (التبيان في أقسام القرآن): "المرتبة الثانية: عين اليقين... هي التي سألها إبراهيم الخليل ربه أن يريه كيف يحيي الموت ليحصل له مع علم اليقين عين اليقين. فكان سؤاله زيادة لنفسه وطمأنينة لقلبه، فيسكن القلب عند المعاينة، ويطمئن لقطع المسافة التي بين الحبر والعيان. وعلى هذه المسافة أطلق النبي صلى الله عليه وسلم لفظ الشك حيث قال: « نحن أحق بالشك من إبراهيم » ومعاذ الله أن يكون هناك شك ولا من إبراهيم وإنما هو عين بعد علم، وشهود بعد خبر، ومعاينة بعد سماع". ويستمر رحمه الله في تفسير هذه المرتبة ثم يقول: "وقد ضرب بعض العلماء للمراتب الثلاثة مثلا فقال: إذ قال لك من تجزم بصدقه: عندي عسل أريد أن أطعمك منه فصدقته كان ذلك علم يقين، فإذا أحضره بين يديك صار ذلك عين اليقين، فإذا ذقته صار ذلك حق اليقين". قصه سيدنا ابراهيم عليه السلام كامله كرتون. وبهذه المعجزة الإلهية ترقى إبراهيم عليه السلام من علم اليقين إلى عين اليقين كما ذكرنا واطمأن قلبه ورضي بالله ربه وكان أمة قانتًا لله حنيفًا، أبو الأنبياء وإمام المسلمين. وبهذا تنتهي قصة إبراهيم عليه السلام كما ذكرت في القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.. وسيتبع إن شاء الله تعالى بجملة من فضائل إبراهيم عليه السلام وبعض الدروس المستفادة من حياته الكريمة عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
سؤال سيّدنا إبراهيم لله وسأل إبراهيم ربَّه أن يطلعه على كيفية بعث الأموات ليزداد طمأنينة بتلك البينات، فجمع الله -تعالى- له أجزاء الطير بعد أن وزّعهن إبراهيم على الجبال متفرقات. هجرة سيّدنا إبراهيم ثم كان اعتزال إبراهيم لقومه مصطحبا زوجته سارة، ومهاجراً إلى ربه مع لوط ابن أخيه ومن آمن معهم إلى حران في الشام، ثم تابع سيره إلى مصر، ونجى الله سارة وإبراهيم من طغيان فرعون ذلك الزمان، وأهدى له هاجر أم إسماعيل -عليهما السلام-. (12) إبراهيم عليه السلام والطيور الأربعة - إن إبراهيم كان أمة - طريق الإسلام. ثم ارتحل إبراهيم إلى الشام وأقام بين الرملة وإيلياء، وفي ذلك الوقت أرسل الله لوطاً إلى أهل سدوم وكان ما كان من قصته معهم في القرآن الكريم وعقاب الخسف الذي نزل بهم. ولادة إسماعيل وإسحاق -عليهما السلام- ثم ولدت هاجر إسماعيل -عليه السلام-، فحزنت سارة لذلك، فوهبها الله إسحاق بعد أن ظنت نفسها أنها عجوز عقيم. الهجرة إلى وادٍ غير ذي زرع ارتحل إبراهيم بهاجر وولدها إسماعيل إلى واد غير ذي زرع، وكانت لهم من الله الكرامة حين فجر لهم زمزم عذبة رقراقة، وبعد ذلك ماتت هاجر بمكة، وقدم إبراهيم إلى إسماعيل في مكة، وبنيا الكعبة بيت الله الحرام. اختبار الله لنبيّه إبراهيم جاء الاختبار من الله لإبراهيم وإسماعيل فأظهرا أتم صور الطاعة والتسليم، وفدى الله إسماعيل الذبيح بالكبش العظيم، وسن لنا الله -تعالى- من سعيهم وبذلهم مناسك الحج وشعائره في مكة التي أضحت بدعوة نبي الله إبراهيم مباركة عامرة.
قصة إبراهيم عليه السلام يحطم الأصنام - ملتقى الخطباء
أقروا بعجزها عن الإجابة وعدم قدرتها على أن تصد المعتدين عليها، فأخذ يبكتهم على جهلهم، ويتأفف من ثباتهم على الباطل بعد وضوح الحق، ثم قال لهم: ( أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [الأنبياء66:67]
فلما لم تقم لهم حجة عدلوا عن الجدل والمناظرة وعمدوا إلى القوة يسترون بها هزيمتهم، ويخفون بها باطلهم، وقالوا: ( حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ) [الأنبياء:68]
ونكمل -بمشيئة الله- في الخطبة الثانية. أسأل الله أن ينفعنا بهدي كتابه وما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم. قصه سيدنا ابراهيم عليه السلام. الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أنجا خليله إبراهيم من النار وسعيرها، ورد كيد أعدائه في نحورهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله-، وأطيعوه واحمدوه كما هداكم للإسلام.
وكان لهم عيد يقيمونه في كل عام، يقضون أيامه خارج المدينة يهرعون إليه بعد أن يضعوا طعامًا كثيرًا في بيت العبادة، حتى إذا ما رجعوا من عيدهم أكلوه فرحين وأقبلوا إليه مغبطين، وقد باركته الآلهة وأضفت عليه الخير، ولما هموا بالذهاب إلى عيدهم طلبوا أن يرافقهم، فأبى وامتنع، وقد عقد العزم على أن يهدم ويكسّر معبوداتهم، وادعى العلة وتظاهر بالمرض والسقم، ولم تكن به علة ولا مرض، ولكنه كان سقيم النفس كاسف البال، ينقطع فؤاده حزنًا على إشراك قومه لأنهم لم يستجيبوا لدعوته. قصة إبراهيم عليه السلام يحطم الأصنام - ملتقى الخطباء. ولما كانوا يخشون الداء ويهابون الوباء تولوا عنه ولم يستمسكوا بدعوته، بل أظهروا الرضا عن تخلفه والاقتناع بحجته، وخرجوا إلى عيدهم مسرورين، فلما خلت المدينة منهم ذهب إلى أصنامهم، ودخل إلى بيت عبادتهم، فوجده باحة قد امتلأت بالتماثيل، وانتشرت في أرجائه الأصنام، ورأى الطعام متراكمًا عندها، فخاطبها متهكمًا بها محتقرًا لشأنها: ألا تأكلون؟! فلم يجيبوه، فقال: ( مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ)، أي لا تتكلمون، وأنى للحجارة أن تتكلم!! وللخشب المسندة أن تعقل!! بعد ذلك أخذ يلطمها بيده ويركلها برجله، ثم غضب لربه واشتد غضبه، فأخذ فأسًا وأخذ يكسرها ويحطمها، وما زال بها حتى صيّرها حطامًا إلا كبيرهم، فإنه أبقى عليه ليرجعوا إليه ويسألوه عمن انتهك حرمة بيتهم وكسر أصنامهم، حتى إذا استبانوا أنها لا تدافع عن نفسها ممن أرادها بسوء، ثابوا إلى رشدهم ورجعوا عن مكابرتهم.
قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام مع النمرود | فيديو
قرر بعدها إبراهيم عليه السلام الهجرة مع زوجته سارة وابن أخيه لوط الذين لم يؤمن أحد سواهما من المدينة ولم يسلما من أذى الكفار من قومه، فذهب إلى فلسطين بالقرب من قرية أربع وهناك نشأت مدينة الخليل التي تحتوي على الحرم الإبراهيمي، والتي يعتقد بأن نبي الله إبراهيم قد دفن فيها بعد ذلك، ثم بعد ذلك هاجر إبراهيم عليه السلام إلى مصر بسبب القحط في فلسطين، وهناك تزوج من السيدة هاجر، وأنجب منها إسماعيل عليه السلام وسنه كان يقارب التسعين سنة تقريباً، أمّا السيدة سارة فقد أنجب منها إسحاق، وكلاهما من الأنبياء، وتوفي سيدنا إبراهيم عليه السلام وله من العمر مائتي سنة.
تركها حجارة مبعثرة وخشبًا متناثرة وانصرف عنها وهو مطمئن البال قرير العين؛ لاستئصاله جذور الشر وطمسه معالم الشرك، وأقام يرقب ما يبدو منهم، وينتظر أثر فعلته في نفوسهم، وأخذ العدة مما قد يرمونه به أو يجادلونه فيه. ولما رجعوا من عيدهم ورأوا ما حل بمعبوداتهم، بهتوا لهول ما رأوا، وسقط في أيديهم عندما وجدوا آلهتهم مهشمة مكسرة، وتساءلوا: ( مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء:59]عند ذلك قال قائلهم: سمعنا فتى يذكر آلهتنا ويعيب عبادتنا ويزدريها ويحتقرها يقال له: إبراهيم، فهو المجترئ عليها والمحطِّم لها، فاعتزموا أن يوقعوا به أشد العقاب لما ارتكب من جرم، وثارت ثائرة القوم ونادوا بأن يأتوا به على أعين الناس ليشهدوا عليه بمقالته، ويروا ما يحل به من القصاص.
27 شوال 1428 ( 08-11-2007)
جاء في القرآن الكريم آيات تدل على أن عمل الإنسان وسعيه في هذه الدنيا له وحده، وأنه لا ينفع الإنسان إلا عمله وتحصيله فحسب. من ذلك قوله - تعالى -: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} (النجم: 39) فالآية صريحة في أن الإنسان لا ينفعه إلا كسبه، ويفهم منها أنه لا ينتفع أحد بعمل أحد. وبالمقابل، فقد جاءت آيات أُخر، تدل على أن الإنسان ربما انتفع بعمل غيرهº من ذلك قوله - تعالى -: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء} (الطور: 21) فَرَفعُ درجات الذرية - سواء قلنا: إنهم الكبار أو الصغار - نفع حاصل لهم، وإنما حصل لهم بعمل آبائهم لا بعمل أنفسهم. وقفة مع قوله تعالى : {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}. وإذا كان الأمر كذلك، فقد يبدو أن ثمة تعارضًا بين مدلول الآيتين الكريمتين. وإذا رجعنا إلى تفسير قوله - تعالى -: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء} نجد أن حاصل معنى الآية الكريمة: أن المؤمنين بالله حق الإيمان، وكانت ذريتهم متبعين لهم في نهجهم القويم، وسائرين على دربهم المستقيم، فإنهم سوف يلحقون بآبائهم يوم القيامة، ويكون الجميع سوية في درجات الجنة، وإن قصرت أعمال الأبناء عن أعمال الآباءº وذلك إكرامًا لآبائهم، وقرة عين لهم، دون أن ينقص ذلك من أجر الآباء شيئًا.
وقفة مع قوله تعالى : {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}
قال واحد لرسول الله، اللهم صلي عليه، ادعوا الله لي أن يذهب عني النوم، كان نوماً، فقال سيدنا عمر ويحك يا رجل، فضحت نفسك قال له النبي الكريم، دعه يا عمر، فضوح الدنيا خير من فضوح الآخرة. أما يوم القيامة عملك يظهر، على رؤوس الأشهاد، أنت في الدنيا قد تستطيع أن تخدع بعضاً من الناس بطول الوقت، وقد تخدع كل الناس ببعض الوقت، أما أن تخدع كل الناس لكل الوقت هذا مستحيل. أما الذي أولى منه، لن تستطيع، أن تخدع الله عز وجل أبداً، ولا أن تخدع نفسك، ولا أن تخدع كل الناس بكل الوقت، إنما هو مسموح لك بذكاءٍ بارع أن تخدع بعض الناس، لكل الوقت، أو أن تخدع الناس لبعض الوقت.
وأن ليس للإنسان إلا ما سعى - Youtube
ورواه سهل بن معاذ عن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل {وفى} أي وفى ما أرسل به، وهو قوله {أن لا تزر وازرة وزر أخرى} قال ابن عباس: كانوا قبل إبراهيم عليه السلام يأخذون الرجل بذنب غيره، ويأخذون الولي بالولي في القتل والجراحة؛ فيقتل الرجل بأبيه وابنه وأخيه وعمه وخاله وابن عمه وقريبه وزوجته وزوجها وعبده، فبلغهم إبراهيم عليه السلام عن الله تعالى {أن لا تزر وازرة وزر أخرى} وقال الحسن وقتادة وسعيد بن جبير في قوله تعالى {وفى}: عمل بما أمر به وبلغ رسالات ربه. وهذا أحسن؛ لأنه عام. وكذا قال مجاهد{وفى} بما فرض عليه. وقال أبو مالك الغفاري قوله تعالى {أن لا تزر وازرة وزر أخرى}إلى قوله {فبأي آلاء ربك تتمارى} [النجم: 55] في صحف إبراهيم وموسى، وقد مضى في آخر [الأنعام] القول في {ولا تزر وازرة وزر أخرى} [الأنعام: 164] مستوفى. وأن ليس للإنسان إلا ما سعى - YouTube. قوله تعالى {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} روي عن ابن عباس أنها منسوخة بقوله تعالى {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم} [الطور: 21] فيحصل الولد الطفل يوم القيامة في ميزان أبيه، ويشفع الله تعالى الآباء في الأبناء والأبناء في الآباء؛ يدل على ذلك قوله تعالى {آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا} [النساء: 11].
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النجم - الآية 39
وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى قوله تعالى {أم لم ينبأ بما في صحف موسى. وإبراهيم} أي صحف {إبراهيم الذي وفى}كما في سورة [الأعلى] {صحف إبراهيم وموسى} [الأعلى: 19] أي لا تؤخذ نفس بدلا عن أخرى؛ كما قال {أن لا تزر وازرة وزر أخرى} وخص صحف إبراهيم وموسى بالذكر؛ لأنه كان ما بين نوح وإبراهيم يؤخذ الرجل بجريرة أخيه وابنه وأبيه؛ قاله الهذيل بن شرحبيل. وقرأ سعيد بن جبير وقتادة {وفى} خفيفة ومعناها صدق في قوله وعمله، وهي راجعة إلى معنى قراءة الجماعة {وفي} بالتشديد أي قام بجميع ما فرض عليه فلم يخرم منه شيئا. وقد مضى في [البقرة] عند قوله تعالى {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن} [البقرة: 124] والتوفية الإتمام. وان ليس للانسان الا ماسعى. وقال أبو بكر الوراق: قام بشرط ما ادعى؛ وذلك أن الله تعالى قال له {أسلم قال أسلمت لرب العالمين} [البقرة: 131] فطالبه الله بصحة دعواه، فابتلاه في ماله وولده ونفسه فوجده وافيا بذلك؛ فذلك قوله{وإبراهيم الذي وفى} أي ادعى الإسلام ثم صحح دعواه. وقيل: وفى عمله كل يوم بأربع ركعات في صدر النهار؛ رواه الهيثم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروى سهل بن سعد الساعدي عن أبيه (ألا أخبركم لم سمى الله تعالى خليله إبراهيم {الذي وفى} لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسى {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون} [الروم: 17]) الآية.
وقد ثبت بالنصوص المتواترة، وإجماع سلف الأمة، أن المؤمن ينتفع بما ليس من سعيه في بعض الأعمال والطاعاتº كالدعاء له والاستغفار، كما في قوله - تعالى -: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا} (غافر: 7) وأيضًا دعاء النبيين والمؤمنين واستغفارهم، كما في قوله-تعالى -: {وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم}(التوبة:) وقوله - سبحانه -: {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} (محمد: 19). وان ليس للانسان الا ما سعي تفسير سيد قطب. وأيضًا فقد ثبت بصريح الآحاديث أن ما يُعمل للميت من أعمال البر، كالصدقة ونحوها، فإن هذا ينتفع بهº ففي \"الصحيحين\" أنه - صلى الله عليه وسلم -، قال: (من مات وعليه صيام، صام عنه وليه) وثبت مثل ذلك في صوم النذر، والحج. وفي هذا المعنى يأتي قوله صلى الله عليه والسلام: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه النسائي و الترمذيº فالحديث صريح في ثبوت ما ذكرنا. والأدلة في هذا المعنى كثيرة.
وقال أكثر أهل التأويل: هي محكمة ولا ينفع أحدا عمل أحد، وأجمعوا ألا يصلي أحد عن أحد. ولم يجز مالك الصيام والحج والصدقة عن الميت، إلا أنه قال: إن أوصى بالحج ومات جاز أن يحج عنه. وأجاز الشافعي وغيره الحج التطوع عن الميت. وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها اعتكفت عن أخيها عبدالرحمن وأعتقت عنه. وروى أن سعد بن عبادة قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي توفيت أفأتصدق عنها؟ قال: (نعم) قال: فأي الصدقة أفضل؟ قال: (سقي الماء). وقد مضى جميع هذا مستوفى في [البقرة] و [آل عمران] و [الأعراف]. وقد قيل: إن الله عز وجل إنما قال {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} ولام الخفض معناها في العربية الملك والإيجاب فلم يجب للإنسان إلا ما سعى، فإذا تصدق عنه غيره فليس يجب له شيء إلا أن الله عز وجل يتفضل عليه بما لا يجب له، كما يتفضل على الأطفال بادخالهم الجنة بغير عمل. وان ليس للانسان الا ماسعى وان سعيه سوف يرى. وقال الربيع بن أنس {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} يعني الكافر وأما المؤمن فله ما سعى وما سعى له غيره. قلت: وكثير من الأحاديث يدل على هذا القول، وأن المؤمن يصل إلى ثواب العمل الصالح من غيره، وقد تقدم كثير منها لمن تأملها، وليس في الصدقة اختلاف، كما في صدر كتاب مسلم عن عبدالله بن المبارك.