وقد يكون ذلك إذا جاء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء ، وتجلى للخلائق الملك الديان ، كما صعق موسى من تجلي الرب ، عز وجل ، ولهذا قال ، عليه السلام: " فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور " ؟ وقد روى القاضي عياض في أوائل كتابه " الشفاء " بسنده عن محمد بن محمد بن مرزوق: حدثنا قتادة ، حدثنا الحسن ، عن قتادة ، عن يحيى بن وثاب ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما تجلى الله لموسى ، عليه السلام ، كان يبصر النملة على الصفا في الليلة الظلماء ، مسيرة عشرة فراسخ " ثم قال: " ولا يبعد على هذا أن يختص نبيا بما ذكرناه من هذا الباب ، بعد الإسراء والحظوة بما رأى من آيات ربه الكبرى. انتهى ما قاله ، وكأنه صحح هذا الحديث ، وفي صحته نظر ، ولا يخلو رجال إسناده من مجاهيل لا يعرفون ، ومثل هذا إنما يقبل من رواية العدل الضابط عن مثله ، حتى ينتهي إلى منتهاه ، والله أعلم.
إسلام ويب - تفسير الكشاف - سورة الأعراف - تفسير قوله تعالى ولما جآء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك- الجزء رقم2
ثم قال فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا وتجلى معناه ظهر; من قولك: جلوت العروس أي أبرزتها. وجلوت السيف أبرزته من الصدأ; جلاء فيهما. وتجلى الشيء انكشف. وقيل: تجلى أمره وقدرته; قاله قطرب وغيره. وقراءة أهل المدينة وأهل البصرة دكا; يدل على صحتها دكت الأرض دكا وأن الجبل مذكر. وقرأ أهل الكوفة دكاء أي جعله مثل أرض دكاء ، وهي الناتئة لا تبلغ أن تكون جبلا. والمذكر أدك ، [ ص: 251] وجمع دكاء دكاوات ودك; مثل حمراوات وحمر. قال الكسائي: الدك من الجبال: العراض ، واحدها أدك. غيره: والدكاوات جمع دكاء: رواب من طين ليست بالغلاظ. والدكداك كذلك من الرمل: ما التبد بالأرض فلم يرتفع. وناقة دكاء لا سنام لها. وفي التفسير: فساخ الجبل في الأرض; فهو يذهب فيها حتى الآن. وقال ابن عباس: جعله ترابا. عطية العوفي: رملا هائلا. وخر موسى صعقا أي مغشيا عليه; عن ابن عباس والحسن وقتادة. وقيل: ميتا; يقال: صعق الرجل فهو صعق. وصعق فهو مصعوق. وقال قتادة والكلبي: خر موسى صعقا يوم الخميس يوم عرفة ، وأعطي التوراة يوم الجمعة يوم النحر. فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك قال مجاهد: من مسألة الرؤية في الدنيا. إسلام ويب - تفسير الكشاف - سورة الأعراف - تفسير قوله تعالى ولما جآء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك- الجزء رقم2. وقيل: سأل من غير استئذان; فلذلك تاب.
وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ - منتدى الكفيل
فلما قالوا هذا القول العظيم واستكبروا وعتوا بعث الله عليهم صاعقة يعني ناراً وقع من السماء فأخذتهم الصاعقة بظلمهم فماتوا فقال موسى يا ربّ ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقالوا إنّك ذهبت بهم فقتلتهم لأنّك لم تكن صادقاً فيما ادّعيت من مناجاة الله إيّاك فأحياهم وبعثهم معه فقالوا إنّك لو سألت الله أن يريك تنظر إليه لأجابك فتخبرنا كيف هو ونعرفه حقّ معرفته. فقال موسى يا قوم إنّ الله لا يرى بالأبصار ولا كيفية له وانّما يعرف بآياته ويعلم بأعلامه فقالوا لن نؤمن لك حتى تسأله فقال موسى يا ربّ إنّك قد سمعت مقالة بني إسرائيل وأنت أعلم بصلاحهم فأوحى الله اليه يا موسى سلني ما سألوك فلم أؤاخذك بجهلهم فعند ذلك قال موسى ربّ أَرِني أنظر إليك قال لن تراني ولكن أنظر الى الجبل فان استقرّ مكانه وهو يهوي فسوف تراني فلمّا تجلّى ربّه للجبل بآياته من آياته جعله دكّاً وخرّ موسى صَعِقاً فلمّا افاق قال سبحانك تبت إليك يقول رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي وأنا أوّل المؤمنين منهم بأنّك لا ترى. وفي الإِكمال عن القائم عليه السلام في كلام فلمّا وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنّبوة يعني موسى عليه السلام واقعاً على الأفسد دون الأصلح وهو يظن أنه الأصلح دون الأفسد علمنا أن لا اختيار الا لمن يعلم ما في الصدور وتكن الضمائر الحديث ويأتي تمامه في سورة القصص انشاء الله.
ويقال جمع موسى - عليه السلام - كلماتٍ كثيرةً يتكلم بها في تلك الحالة؛ فإن في القصص أنه كان يتحمل في أيام الوعد كلمات الحق، ويقول لمعارفه: ألكم حاجة إلى الله؟ ألكم كلام معه؟ فإني أريد أن أمضي إلى مناجاته. ثم إنه لما جاء وسمع الخطاب لم يذكر - مما دبَّره في نفسه، وتحمله من قومه، وجمعه في قلبه - شيئاً لا حرفاً، بل نطق بما صار في الوقت غالباً على قلبه، فقال: { رَبِّ أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ} وفي معناه أنشدوا:
فيا ليلَ كم من حاجةٍ لي مهمة
إذا جئتُكم ليلى فلم أدرِ ماهِيَا
ويقال أشدُّ الخَلْقِ شوقاً إلى الحبيب أقربُهم من الحبيب؛ هذا موسى عليه السلام، وكان عريق الوصلة، واقفاً في محل المناجاة، محدقة به سجوفُ التولي، غالبة عليه بوادِهُ الوجود، ثم في عين ذلك كان يقول: { رَبِّ أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ} كأنه غائبٌ عن الحقيقة. ولكن ما ازداد القومُ شَرْباً إلا ازدادوا عطشاً، ولا ازدادوا تيماً إلا ازدادوا شوقاً، لأنه لا سبيل إلى الوصلة إلا بالكمال، والحقُّ - سبحانه - يصونُ أسرار أصفيائه عن مداخلة الملال.
وفي صحيح مسلم عن أنس: أن امرأة يهودية أتت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة، فأكل منها، فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألها عن ذلك، فقالت: "أردتُ لأقتلك"، قال: ((ما كان الله ليسلِّطكِ على ذلك))، قالوا: "ألا نقتلها؟"، قال: ((لا))، "فما زلتُ أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم".
آخر الأسئلة في وسم للخيانة - حلول كوم
مرحبًا بك إلى حلول الجديد، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين....
لخيانة الأمانة آثار سلبية على الفرد والمجتمع بسعينا الدائم وجهودنا المستمرة في تقدم لكم طالبنا وطالباتنا الغاليين على موقع منهج الثقافة الموقع الفريد من نوعه في توفير توفير حلول تساؤلاتكم واستفساراتكم التي وردت في اختباراتكم الدراسية والتعليمية ومنها حل سوال لخيانة الأمانة آثار سلبية على الفرد والمجتمع الجواب الصحيح هو: صواب.