الرأي الثالث: قال أبو حيان في البحر المحيط: السبيل هنا مفرد اللفظ وأل فيه للعهد وهي سبيل الشرع وليست للجنس، إذ لو كانت له لم يكن منها جائر، والمعنى: وعلى الله تبيين طريق الهدى، وذلك بنصب الأدلة وبعثة الرسل، ثم ينقل عن ابن عطية قوله: ويحتمل أن يعود منها على سبيل الشرع، وتكون من للتبعيض، والمراد: فرق الضلالة من أمة محمد (ص) كأنه قال: ومن بنيات الطرق في هذه السبيل، ومن شعبها. ثم ينسب أبو حيان إلى قيل قوله: أل في السبيل للجنس وانقسمت إلى مصدر وهو طريق الحق، وإلى جائر وهو الطريق الباطل، والجائر العادل عن الاستقامة والهداية كما في قول طرفة: عدولية أو من سفين ابن يامن******يجور بها الملاح طوراً ويهتدي ومنه قول امرئ القيس: ومن الطريقة جائر وهدىً******قصد السبيل ومنه ذو دخل. الرأي الرابع: يقول الزمخشري في الكشاف: المراد بالسبيل: الجنس، ولذلك أضاف إليها القصد وقال: ومنها جائر والقصد مصدر بمعنى الفاعل وهو القاصد، يقال سبيل قصد وقاصد، أي مستقيم، كأنه يقصد الوجه الذي يؤمه السالك لا يعدل عنه، ومعنى قوله: وعلى الله قصد السبيل أن هداية الطريق الموصل إلى الحق واجبة عليه، كقوله: (إن علينا للهدى) الليل 12.
- الموقع الرسمي للشيخ مرتضى علي الباشا : وعلى الله قصد السبيل
- نثرات – أعظم سر .. إنا لله
- تفسير وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين [ النحل: 9]
- الله ياخذ حقي منك بعيد
- الله ياخذ حقي منك اكثر مما اريد
- الله ياخذ حقي منك وحدك
- الله ياخذ حقي منك منقهر
- الله ياخذ حقي منك لي
الموقع الرسمي للشيخ مرتضى علي الباشا : وعلى الله قصد السبيل
وكأن في الآيتين نوع من الطرد بين تعداد النعم الناتجة عن وسائط النقل التي ذكرها تعالى متمثلة في الخيل والبغال والحمير التي يهتدي بها الإنسان إلى الطرق التي يسلكها، وهذه الطرق على حقيقتها الحسية يمكن أن تكون سالكة وقاصدة إلى البغية التي يطلبها الراكب دون التخلف عن اختياره، ومن هنا انتقل تعالى إلى الطرق المعنوية التي تؤمن لسالكها البغية التي تؤدي به إلى السعادة الأبدية فلذلك قال جل شأنه: (وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين) النحل 9. ثم استأنف تعداد النعم المادية التي من بها على الإنسان، فكأن الآية المبحوث عنها أشبه بالجملة الاعتراضية بين تعداد النعم المادية، فهي نظير قوله: (يابني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سؤاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير) الأعراف 26. فجمع تعالى في هذه الآية بين اللباس المادي واللباس المعنوي، فهكذا في موضوع البحث فإن الله تعالى قد جمع بين الطرق المادية والطرق المعنوية التي تؤدي بسالكها إما إلى قصد السبيل وإما إلى الجور عنه. هذا ما لدينا وللمفسرين في الآية آراء أخرى أعرض لها: الرأي الأول: قال الفخر الرازي في التفسير الكبير: في الآية حذف، والتقدير: وعلى الله بيان قصد السبيل ثم قال: ومنها جائر أي عادل مائل، ومعنى الجور في اللغة: الميل عن الحق، والكناية في قوله: ومنها جائر تعود على السبيل، وهي مؤنثة في لغة الحجاز، يعني ومن السبيل ماهو جائر غير قاصد للحق وهو أنواع الكفر والضلال، ويقول الرازي في مسألة أخرى على لسان المعتزلة إن الآية دلت على أنه يجب على الله تعالى الإرشاد والهداية إلى الدين وإزاحة العلل والأعذار لأنه تعالى قال وعلى الله قصد السبيل وكلمة (على) للوجوب قال تعالى: (ولله على الناس حج البيت) آل عمران 97.
وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) قوله تعالى: وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين قوله تعالى: وعلى الله قصد السبيل أي على الله بيان قصد السبيل ، فحذف المضاف وهو البيان. والسبيل: الإسلام ، أي على الله بيانه بالرسل والحجج والبراهين. وقصد السبيل: استعانة الطريق; يقال: طريق قاصد أي يؤدي إلى المطلوب. ومنها جائر أي ومن السبيل جائر; أي عادل عن الحق فلا يهتدى به; ومنه قول امرئ القيس: ومن الطريقة جائر وهدى قصد السبيل ومنه ذو دخل وقال طرفة: عدولية أو من سفين ابن يامن يجور بها الملاح طورا ويهتدي العدولية سفينة منسوبة إلى عدولى قرية بالبحرين. والعدولي: الملاح; قاله في الصحاح. وفي التنزيل وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل. وقد تقدم وقيل: المعنى ومنهم جائر عن سبيل الحق ، أي عادل عنه فلا يهتدي إليه. وفيهم قولان: أحدهما: أنهم أهل الأهواء المختلفة; قاله ابن عباس. الثاني: ملل الكفر من اليهودية والمجوسية والنصرانية. وفي مصحف عبد الله " ومنكم جائر " وكذا قرأ علي " ومنكم " بالكاف. وقيل: المعنى وعنها جائر; أي عن السبيل.
نثرات – أعظم سر .. إنا لله
وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) لما ذكر تعالى من الحيوانات ما يسار عليه في السبل الحسية ، نبه على الطرق المعنوية الدينية ، وكثيرا ما يقع في القرآن العبور من الأمور الحسية إلى الأمور المعنوية النافعة الدينية ، كما قال تعالى: ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) [ البقرة: 197] وقال: ( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير) [ الأعراف: 26]. ولما ذكر في هذه السورة الحيوانات من الأنعام وغيرها ، التي يركبونها ويبلغون عليها حاجة في صدورهم ، وتحمل أثقالهم إلى البلاد والأماكن البعيدة والأسفار الشاقة - شرع في ذكر الطرق التي يسلكها الناس إليه ، فبين أن الحق منها ما هي موصلة إليه ، فقال: ( وعلى الله قصد السبيل) كما قال: ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) [ الأنعام: 153] وقال: ( هذا صراط علي مستقيم) [ الحجر: 41]. قال مجاهد: في [ قوله]: ( وعلى الله قصد السبيل) قال: طريق الحق على الله. وقال السدي: ( وعلى الله قصد السبيل) قال: الإسلام. وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: ( وعلى الله قصد السبيل) يقول: وعلى الله البيان ، أي: تبين الهدى والضلال.
والله أعلم. المسألة الثانية: قالت المعتزلة: دلت الآية على أنه يجب على الله تعالى الإرشاد والهداية إلى الدين [ ص: 185] وإزاحة العلل والأعذار; لأنه تعالى قال: ( وعلى الله قصد السبيل) وكلمة "على" للوجوب قال تعالى: ( ولله على الناس حج البيت) [آل عمران: 97] ودلت الآية أيضا على أنه تعالى لا يضل أحدا ولا يغويه ولا يصده عنه ، وذلك لأنه تعالى لو كان فاعلا للضلال لقال: ( وعلى الله قصد السبيل) وعليه جائرها أو قال: وعليه الجائر ، فلما لم يقل كذلك ، بل قال في قصد السبيل أنه عليه ، ولم يقل في جور السبيل أنه عليه بل قال: ( ومنها جائر) دل على أنه تعالى لا يضل عن الدين أحدا. أجاب أصحابنا أن المراد على الله بحسب الفضل والكرم أن يبين الدين الحق والمذهب الصحيح فأما أن يبين كيفية الإغواء والإضلال ، فذلك غير واجب فهذا هو المراد ، والله أعلم. المسألة الثالثة: قوله: ( ولو شاء لهداكم أجمعين) يدل على أنه تعالى ما شاء هداية الكفار ، وما أراد منهم الإيمان; لأن كلمة ( لو) تفيد انتفاء شيء لانتفاء شيء غيره قوله: ( ولو شاء لهداكم) معناه: لو شاء هدايتكم لهداكم ، وذلك يفيد أنه تعالى ما شاء هدايتهم فلا جرم ما هداهم ، وذلك يدل على المقصود.
تفسير وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين [ النحل: 9]
ودلت الآية أيضاً على أنه تعالى لا يضل أحداً ولا يغويه ولا يصده عنه، وذلك لأنه تعالى لو كان فاعلاً للضلال لقال: وعلى الله قصد السبيل وعليه جائرها أو قال وعليه الجائر فلما لم يقل كذلك بل قال في قصد السبيل إنه عليه، ولم يقل في جور السبيل إنه عليه بل قال ومنها جائر دل على أنه تعالى لايضل عن الدين أحداً. ويضيف الرازي رداً على المعتزلة ويقرر الإجابة بقوله: أجاب أصحابنا: أن المراد على الله بحسب الفضل والكرم أن يبين الدين الحق والمذهب الصحيح، فإما أن يبين كيفية الإغواء والإضلال فذلك غير واجب، فهذا هو المراد والله أعلم. الرأي الثاني: يقول الطباطبائي في الميزان: إن من نعم الله تعالى التي من بها على عباده أن أوجب على نفسه لهم سبيلاً قاصداً يوصلهم إلى سعادة حياتهم وهداهم إليه، وقد نسب سبحانه قصد السبيل إلى نفسه دون السبيل الجائر لأن سبيل الضلال ليس سبيلاً مجعولاً لهم في عرض الهدى وإنما هو الخروج عن السبيل وعدم التلبس بسلوكه فليس بسبيل وإنما هوعدم السبيل. وكيف كان فالآية ظاهرة في نسبة قصد السبيل إليه تعالى وترك نسبة السبيل الجائر المؤدي بسبب المقابلة إلى نفي نسبته إليه تعالى، وإذا كان من الممكن أن يتوهم أن لازم جعله قصد السبيل أن يكون مكفوراً في نعمته مغلوباً في تدبيره وربوبيته حيث جعل السبيل ولم يسلكه الأكثرون وهدى إليه ولم يهتد به المدعوون دفعه بقوله تعالى: ولو شاء لهداكم أجمعين أي إن عدم اهتداء الجميع ليس لعجز منه سبحانه عن ذلك أو غلبة من هؤلاء المتخلفين وظهورهم عليه بل لأنه تعالى لم يشأ ذلك ولو شاء لم يسعهم إلا أن يهتدوا جميعاً فهو القاهر الغالب على كل حال.
تفسير قوله تعالى {وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} للشيخ صالح المغامسي - YouTube
كلمات اغنية قساوه راشد الفارس. تعاملني بقســـــاوه..
ياخسارة الطيب وينه
ادري الدنيـــــــا تغير
وادري مابه غيري طيب
وتعاملني بقســـــاوه
وين قلبك الي يموت فيني
وين شوقك وين لهفاتك ياعيني..
بعتني والحق معــــــاك
انا الي لك ارخصت نفسي..
تعاملني بقساوه
يا خساره
ليه ازعل والا حتى عندي تفرق
انا اصلا في حياتي مو موفــــق
روح وحقي ما يضيع
الله ياخذ حقي منك
اسم الاغنية: قساوه
كاتب الاغنية: عبدالله بو دله
ملحن الاغنية: محمد بودله
غناء: راشد الفارس
الله ياخذ حقي منك بعيد
ومعنى غَيْرَ مُتَعْتَعٍ: أي: دونَ مُمطالةٍ أو أنْ يُصيبَه أذًى يُقلِقُه ويُزعجُه [1]. وفي الحديث: كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم، وعِظَم حِلمه ورأفتِه ورحمته بالنَّاسِ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم احتمل سوء مطالبة الأعرابي، ونهى الصحابة رضي الله عنهم أن يَزجروه، وزاده صلى الله عليه وسلم بعد أن قضاه بأن أطعمه وأكرَمه، وهذا غاية ما يكون من حسن الخلق؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]. الله ياخذ حقي منك منك. وفيه أيضًا: أهمية إقامة العدل بين الناس، وأن يمكَّن الضعيف من أخذ حقه بيُسر وسهولة، دون تعب أو مشقة، والله تعالى أعلم. المرجع: إجابة للشيخ خليل المديفر عن معنى حديث: (( جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَقَاضَاهُ دَيْنًا كَانَ عَلَيْهِ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، حَتَّى قَالَ لَهُ: أُحَرِّجُ عَلَيْكَ إِلَّا قَضَيْتَنِي... )). [1] يُنظر: شرح حديث: ((جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَقَاضَاهُ دَيْنًا كَانَ عَلَيْهِ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ لَهُ: أُحَرِّجُ عَلَيْكَ إِلَّا قَضَيْتَنِي... )) بالموسوعة الحديثية للدرر السنية، على الرابط التالي:
الله ياخذ حقي منك اكثر مما اريد
قال: سأستأذن لك عليه; فاستأذن لعيينة. فلما دخل قال: يا ابن الخطاب ، والله ما تعطينا الجزل ، ولا تحكم بيننا بالعدل! قال: فغضب عمر حتى هم بأن يقع به. فقال الحر; يا أمير المؤمنين ، إن الله قال لنبيه عليه السلام خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإن هذا من الجاهلين. فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه ، وكان وقافا عند كتاب الله عز وجل. الله ياخذ حقي منك وحدك. قلت: فاستعمال عمر رضي الله عنه لهذه الآية واستدلال الحر بها يدل على أنها محكمة لا منسوخة. وكذلك استعملها الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما; على ما يأتي بيانه. وإذا كان الجفاء على السلطان تعمدا واستخفافا بحقه فله تعزيره. وإذا كان غير ذلك فالإعراض والصفح والعفو; كما فعل الخليفة العدل.
الله ياخذ حقي منك وحدك
خل هذا الجرح {[/ c=46] [c=4][a=1]ي ك ب ر[/ a=15][/c]
[ c=5]حآاۉل اجـﭡﮩـد عذﭚ لي [ c=4][a=1]روحـﮯ[/ a=15][/c] طيح من هالع ـين [ u]اﮝثـر[/ u][/c=46] مخرج~
آلنفسس طآبت مآتبي منڪ معروف................ سسلـآمـ مني لۈ رפـل ۈ آلبآب يۈس'ـع لـﮧ جمل كلي آذان صاغيـ ﮧ لاانتقاداتكم
لكل من مر من هنا سمو ياعسى الخير ملفاكم
اخوكم عنيد الحب
الله ياخذ حقي منك منقهر
23-02-2022, 02:03 PM
المشاركه # 21
المشاركات: 632
الله يجزاه خير المشرف الي وقفك ويحرم وجهه على النار
وعقبال الشطب
23-02-2022, 02:06 PM
المشاركه # 22
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 40, 643
تحليل خاطي واتهام في غير محله
سوق كبير بحجم السوق السعودي من الصعب التحكم فيه طلوع ونزول
الله ياخذ حقي منك لي
الجأ للقضاء:
فإن كانت مشكلتك تتعلق بأمنك وأمانك واستقرارك ، فلجأ الى القانون لكي يحميك ، ويوفر لك كل الامكانيات اللازمة لتخطي المشكلة ، ويمسك المعتدي عليك ، ويعطيه العقاب الذي يستحق. اياك أن تقابل الظلم بالظلم:
فان جاءك من ظلمك ، وطلب منك السماح ، فاعف ، واصفح ، فالله تعالى سيجعل أجرك في الدنيا والأخرة ، وسيمكنك في الأرض خير تمكين ، أما ان لم ترض بالصفح ، فهذا حقك أيضا خاصة ان كان الظلم عميقا ، فيمكنك أن تصرفه ، ولكن بدون الحاق أي أذى به ، واترك الأمر لأولي الأمر. وأخيرا:
فان أعظم الظلم ، هو ذاك الظلم الذي يمس شرف الفتاة وسمعتها ، ويجعلها تمشي في الأرض ، منزلة رأسها ، خاشية أن يلق أحدهم اللوم عليها ، فان هذا الظلم لا يمكن أن يغترف ، وعده الله من الكبائر ، التي تدخل صاحبها النار ، فالفتاة التي تلوث سمعتها ، لا يمكنها أن ترجعها كما كانت ، خاصة في المجتمعات العربية.
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) قوله تعالى خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين فيه ثلاث مسائل: الأولى: هذه الآية من ثلاث كلمات ، تضمنت قواعد الشريعة في المأمورات والمنهيات. فقوله: خذ العفو دخل فيه صلة القاطعين ، والعفو عن المذنبين ، والرفق بالمؤمنين ، وغير ذلك من أخلاق المطيعين ودخل في قوله وأمر بالعرف صلة الأرحام ، وتقوى الله في الحلال والحرام ، وغض الأبصار ، والاستعداد لدار القرار. حسبي الله عليها الله ياخذ حقي منها - عالم حواء. وفي قوله وأعرض عن الجاهلين الحض على التعلق بالعلم ، والإعراض عن أهل الظلم ، والتنزه عن منازعة السفهاء ، ومساواة الجهلة الأغبياء ، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة. قلت: هذه الخصال تحتاج إلى بسط ، وقد جمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر بن سليم. قال جابر بن سليم أبو جري: ركبت قعودي ثم أتيت إلى مكة فطلبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنخت قعودي بباب المسجد ، فدلوني على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هو جالس عليه برد من صوف فيه طرائق حمر; فقلت: السلام عليك يا رسول الله. فقال: وعليك السلام. فقلت: إنا معشر أهل البادية ، قوم فينا الجفاء; فعلمني كلمات ينفعني الله بها.