هذا الكلام يرده ما ذكره الصبان من أن النفي المفهوم من "لولا" و"لو" مما لا يعتبر عند العرب، فالعرب لا يعتبرون هذا النفي، ولا يعلمون بمقتضاه، فليس من العرب من يقول: "لولا جاءني من أحد لأكرمته"؛ ولذلك يجب أن يرفض هذا التخريج، ونقول إن: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا} كلام تام مثبت، و{قَوْمَ يُونُسَ} منقطع، والمستثنى من الكلام التام المثبت يجب نصبه منقطعًا أو متصلًا، ولا إشكال في قراءة الرفع؛ لأن "إلا" تكون بمعنى لكن، وإذا كانت "إلا" بمعنى لكن، يمكن أن تكون مع هذا المعنى استثناء، ويمكن أن تكون على غير استثناء. و"إلا" هنا بمعنى لكنْ، وما بعدها مبتدأ وخبر: "ولكن قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا" ولا نقول بالبدل، فما بعد "إلا" جملة من مبتدأ وخبر، و"إلا" بمعنى لكنْ؛ حتى لا نقع في دائرة اصطياد النفي من الكلام. الآية الثانية: قوله تعالى: {فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ} [هود: 116] فالنصب لا إشكال فيه، لكن المشكِل في قراءة زيد بن علي: "إلا قليلٌ" بالرفع "… إِلاَّ قَلِيلٌ مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ".
- لطلبات استثناء - الترجمة إلى الإنجليزية - أمثلة العربية | Reverso Context
- نماذج من اسئلة الاستثناء
- إعراب قوله تعالى: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو الآية 144 سورة آل عمران
لطلبات استثناء - الترجمة إلى الإنجليزية - أمثلة العربية | Reverso Context
وما بعدها دائمًا مضافًا إليه. ما فازَ سوى المُجِدِّ. ما رأيْتُ غيرَ أخيكَ. ما مررْت بغيرِ معلمٍ. فازَ: فعل ماضٍ مبني على الفتحة الظاهرة على آخره. سوى: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف. نماذج من اسئلة الاستثناء. ا لمُجدِّ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره. الاستثناء ناقص منفي (مفرغ)، فتُعرب "سوى" حسب موقعها من الجملة، وما بعدها دائمًا مضافًا إليه. أمثلة على الاستثناء بـ (خلا، عدا، حاشا) قد تُستعمل هذه الأدوات كحرف جر، فيُعرب ما بعدها (المستثنى) اسمًا مجرورًا، وقد تستعمل كفعل جامد، أي لا يتصرف، ويلزم حالة الماضي، ويُعرب ما بعدها مفعولًا به، فالوجهان جائزان، لكن إذا سُبقت "خلا، عدا" بما المصدريّة، فلا يجوز إعرابهما إلا كفعل؛ لأنَّ ما المصدرية حرف، فلا تدخل على حرف، ولا تدخل إلا على الأفعال، ولا تدخل على "حاشا"، وفيما يأتي بعض الأمثلة التوضيحية: [٤] [٥]
فازَ الطلابُ حاشا الكسولَ. قرأتُ القصصَ عدا قصةً. سامحْتُ المقصرينَ خلا زيدًا. الطلابُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. حاشا: فعل ماضٍ جامد، مبني على الفتحة المُقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
نماذج من اسئلة الاستثناء
↑ "كل ما في البلاد من أموال" ، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022. ↑ "أمجلس لهوي ليس منك مجلس" ، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022. ↑ "ليس إلا مظاهر ومجالي" ، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل قراءة ابن عامر بالنصب قراءة مرجوحة، أم قراءة راجحة؟
الدرس النحوي يفيد أن النصب مرجوح وليس راجحًا؛ ولذلك نجد في (معاني القرآن) للفراء قوله: وهي في قراءة أبي: "مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلًا" كأنه نفى الفعل وجعل ما بعد "إلا" كالمنقطع عن أول الكلام، كقولك: ما قام القوم اللهم إلا رجلًا أو رجلين، فإذا نويت الانقطاعَ نصبتَ، وإذا نويت الاتصال رفعت. وفي (الكشاف): وقرئ "إلا قليلًا" بالنصب على أصل الاستثناء، أو على "إلا فعلًا قليلًا"، أي: أراد أن يقول: إن نصب "قليلًا" على المصدرية؛ لأن "قليلًا" صفة لمصدر محذوف. والذي نخرج به من هذه الجولة السريعة في هذه الآية: أن النصب جاء في الاستثناء من الكلام التام المنفي، وهذا النصب في قراءة سبعية، مما يجعلنا نقول: إن النصب مع القول بالإبدال يجوز -كما ذهب إلى ذلك النحاة- إذا كان المستثنى من كلام تام موجب، وإن كان النحاة حاولوا -والمفسرون المعربون قد حاولوا- أن يجدوا مخرجًا للقول بالنصب على الاستثناء، كما ذهب الفراء بأنه على نية الانقطاع، وكما ذهب صاحب (الكشاف) من أنه منصوب على المصدرية، ولكن كل هذه التخريجات لم تكن قوية، ولم يبقَ خالصًا من الانتقاض إلا أن يكون "قليلًا" منصوبة على أصل الاستثناء.
والثانية: أنه قاتل من ارتد على عقبه. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله -:
وفي هذه الآية الكريمة إرشاد من الله تعالى لعباده أن يكونوا بحالة لا يزعزعهم عن
إيمانهم ، أو عن بعض لوازمه فقدُ رئيسٍ ، ولو عظم ؛ وما ذاك إلا بالاستعداد في كل
أمر من أمور الدِّين بعدة أناس من أهل الكفاءة فيه ، إذا فقد أحدهم قام به غيره ،
وأن يكون عموم المؤمنين قصدهم إقامة دين الله ، والجهاد عنه ، بحسب الإمكان ، لا
يكون لهم قصد في رئيس دون رئيس ، فبهذه الحال يستتب لهم أمرهم ، وتستقيم أمورهم. وفي هذه الآية أيضاً أعظم دليل على فضيلة الصدِّيق الأكبر أبي بكر ، وأصحابه الذين
قاتلوا المرتدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم هم سادات الشاكرين.
" تفسير السعدي " ( ص 150).
إعراب قوله تعالى: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو الآية 144 سورة آل عمران
وقد يُقال: لما كان حكمه في المآل كحكم سائر الرسل لم يُحتج إلى إفراده بحكم خاص. والله أعلم.
إعراب الآية 144 من سورة آل عمران - إعراب القرآن الكريم - سورة آل عمران: عدد الآيات 200 - - الصفحة 68 - الجزء 4.