تفسير اية قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ، هو عنوان هذا المقال، وفيهِ سيجد القارئُ رقمَ هذه الآيةِ واسمَ السورةِ، كما سيجدُّ تفسيرها عند السعدي والطنطناوي والطبري، كما أنَّه سيجد بيانًا للمقصودِ بالأخسرينَ أعمالًا في هذه الآيةِ الكريمةِ، بالإضافةِ إلى أنَّ القارئ سيجد بيانًا ما إن كانت تشمل اليهودَ والنصارى أم لا. تفسير اية قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا
تعدُّ هذه الآيةِ هي آيةٌ من آياتِ سورةِ الكهفِ، وهي الآية التي تحملُ الرقمَ المائةِ والثلاثَ من هذه السورةِ، وفي هذه الفقرةِ سيتمُّ بيان أقوالِ المفسرينَ فيها بشيءٍ من التفصيلِ، وفيما يأتي ذلك:
تفسير السعدي
يُخاطب الله -عزَّ وجلَّ- في هذه الآيةِ الكريمةِ نبيَّه محمد -صلى الله عليه وسلم- ويأمره بأن يقولَ للنَّاسِ من باب التحذيرِ والإنذارِ: هل أخبركمْ يا معشرَ النَّاسِ، من همْ أخسرِ النَّاسِ على الإطلاقِ يومَ القيامةِ. [1]
شاهد أيضًا: تفسير اية ما جئتم به من السحر ان الله سيبطله
تفسير الطنطاوي
في الآيةِ الكريمةِ يأمر الله -عزَّ وجلَّ- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأن يقولَ للكافرينَ الذينَ غرَّتهم وأعجبتهم تصرفاتهم الباطلة: ألَّا تريدونَ مني أن أخبركمْ خبرًا مهمًا، وأعرفكم من خلاله على الخاسرينَ في الدنيا والآخرة؟ وإنَّ هذا الخبرَ قد جاء على صورةِ الاستفهامِ، زيادةً للتهكمِ بهم، ولفتًا لهم إلى ما سيُلقى لهم من خبرٍ.
قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا – المنصة
بالطريقة نفسها، ينطلق بعضهم بأفكار ونوايا جيدة مثل حماية الوحدة الروحية، وتوفير النظام والانتظام، ومضاعفة الخدمات، ويعتقدون أنهم يقومون بأعمال جيدة لتحقيق هذه الأفكار.. غير أنهم يتخبطون يمنة ويسرةً خبطَ عشواء ولا يتركون قلبًا إلا وقد آلموه وكسروه بسلوكهم الفظ الغليظ، ولا يمنحون أحدًا الفرصة للحديث عن خطئهم؛ لأنهم لا يستطيعون تحمل ذلك، وحتى وإن حسِبوا أنهم بطريقتهم هذه يفعلون خيرًا للأمة، فقد أسسوا بنيانهم على الخسران لأنهم اتصفوا بصفات الكافرين. يا له من خسران أن تضيع هباءً كلُّ أعمال شخص يعتقد أنه يقوم بأعمال طيبة في هذا العالم، وأنه يصب ثواب هذه الأعمال الصالحة في حوض فيرسله إلى الآخرة ليحصل على ثوابه يوم القيامة، ثمّ يرحل إلى الآخرة مفلسًا من الحسنات؛ لأنه أدخل الرياء والسمعة في أعماله، وأسّس بكل هؤلاء عالمًا من المصالح في الدنيا!
تفسير قوله تعالى: قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) القول في تأويل قوله تعالى: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا (103) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (قُلْ) يا محمد لهؤلاء الذين يبغون عنتك ويجادلونك بالباطل، ويحاورونك بالمسائل من أهل الكتابين: اليهود، والنصارى (هَلْ نُنَبِّئُكُمْ) أيها القوم (بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا) يعني بالذين أتعبوا أنفسهم في عمل يبتغون به ربحا وفضلا فنالوا به عَطَبا وهلاكا ولم يدركوا طلبا، كالمشتري سلعة يرجو بها فضلا وربحا، فخاب رجاؤه. قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل. وخسر بيعه، ووكس في الذي رجا فضله. واختلف أهل التأويل في الذين عنوا بذلك، فقال بعضهم: عُنِي به الرهبان والقسوس. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا المقبري، قال: ثنا حيوة بن شريح، قال: أخبرني السكن بن أبي كريمة، أن أمه أخبرته أنها سمعت أبا خميصة عبد الله بن قيس يقول: سمعت عليّ بن أبي طالب يقول في هذه الآية (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا) هم الرهبان الذين حبسوا أنفسهم في الصوامع. حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعت حيوة يقول: ثني السكن بن أبي كريمة، عن أمه أخبرته أنها سمعت عبد الله بن قيس يقول: سمعت عليّ بن أبي طالب يقول، فذكر نحوه.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الكهف - الآية 103
عدد النفخات عند قيام الساعة والوقت بين النفخة والأخرى
موت جميع الأحياء بعد نفخة الصعق
ذكر النفخ في القرآن والسنة
جمع المخلوقات بعد النفخ في الصور
عرض جهنم للكافرين وعرض الكافرين على جهنم
صفات الكافرين الذين تعرض عليهم النار يوم القيامة
توبيخ الله للكافرين باتخاذهم عباد الله أولياء من دون الله
إعداد الله تعالى للكفار نار جهنم ضيافة لهم
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا .. هؤلاء هم الأخسرون أعمالا | أهل مصر
الصواب، بأن يكون موافقا لما في هذا الدين، من قرآن أو سنة، وفق ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم. فإن كان من الأمور المستجدة، فوفق المرجعية الإسلامية العامة. فأصول الدين ومقاصد الإسلام واضحة المعالم محددة الغايات. أما الأمر الثاني، فهو الإخلاص لله تعالى؛ فكل سكنات المسلم وحركاته ينبغي أن تكون لله تعالى، يبتغي بها وجه الله تعالى، وحينها يكتب الله له المباحات حسنات، ويا له من أجر عظيم. كم هم المجرمون الذين يستهزئون بالإسلام باسم الإسلام، وبالدعاة وأهل الدين باسم الدين. وعجيب أمر هؤلاء حين يتحدثون باسم الدين وهم في الحقيقة يحاربونه. وليس بالضرورة أن تكون حرب الدين علنا، فهذه لا يفعلها أحد منهم، ولكنهم يحاربون القيم الإسلامية، والهوية الإسلامية، والحركات الإسلامية، والمنهج الإسلامي، وهم أبواق أو ببغاوات لما يفعله آخرون معروفون في حربهم الإسلام. وهنا التعجب من أشخاص لا بصيرة لهم، يأبون إلا النظر إلى الأمور من زاوية واحدة تخصهم. تفسير قوله تعالى: قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا. لا بد لأحدنا من أن يكون على قناعة من منهجه وأعماله، ولا بد من يقين بالله تعالى لا يقبل التردد أبدا. فثقة المسلم بدينه ومنهجه مسألة عظيمة، تبعث فيه الطمأنينة والإيجابية، بينما القلق والتردد يبعثان عليه حيرة قد تؤدي به إلى الانتكاسة، ومن ثم تصديق مثل هؤلاء الذين ابتليت بهم الأمة؛ اللصوص المتغلبة على رقاب المسلمين، وأعوانهم من الملأ والمتنفذين، الذين لا همّ لهم في هذه الحياة إلا محاصرة الحق وأهله، وهم يروّجون أنهم الحريصون على الدين.
حدثنا ابن حميد، قال ثنا جرير، عن منصور، عن ابن سعد، قال: قلت لسعد: يا أبت (هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا) أهم الحَرورية، فقال: لا ولكنهم أصحاب الصوامع، ولكن الحَرورية قوم زاغوا فأزاغ الله قلوبهم. وقال آخرون: بل هم جميع أهل الكتابين. * ذكر من قال ذلك:حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد، قال: سألت أبي عن هذه الآية ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) أهم الحَرورية؟ قال: لا هم أهل الكتاب، اليهود والنصارى. أما اليهود فكذبوا بمحمد. وأما النصارى فكفروا بالجنة وقالوا: ليس فيها طعام ولا شراب، ولكن الحَرورية الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ فكان سعد يسميهم الفاسقين. قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا – المنصة. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن إبراهيم بن أبي حُرّة عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، في قوله (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا) قال: هم اليهود والنصارى.
ثم تقول الآية الكريمة "هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا".. فكلمةُ "أَعْمَالًا" هنا جاءت بصيغة الجمع لتشمل جميع أشكال الطاعات من عبادات ومعاملات وأخلاق وكل الأعمال من حركات وسكنات وأطوار مختلفة، وهذا يذكرنا بما جاء في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم " اَلْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً " (رواه الشيخان)، ويمكننا أن نقول إن كلمة "أعمالًا" في الآية الكريمة تستوعب كل شعب الإيمان. أما قوله تعالى "بِالأَخْسَرِينَ" فكما هو معروف من قواعد اللغة العربية جاءت الكلمة هنا بصيغة "اسم التفضيل" ولذلك فهي تعني "أكثر المتضررين، والذين يعيشون حالة تامة من الضياع، أو هؤلاء الذين كل أعمالهم تسوقهم إلى الخسران حتى كأنهم اتخذوا عرشًا لهم في قلب وادي الخسران". تقول الآية الكريمة بعد ذلك "الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" فهؤلاء ضاعت كل أعمالهم واجتهاداتهم، واستحالت هباءً منثورًا، هذا ما تفيدُه الآية لتضيف بعد ذلك "وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا". والمعاني الواردة في الآيتين الكريمتين تفيد معاني مختلفة ومتفاوتة، كلٌّ حسب درجته وموضعه؛ فبالنسبة لأهل الشرك والكفر فإنّ هاتين الآيتين تتناولهما على النحو التالي: إنهم يعتقدون أنهم يعملون من أجل تحقيق الرفاهية الدنيوية ويقومون بمختلف الفاعليات والأنشطة، وكذلك وفقًا لتصوّرهم فإنهم يعملون على مساعدة الناس وتسهيل حياتهم وإعطائهم الإمكانات اللازمة لذلك، ولكنهم أثناء فعلهم ذلك يهملون أمورًا في غاية الأهمية ويغفلون عن الأساسيات الضرورية من إيمان بالله عز وجل، وتنفيذ ما أمر به الدين الإسلامي من أوامر، ونشر وترسيخ الأخلاق العالية بين الناس، واحتضان كل الناس بل كل الموجودات بالشفقة والرحمة.
حسن صالح سورة البينة مكتوبة و ترتيلHD - YouTube
سورة البينة كتابة العدل
سورة البينة مكتوبة بصوت الشيخ على الحذيفي - YouTube
سورة البينة كتابة على
التنبيه هو أنه ينبغي كما نهتم بهذه الأسئلة عن الدقائق والأمور الصغيرة، أن نسأل عن عظائم الأمور وأن تكون منا على اهتمام حتى على وجه التنبيه للناس، فقد يسأل الإنسان وهو عالم، لكن مثل ما جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان، انظر المسائل الكبار، كلها في قمة المسائل أهمية وتأثير، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن مضى: «أتدرون من السائل؟ قالوا: الله ورسوله أعلم؟ قال: هذا جبريل» هذا الرسول الملكي، «أتاكم يعلمكم أمر دينكم»، فجعل السؤالَ وسيلة من وسائل التعلم. أسأل الله أن يرزقني وإياكم الفقه في الدين، والبصيرة بما ينفعنا، وأن يُعيذنا من نزغات الشياطين.
سورة البينة كتابة مراجعة على Google
ثلاثة واجبات للمسلم مع القرآن
الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، وبعد:
فإن المسلم يدرك أنَّ القرآن هو كلامُ ربِّه المنزل، وتعظيمه له من تعظيمه للمتكلم به تعالى، وأن عليه واجبات إزاء ذلك الكلام أثناء تلاوته، وأثناء تعامله معه، ولعل من أهمها ما يأتي.
سورة البينة كتابة عدل
وما عداها ينبغي أن ينظر في دليل كونه مفطراً أو لا، فالاحتياط أمر مختلِف عن الجزم بالحكم بأن الفطر حصل أم لم يحصل، فسد الصوم أو لم يفسد.
بل عظَّم الله كتابه بنفسه في غير ما آيةٍ، فقال سبحانه: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) [الحجر:87]، (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) [ص:1]، (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) [ق:1]، (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الواقعة:77-80]، (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ) [البروج:21]، إلى غير ذلك من الآيات البينات الموجبة لتعظيم كلام رب الأرباب سبحانه وتعالى. ثالثاً: التّدبُّر والتَّفكُّر في معاني القرآن:
فمن قرأ أو استمع ولم يتدبر ربما كان القرآن حجة عليه ولذلك ذم الله أقواماً فقال: 0أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد:24]، وقد جاء عن الحسن البصريِّ رحمه الله أنه قال: "إنّ من كَان قبلكم رأوا القُرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، وينفذونها بالنهار". وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "ينبغي لحامل القُرآن أن يُعرف بليلهِ إذا النَّاس نائمون، وبنهاره إذا النَّاس مفطرون، وبحزنه إذا النَّاس يفرحون، وببكائهِ إذا النَّاس يضحكون، وبصمتهِ إذا النَّاس يخوضون، وبخشوعه إذا النَّاس يختالون".
فينبغي التفريق بين خلوف فم الصائم وبين رائحة الفم الناتجة عن بقايا الطعام، فهذه إزالتها ليس له أثر ولا تأثير في إذهاب خلوف فم الصائم، وأما الخلوف فهو شيء لا إرادة للإنسان فيه.